[c1]أولمرت يتنحى لكن إسرائيل في أزمة[/c] كتبت صحيفة فايننشال تايمز في افتتاحيتها أمس أن سقوط رئيس الوزراء الإسرائيلي هوى بالدولة والتوقعات الكئيبة لسلام الشرق الأوسط، إلى حالة جديدة من الانجراف. وسيواجه خليفة إيهود أولمرت مهمة شبه مستحيلة لاستعادة شرعية الحكومة المعيبة، وتمهيد الطريق الصعب لتسوية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.وقالت الصحيفة إن استقالة أولمرت أصبحت حتمية منذ اللحظة الأولى التي شن فيها تلك الحرب الكارثية ضد حزب الله في لبنان عام 2006 والتي خرج منها، وقد تضررت مصداقيته وسلطته بما يتعذر إصلاحها، وأضافت: وإنها لمعجزة سياسية أن يظل متشبثا بمنصبه رغم أخطائه الفادحة، لعامين آخرين. ورغم عدم اتهامه بأي شيء، فإن التحقيقات الأخيرة في عدد من قضايا الفساد قد لطخت سمعته إلى درجة يصعب معها استمراره.وأشارت فايننشال تايمز إلى أن أولمرت لن يكون أول رئيس وزراء يترك منصبه وقد وصم بالفشل. ورأت أن طريقة رحيله قد غطت على إنجازاته الدبلوماسية. فهو يستحق بعض التقدير لإطلاقه أول مبادرة سلام جادة مع الفلسطينيين خلال سبع سنوات، ولجداله الأخير بأن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة سيصب في مصلحة إسرائيل، كما ذكرت أن البعض قد يشكك في دوافعه لبدء مباحثات غير مباشرة مع سوريا حول اتفاق سلام محتمل، ويتهمه منتقدوه بمحاولة إنقاذ نفسه. لكن وجود قائد أقوى بتفويض شعبي قد يتمكن من إبرام اتفاق.وعلقت فايننشال تايمز بأن تسيبي ليفني وزيرة الخارجية والمنافسة على خلافة أولمرت، ستكون الخيار المعقول بما لها من ذكاء حاد وعدم تورطها في أي ادعاءات فساد. لكن عليها أولا أن تبعث الحياة مرة ثانية في هذين المسارين من المفاوضات «وهذا سيكون صعبا: فالمباحثات مع الفلسطينيين متأزمة ومع سوريا بالكاد تتحرك».علاوة على ذلك -تقول الصحيفة- فإن تولي إدارة تحتضر يعتبر مشهدا غير جذاب. وقرار إجراء انتخابات الآن قد يعيد للحكومة تأييدا أقوى، لكن هذا أمر مشكوك فيه. وحزب كاديما الحاكم ضعيف لدرجة أن ليكود الذي قوض زعيمه نتنياهو عملية السلام في الماضي يمكن أن يفوز بسهولة «وزعيم كاديما القادم سيفعل ما هو أفضل لاستثمار الطاقة في إعادة تجميع قوات ائتلاف الوسط في إسرائيل قبل مواجهة الناخبين».وختمت فايننشال تايمز بأن استقالة أولمرت على أية حال توضح مدى صعوبة الأمر في النظام السياسي المتفتت لإيجاد زعيم يستطيع إنقاذ اتفاقات السلام التي يجب أن تبرمها إسرائيل مع الفلسطينيين وجيرانها العرب «لكن نافذة هذا الاحتمال أوشكت على الانغلاق بسرعة». ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]إستراتيجية أميركية جديدة تدعو إلى حرب غير عادية[/c]نشرت صحيفة واشنطن بوست بعض تفاصيل وثيقة إستراتيجية دفاع قومي جديدة لم تنشر من قبل تدعو فيها المؤسسة العسكرية الأميركية لإتقان حرب غير عادية بدلا من التركيز على الحروب التقليدية ضد دول أخرى.وقال وزير الدفاع روبرت غيتس الذي أقر الإستراتيجية الشهر الماضي إن كسب المعارك في العراق وأفغانستان لن ينهي «الحرب الطويلة» ضد التطرف العنيف، وإن القتال ضد القاعدة والإرهابيين الآخرين يجب أن يكون أولى أولويات المؤسسة العسكرية في العقود القادمة، ويوصي غيتس في الوثيقة الجديدة بإبرام شراكة مع الصين وروسيا للحد من بروزهما كخصمين محتملين.وقالت الصحيفة إن هذه الإستراتيجية تأتي تتويجا لجهد غيتس منذ توليه وزارة الدفاع في نهاية 2006، وتبرز رأيه بأن الأمة يجب أن تسخر مصادر القوة العسكرية والسلطة اللينة لدحر عدو معقد ومتحول، وجاء في الوثيقة أن «العراق وأفغانستان هما الجبهتان المركزيتان في الصراع، لكننا لا يمكن أن نغفل عن المفاهيم الضمنية لخوض حرب طويلة الأمد وعرضية ومتعددة الجبهات والأبعاد، أعقد وأكثر تشعبا من مواجهة الحرب الباردة مع الشيوعية». «والنجاح في العراق وأفغانستان حاسم في كسب هذه الحرب، لكنه لن يأتي وحده بالنصر».وقالت الصحيفة إن غيتس يعتنق مصطلح «الحرب الطويلة» الذي اعتمده سلفه دونالد رمسفيلد لمعادلة القتال ضد الإرهاب مع النضالات ضد الشيوعية السوفياتية والفاشية النازية. ومع ذلك تفترق إستراتيجيته عن إستراتيجية رمسفيلد في أنها لا تركز على العمل العسكري الاستباقي، وبدلا من ذلك تشجع القادة الأميركيين الحاليين والمستقبليين للعمل مع الدول الأخرى على محو الظروف المعززة للتطرف.وأشارت إلى أن غيتس يسلم في كلمة تصدير بالوثيقة بأن الرئيس الجديد سرعان ما يعيد تقييم التهديدات والأولويات. وكتب قائلا إنه يعتبر هذه الوثيقة «مخطط نجاح» للإدارة القادمة.وذكرت واشنطن بوست أن مصادر الدفاع قالت إن إستراتيجية غيتس لاقت مقاومة بين رؤساء الأركان المشتركة بسبب تركيزها على الحرب غير التقليدية. وأبدوا قلقهم العلني بشأن تجنب الاستعداد للحرب التقليدية لأنها يمكن أن تمنح الخصوم ميزة تنافسية في مجالات رئيسية، مثل الأجواء أو الفضاء، كذلك تدعو الإستراتيجية المؤسسة العسكرية الأميركية لموازنة مخاطرتها بين التهديدات غير التقليدية والحرب التقليدية التي تتضمن جيوشا متنافسة ومواجهات بأسلوب الحرب الباردة. ويقول غيتس إن الحرب في العراق وأفغانستان تمثل نوعا من القتال الذي ستواجهه الولايات المتحدة في السنوات المقبلة.وختمت الصحيفة بما قاله جيمس جاي كارافانو، الخبير العسكري في هيريتيج فاونديشن، إنه يعتقد أن الإستراتيجية بالغت في محاربة التطرف، وأضاف أن الوثيقة «بالغت في قضية أن أيديولوجية التطرف الإسلامي ستحدد السنوات العشرين أو الثلاثين القادمة». «وأعتقد أن هذا لن يساعد في شيء لأنك تضحي بكل شيء من أجل هذه الحرب».
عالم الصحافة
أخبار متعلقة