مع الآخرين
ألا ترون أن معنى ومضمون السكن عند الكثيرين منا وخاصة شباب هذا الجيل قد فقدا الكثير مما يجب أن يكونا عليه . فهذا السكن الذي يجب أن يكون مكاناً لراحتنا من عناء العمل في الحياة وأن يكون الفراش الذي نسلمه أجسادنا والوسادة التي نضع فوقها رؤسنا وأن نحس داخله براحة البال وهدوء الأعصاب والبعد عن القلق والتوتر قد تحول إلى العكس من ذلك وأصبح عند الكثيرين مصدر للقلق والتوتر وذلك بسبب الإيجار المرتفع الذي يبتلع رواتب صغار العمال والموظفين وأكثر من نصف رواتب متوسطي الدخل وأكثر من ثلث رواتب الذين يقعون ضمن الدخول المعقولة !لماذا لم ينجح مشروع سكني يمكن أن نشير إليه كنموذج لمدن العمال والموظفين او المهنيين كالصحفيين والمهندسين وغيرهم . إن الدولة لم تتأخر في إعطاء أمثال هؤلاء الأراضي لبناء مساكنهم الشخصية فماذا حدث ؟ لقد أضطر معظمهم إلى بيعها .. أي بيع تلك الأرض والسبب عدم توفر المال اللازم لديهم لبناء تلك المساكن ، مع أن ذلك المال الذي يمكن به بناء تلك المساكن موجود ولكن عند غيرهم ولن أذكر الكثير منهم ولكن اسمحوا لي أن أشير إلى شركات بناء المساكن وكذلك البنوك .. نعم البنوك . ونحن لا نطالب هؤلاء بالتضحية بأموالهم دون مقابل ولكن هذه الشركات والبنوك وإن قالت بأنها تبيع ما تبنيه من مساكن بقروض ميسرة أو بالأحرى بأقساط ميسرة فإنها تبيعها بأقساط معسرة فهي تريد استعادة ما دفعته من أموال في البناء الربح في زمن قصير وذلك مالا يقدر معظم عمالنا وموظفينا على تسديده . لماذا لا تبدأ البنوك ببناء أشكال مختلفة من تلك المساكن تصلح لأصحاب الدخول القليلة والمتوسطة وبيعها لهم بأقساط طويلة الأمد ، اسألوا بعض البنوك التي تأسست بعد قيام ثورة 26 سبتمبر وقامت ببناء المساكن لعديد من المواطنين بينهم صحفيون في حدة وغيرها من المناطق بالعاصمة وبأقساط طويلة الأمد وقد أصبحت الآن ملكاً خالصاً لهم وزال قلقهم من انتظار غول الإيجار مطلع كل شهر . إذا كانت النظم الحالية للبنوك لا تتضمن مثل تلك التسهيلات للمواطنين فكيف نشعر بدورها في البناء والتعمير وتحسين أحوال الشعب المعيشية !؟ في محافظة عدن بنوك لها خبرة طويلة في الأعمال البنكية المختلفة وأعتقدها قادرة على تقديم هذا النموذج من أعمال البناء للمواطنين ويمكنها البدء بالعاملين لديها ثم الانتقال للعمل مع بقية الجمعيات السكنية وعلى هذه الجمعيات بدلاً من دورانها في حلقات مفرغة لا طائل وراءها الاستعانة بنقابة المهندسين في عدن وبعض الخبرات المالية في البنوك وغيرها ووضع مشروع جمعياتها العمومية وطرق الأبواب لوضع المشروع موضع التنفيذ . متى سنتقدم خطوة للمساهمة في وضع بعض الحلول لمشكلة السكن والإيجارات الباهظة ؟! [c1][email protected] [/c]