بغداد / وكالات :قال شيروان الوائلي وزير الامن الوطني العراقي أمس الاثنين ان زعيم جماعة عراقية (جند السماء) يلقب نفسه بالمهدي قتل في اشتباك دار يومي الاحد والاثنين قرب مدينة النجف مع مئات من أنصاره.وأضاف الوزير “لقد قتل” مضيفا أن الرجل يبلغ من العمر 40 عاما ويعتقد أنه من منطقة قريبة من مدينة الديوانية الشيعية. إلى ذلك قالت مصادر الجيش والشرطة ومصادر سياسية ان القوات الامريكية والعراقية قتلت 300 مسلح من طائفة اسلامية في معركة شرسة استمرت يوما كاملا شاركت فيها دبابات وطائرات هليكوبتر أمريكية على مشارف مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة.وقال الجيش الامريكي أمس الاثنين ان العملية مستمرة ولا يمكنه الكشف عن اي تفاصيل.وصرح مصدر من الجيش العراقي بان القوات الامريكية تولت قيادة العملية يوم الاحد وان القصف استمر في المنطقة حتى فجر أمس الاثنين في ذروة الاحتفال بيوم عاشوراء الذي يحتفل به الشيعة.وأعلن الجيش الامريكي الاحد ان امريكيين قتلا عندما سقطت طائرة هليكوبتر هجومية اثناء معركة استمرت طوال اليوم في واحد من اغرب الحوادث خلال الصراع الذي مضى عليه اربعة اعوام. وقال مسؤولون عراقيون ان الهليكوبتر اسقطت على ما يبدو.وصرح علي نوماس العقيد بالشرطة العراقية ان ما يتراوح بين 300 و350 مسلحا قتلوا في العملية واعتقل عشرات. كما قتل ثلاثة جنود عراقيين وفقد ستة وقتل أيضا خمسة من الشرطة العراقية. هذا بالاضافة الى اصابة اكثر من 40 من الشرطة والجيش.ووفقا لما ذكره مصدر سياسي عراقي فان مئات من المقاتلين من السنة والشيعة قاتلوا طوال يوم الاحد وخلال الليل.ورأى شاهد عيان في الموقع على بعد 160 كيلومترا جنوبي بغداد عدة دبابات امريكية وسمع انفجارات بعد حلول الظلام يوم الاحد وقال ضابط عراقي ان طائرات اف-16 تقصف المنطقة.وكانت تفاصيل القتال الذي استمر طوال اليوم غير واضحة وأيضا ظلت هوية المقاتلين غير معروفة. وقال مصدر بالجيش العراقي ان بعض القتلى كانوا يرتدون عصابات رأس كتبوا عليها انهم “جند السماء.”وذكر المصدر السياسي ان ما وصل الى 1000 مقاتل شاركوا في المعركة. بينما قال مصدر الجيش العراقي انهم كانوا يرتدون ملابس مموهة وبدوا منظمين للغاية.وقال محافظ النجف أسعد ابو كلل ان المجموعة تجمعت في بساتين بالقرب من المدينة وان السلطات كشفت انهم كانوا يخططون لمهاجمة القيادات الدينية الشيعية الرئيسية أمس الاثنين وهو اليوم الذي يعد ذروة احتفال عاشوراء السنوي.وقال مشيرا الى يوم الاثنين “كانت هناك مؤامرة لقتل رجال الدين في العاشر من محرم.”وفي وقت سابق وصف المحافظ المقاتلين بانهم سنة. ويخوض السنة والشيعة صراعا يخشى كثيرون ان ينزلق الى حرب اهلية شاملة.غير ان مصادر سياسية وامنية قالت ان المقاتلين هم من اتباع احمد الحسني اليماني ووصفوه بانه زعيم فئة دينية غامض يزعم انه مقدمة لظهور المهدي. وكان يعمل من مكتب في النجف الى ان تمت الاغارة عليه واغلاقه في وقت سابق من الشهر.وذكرت مصادر ان المسلحين المعتقلين أعلنوا ولاءهم لليماني.