واشنطن / 14 أكتوبر/ رويترز:سلمت كوريا الشمالية أمس الخميس إعلانا طال انتظاره بشأن أنشطتها النووية في خطوة ستريح بيونج يانج من العقوبات الأمريكية لكنها تركت تساؤلات بشأن طموحاتها الذرية. وأبدى الرئيس الأمريكي جورج بوش ترحيبا حذرا بتحرك كوريا الشمالية لكنه حذر الدولة الشيوعية التي أجرت قبل نحو عامين تجربة نووية من أنها ستواجه عواقب إن لم تكن كشفت عن أنشطتها بشكل كامل وإن لم تواصل تفكيك برنامجها النووي. وقال بوش للصحفيين في البيت الأبيض بعد فترة وجيزة من تسليم الإعلان للصين «إذا تبنت كوريا الشمالية الخيارات الخاطئة.. فسترد الولايات المتحدة وشركاؤنا في المحادثات سداسية الأطراف وفقا لذلك». وأضاف الرئيس الأمريكي الذي وصف بيونج يانج ذات مرة بأنها جزء من « محور الشر» أنهم «إذا لم يكشفوا بالكامل (عن أنشطتهم) ويوقفوا مساعيهم لإنتاج البلوتونيوم وتخصيب اليورانيوم ونشر (السلاح النووي) .. ستكون هناك عواقب أخرى.» وسارع بوش باتخاذ خطوة تهدف لشطب كوريا الشمالية من قائمة أمريكية للدول الراعية للإرهاب وهي عملية ستستغرق 45 يوما. وأصدر إعلاناً برفع العقوبات بموجب «قانون التجارة مع العدو» الأمريكي. ورحب بوش أيضا بإعلان كوريا الشمالية أنها ستدمر برج التبريد في يونجبيون وهو مجمعها النووي الرئيسي لكنه قال إن هذه جميعا خطوات أولية من جانب الدولة الشيوعية وإنه لا يزال هناك المزيد الذي ينبغي عليها عمله. وقال «هذه ليست نهاية العملية.. إنها بدايتها». وأضاف أن تحركات بيونج يانج الحالية لن تنهي في حد ذاتها العزلة الدولية المفروضة على كوريا الشمالية. وتابع أن من بين الخطوات الأخرى التي ينبغي لكوريا الشمالية اتخاذها التوصل إلى حل لخلافاتها مع اليابان بشأن مواطنين يابانيين مختطفين. وقال خبراء في النزاع الدائر منذ فترة طويلة إن الإعلان خطوة إلى الأمام لكنه عمق الشكوك بشأن الطرف الذي سيقدم مزيدا من التنازلات وبشأن مدى استعداد الدول الأخرى لوضع ثقتها في بيونج يانج.
الرئيس بوش
وقال لي تشونج مين الاستاذ بجامعة يونسي في سول «مادام هذا الإعلان الخاص لا يشمل أسلحة نووية أو أعدادا محددة للرؤوس الحربية التي بحوزتهم.. فهذا مبعث قلق رئيسي. الشيء الآخر هو ما إذا كان الكوريون الشماليون قد أوقفوا العمل في برنامج تخصيب اليورانيوم وإلى أي مدى ذهبوا في ذلك. «إذا لم يتم التحقق من هاتين القضيتين.. أعتقد أن الخطوة الثالثة باتجاه التفكيك الكامل (للبرنامج النووي) لا تزال بعيدة للغاية». واستضافت الصين أوثق حلفاء بيونج يانج محادثات سداسية الأطراف تمخضت العام الماضي عن إبرام اتفاق يعرض على كوريا الشمالية امتيازات في مجالات الطاقة والمساعدات والدبلوماسية مقابل تفكيك منشآتها النووية الأساسية والإعلان عن أنشطتها النووية السابقة. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للصحفيين في طريقها إلى اليابان «نعتقد أن لدينا... الوسائل التي يمكن من خلالها التحقق من اكتمال ودقة هذه الوثيقة». وأضافت «على سبيل المثال من أجل التحقق من درجة البلوتونيوم الذي قدمته كوريا الشمالية فقد حصلنا على وثائق لكننا نتوقع أيضا الدخول إلى قلب المفاعل» في إشارة إلى مفاعل كوريا الشمالية النووي في يونجبيون. وكان من المقرر أن تكتمل هذه المرحلة من تفكيك البرنامج النووي بنهاية عام 2007 لكن خلافا بشأن الأموال والمساعدات ومحتوى الإعلان الذي ستصدره بيونج يانج أخر التقدم في العملية. وشارك في المحادثات السداسية الكوريتان والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا. وقال كريستوفر هيل كبير المفاوضين الأمريكيين في المحادثات ومساعد وزيرة الخارجية للصحفيين أمس الأربعاء قبل أن يتوجه إلى كيوتو حيث يجتمع وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى إن من المرجح أن يعقب الإعلان استئناف للمحادثات السداسية. وأبلغ اليكسي بورودافكين نائب وزير الخارجية الروسي وكالة انترفاكس الروسية للأنباء إنه جرت مناقشة عقد اجتماع الأسبوع القادم. وكان بوش قد وضع كوريا الشمالية والعراق وإيران ضمن ما أطلق عليه اسم «محور الشر» عقب هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة واتهم الدول الثلاث برعاية الإرهاب والسعي للحصول على أسلحة دمار شامل. ومن شأن شطب كوريا الشمالية من القائمة أن يخفف القيود التجارية ويفتح الطريق أمام مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة ويتيح لكوريا الشمالية في النهاية العمل مع البنك الدولي ومؤسسات دولية أخرى. وقال شي ينهونج وهو خبير أمن إقليمي وأستاذ بجامعة رينمين في بكين « ما سيحدث عقب الإعلان يتوقف إلى حد كبير على العوامل السياسية الداخلية في الولايات المتحدة. «إذا لم تكن الضغوط الداخلية بالولايات المتحدة كبيرة.. فسيكون أمام الرئيس بوش متسع لعرض مزيد من التنازلات على كوريا الشمالية قبل انتهاء فترة ولايته».