عمان / متابعات:“هذا الديوان إذا صدر قبل موتي فسموه (قبل الرحيل) وإذا صدر بعد موتي فسموه (بعد الرحيل)” بهذه الكلمات افتتح “شاعر الأقصى” يوسف العظم ديوانه الشعري قبل خمس سنوات، ليوثق انطلاقا من شعره لرحيله الذي كان ظهر يوم الأحد الماضي.وشيع العظم (76 عاما) الاثنين في عمان إلى مثواه الأخير بعد مسيرة حياة حافلة بالعطاء، إذ كان يصنف واحدا من رواد الأدب الإسلامي المعاصر، كما يؤكد الرئيس السابق لمكتب رابطة الأدب الإسلامي في عمان مأمون جرار.وقال جرار “العظم ترك خلفه نتاجا أدبيا وشعريا مميزا”، وتحول إبداعه الشعري إلى أناشيد وأغنيات ترددها أجيال الصحوة الإسلامية.كما يقول أحمد الجدع وهو أحد أصدقاء العظم ومدير دار الضياء للنشر التي تولت طباعة أعماله، في حديث للجزيرة نت إن الراحل أسس “للشعر الإسلامي المعاصر في الأردن رغم أن تأثيره تجاوز الأردن للعالم الإسلامي”.ولد العظم لأسرة فقيرة في مدينة معان جنوبي الأردن عام 1931، وتخرج في ثانوية عمان قبل أن يلتحق بكلية الشريعة في جامعة بغداد حيث تأثر في العراق بعدد من مشايخها، وتابع دراسته في كلية اللغة العربية بالأزهر عام 1953 وفي السنة التالية أحرز إجازة التربية من معهد المعلمين بجامعة عين شمس.[c1]أبيات للقدس[/c]قصة العظم مع الأقصى بدأت من بواكير حياته، حيث خط منذ شبابه الشعر الذي تغنى بالأقصى وفلسطين، وأشهر نتاجاته في هذا الجانب ديوان “في رحاب الأقصى” الذي صدر عام 1970، وبعد احتلال القدس عام 1967 أنشد العظم أبياتا شهيرة منها:يا قـــدس يا محــراب يا منـــبر [c1] *** [/c] يا نــور يــا إيمـــان يــا عنــبـــرأقدام من داست رحاب الهدى [c1] *** [/c] ووجـه مـن في ساحهـــا أغــبـــروكــف من تــزرع أرضـي وقـــد [c1] *** [/c] حنــا عليهـــا ساعـــدي الأسمـرمن لــوث الصخــرة تـلك التـي [c1] *** [/c] كـانــت جســـر أحــمـــد تفــخــروألف العظم تسعة دواوين شعرية هي في “رحاب الأقصى”، و”عرائس الضياء”، و”قناديل في عتمة الضحى”، و”الفتية الأبابيل”، و”على خطى حسان”، و”لو أسلمت المعلقات”، و”قبل الرحيل”، وآخر نتاجه كان ديوان “قطوف دانية” مطلع العام الجاري.وإلى جانب تلك الدواوين خلف العظم مؤلفات أدبية وفكرية عديدة منها “الإيمان وأثره في نهضة الشعوب” و”الشهيد سيد قطب رائد الفكر الإسلامي المعاصر” و”رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر” و”نحو منهاج إسلامي أمثل” وباكورة كتاباته كان كتاب “المنهزمون”.[c1]ارتباط عضوي[/c]وأكد جرار أن ارتباط العظم بالأقصى كان عضويا لدرجة أنه لم ينس أن يترك للأطفال شعرا عن الأقصى في كتابه “براعم الأقصى”، وقال “العظم كان يتمنى أن يكتب الله له الحياة حتى يكتب شعرا في تحرير الأقصى وفلسطين”.وما يلفت في علاقة العظم بالأقصى هو تأسيسه لمدارس الأقصى في عمان منذ ستينيات القرن الماضي، وهو ما جعل الجدع يصف العظم بأنه “شخصية مفصلية في تاريخ الدعوة الإسلامية”.ولم يكن الراحل بعيدا عن السياسة، فقد انتخب عضوا بالبرلمان عن محافظة معان عامي 1963 و1967، واختارته الحركة الإسلامية وزيرا للتنمية الاجتماعية في حكومة مضر بدران التي شاركت فيها عام 1991، كما تعرض العظم للسجن أكثر من مرة.كما لم يكن بعيدا عن الصحافة، حيث أسس صحيفة “الكفاح الإسلامي” في الأردن عام 1956، واستمر كاتبا في صحيفة السبيل حتى فترة قريبة قبل أن يغيبه المرض الذي أنهك قواه في السنوات العشر الأخيرة من حياته.
|
ثقافة
شاعر الأقصى يوسف العظم يوثق لرحيله قبل سنوات
أخبار متعلقة