وعلى مر التاريخ الاسلامي ظهر عدد من الجماعات التي تلجأ للعنف وتكفر الزعماء المسلمين وتجتذب أتباعا من السنة والشيعة على السواء.واحتشد نحو 1.5 مليون من الشيعة في مدينة كربلاء بين النجف وبغداد والتي تبعد عن النجف 70 كيلومترا للاحتفال بعاشوراء.ونشرت الشرطة العراقية 11 الف جندي. وقالت الشرطة العراقية ان 13 شخصا قتلوا في تفجيرات في مناطق يغلب عليها الشيعة وفي منطقة سنية قتلت خمس فتيات عندما أصابت قذيفة مورتر فناء مدرستهن.وقتل انفجار سيارتين ملغومتين تستهدفان الاكراد 16 شخصا مع هبوط الليل في مدينة كركوك النفطية الشمالية التي يعد سكانها خليطا من الاكراد والتركمان والسنة والشيعة العرب. كما أفاد مسؤول بوزارة التعليم العالي بأن ثلاثة من أساتذة الجامعات وطالبا خطفوا في حي الكاظمية ببغداد أثناء توجههم إلى منازلهم بعد حضور ندوة في كلية للحقوق أمس الاول.على صعيد اخر قال عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف الشيعي ورئيس اكبر تكتل داخل مجلس النواب العراقي أمس الاثنين انه يدين قتل وتهجير السنة مثلما يدين قتل وتهجير الشيعة وان الطريق الامثل لحل المشاكل في العراق هو اقامة اقليم الوسط والجنوب واقليم بغداد.وقال الحكيم في خطاب القاه بين الاف من انصاره قرب جامع الخلاني بوسط بغداد بمناسبة يوم عاشوراء “التعددية المذهبية والقومية والدينية يجب ان لا تكون مانعا او عائقا لنا امام التعاطف مع كل شركائنا اخواننا في الوطن... اننا شعب واحد نعيش في واطن واحد.”واضاف “انني انظر الى الاخوة السنة واتعاطف معهم في محنتهم مع الارهابيين مثلما اتعاطف مع محنة الشيعة مع الارهابيين.. وارفض تهجير السنة من منازلهم مثلما ارفض تهجير الشيعة من منازلهم وادين قتل السنة مثلما ادين قتل الشيعة واي مواطن اخر.”وقال “ليعلم الجميع ان الذين يتآمرون على الشعب العراقي اليوم ليس هم المواطنين السنة وانما هم مجموعات تسعى لتحقيق اهداف سياسية لتقويض التجربة والتحولات الجديدة في العراق.”واضاف ان اعضاء هذه المجموعات “يغلفون تلك الاهداف والمساعي بغلاف طائفي فيتحدثون باسم السنة من اجل تحشيد طائفي يدخل المنطقة كلها في اتون نزاع طائفي لا نعرف له حدودا يتوقف عندها.”ومضى يقول “اوجه ندائي مخلصا لكل العراقيين الشرفاء للكف عن تصعيد اللهجة الطائفية وايقاف هذا السيل الجارف من التعبئة الطائفية.”واضاف “وادعو دول الجوار الى الكف عن تصعيد التحشيد الطائفي والمبادرة الى منع ومحاسبة كل الذين يصدرون من اراضيهم فتاوى القتل ضد الشيعة في العراق كما ادعوها الى محاسبة كل وسائل الاعلام التي تبث من اراضيها سمومها الطائفية في العراق.”ومضى قائلا “لا سبيل لنا الا التعايش بسلام بيننا ولا سبيل لنا الا التعايش بسلام مع الجيران والعالم ولا سبيل لهم الا التعايش معنا ايضا... ومن المفروض ان تحل مشاكل المنطقة عبر التحاور والعقلانية والتعاون البناء.”وتحدث الحكيم في خطابه عن تصعيد عسكري يجري في المنطقة وعبر عن قلقه من هذا التصعيد وقال “هناك قلق كبير من اي تصعيد عسكري... فقد نزفنا من الدماء طيلة العقود الاربعة الماضية ما لم ينزفه شعب من الشعوب على هذه الارض.”