صباح الخير
ما أروع وأعظم ، ماهو عليه وبات مشهوداً به ، المشهد السياسي الديمقراطي الانتخابي الذي تعيشه بلادنا هذه الأيام ، وخاصة مع بدء العد التنازلي ليوم الحدث الموعود المرتقب للعرس الديمقراطي الانتخابي المتمثل باجراء الانتخابات الرئاسية والمحلية التي ستشهدها البلاد في الموعد المقرر وهو يوم الـ 20 من سبتمبر الحالي الذي لم تعد تفصلنا عن حلوله ومجرياته الفعلية الانتخابية سوى بضعه أيام فقط من الأن . أجل .. ما أروع وأعظم ، هذا المشهد السياسي الديمقراطي الانتخابي السائد والمعتمل حالياً في طول وعرض الوطن !، بما يشمله - المشهد - من الصور الزاخرة بالفعاليات وزخم التفاعلات الحيوية التنافسية والجماهيرية ومنها بصفة خاصة تلك الصور المتصدرة للمشهد وهي المتعلقة بالفعاليات المهرجانية التنافسية للمرشحين الخمسة لمنصب رئاسة الجمهورية للفترة الدستورية القادمة . نعم أقول ، مؤكداً ، ماأروع وأعظم هذا المشهد ، بما يحتويه من الصور الزاخرة بمجريات الفعاليات وزخم التفاعلات ، المشهودة على ارض واقع الوطن ، وذلك بالرغم مما اكتنفت وتكتنف هذا المشهد العام ، واقترنت ببعض صوره ومجريات فعالياته المهرجانية والدعائية التنافسية للبعض - الرئاسية خاصة - من السلوكيات والممارسات والاستعراضات الدعائية التنغيصية المتجاوزة حدود التنافس الشريف والتي ليس لها من مبرر سوى التشويه للتجربة الانتخابية الديمقراطية المشهودة لبلادنا دولياً ، وما اكتسبته هذه التجربة اليمنية من سمعة ومكانة داخلياً وخارجياً .. على أنه ، وبالتأكيد ، فإن لهذا المشهد السياسي الديمقراطي الانتخابي ، بصوره ومجريات فعالياته وبزخم تفاعلاته الحيوية التنافسية والجماهيرية ، - وبغض النظر عن ما اكتنفه من بعض السلوكيات والممارسات المشار اليها آنفاً - ثمة دلالات لها ارتباط مرجعي مؤسسي بنهج الخيار الديمقراطي لعهد الدولة اليمنية الموحدة منذ قيامها وانجاز حدثها التاريخي الوحدوي الذي بزغ فجره واشرقت شمسه في يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ، والتي في ظلها وتحت رايتها ورعاية قيادتها السياسية شهد الوطن اليمني نشوء أول تجربة ديمقراطية انتخابية بدءاً بالانتخابات البرلمانية للسلطة التشريعية والرقابية - مجلس النواب - في الاعوام 1993 ، 1997 ، 2003م ، وكذا الانتخابات الرئاسية عام 1990م وانتخابات المجالس المحلية 2001م وبالتالي فإن هذا المشهد والاستحقاقات الانتخابية ، الرئاسية والمحلية ، التي نحن على موعد معها في الـ 20 من هذا الشهر ، لم يأت من فراغ ، اوكسابقة لبلادنا فيه ، بقدر ماهو ، هذا المشهد ، يأتي في اطار التجربة الديمقراطية الانتخابية الغنية وامتداداً لسابقته من المشاهد المماثلة على امتداد مسار هذه التجربة في بلادنا ، بقدر مايمثل هذا المشهد الحالي من تعزيز وترسيخ لهذه التجربة الديمقراطية الانتخابية اليمنية .ومن منطلق هذه الدلالات وارتباطها المرجعي المؤسسي بتجربة بلادنا الديمقراطية الانتخابية المشهودة على امتداد عمر عهد الدولة اليمنية الموحدة حتى الان ، ينبغي الفهم والنظر للمشهد السياسي الديمقراطي الانتخابي المعتمل حالياً في بلادنا في اتجاه الوصول لليوم الموعود القريب جداً وهو الـ 20 من سبتمبر 2006م ، وما ستسفر عن مجرياته الانتخابية من نتائج تمثل ارادة الشعب اليمني ، والمهم فيها هو ان تبقى تجربة بلادنا الديمقراطية الانتخابية نقية كما كانت وظلت وبعيدة عن اي تشويه ، وليكن الفيصل في ذلك هو صناديق الاقتراع كما هو شأن الانتخابات السابقة.