صـباح الخـير
[c1]فريد محسن علي[/c]العدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان والقصف المدمر على فلسطين لا يعني سوى هيستيريا وجنون وخروج عن السيطرة بفعل صواريخ كاتيوشا وجهها حزب اللَّه والمقاومة اللبنانية على مواقع اسرائيلية دمرت مفاصلها وشلت قواها ، ولأول مرة تتعرض اسرائيل لهذا الرد العنيف وهي التي تعودت على أن تضرب وتتحكم بالأمور وتتمنطق بالهجمات العسكرية ، وتشن الغارات كما تريد وأينما ومتى تريد .هذه هي الدولة العبرية التي أخطأت في حساباتها هذه المرة ظناً منها أن المخطط سيمرر بارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين العزل ، وأنه بامكانها اختراق الحدود اللبنانية بين ليلة وضحاها ، وخاب ظنها وتبددت أحلامها بصواريخ لم تعهدها من قبل .ولبنان اليوم ليس كالأمس لقد استوعب الدرس ، ويقف كله صفاً واحداً للدفاع عن أرضه وسيادته ، وهذه الحرب المجنونة لن تزيد اللبنانيين والفلسطينيين إلاّ صلابة وإستماته ، بل صموداً وشهادة .وقد أدركت اسرائيل في بحر أكثر من عشرة أيام من خلال معطيات الواقع أن المخطط شيء والميدان شيء آخر وتأكد تماماً بأن استباحة الأرض العربية ليس بالسهل ، وقضية استعادة الجنود الثلاثة ما عادت تنطلي على الأمة العربية والمجتمع الدولي فقد أميط اللثام عن حقيقة النوايا الاسرائيلية .إن ما يجري اليوم من عدوان وحشي سافر على شعبنا الفلسطيني واللبناني إنما يدل على إصرار العدو الاسرائيلي على تجاهل القرارات والمواثيق الدولية والقيم والأعراف الانسانية ، ولم تجد من يردعها في ظل وضع عربي هزيل ، ولكن نموذج المقاومة والصمود حطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر ، وتقهقرت الغطرسة اليهودية أمام المواجهة الشجاعة ومع ذلك نجد العالم في حالة من الذهول أمام كل هذه المغامرات ، وغياب التضامن العربي وهشاشته حتماً سيشجع العدو على تنفيذ مخططه التوسعي ، ففي هذه اللحظات نقول لأخواننا الصامدين لا عزاء ، النصر حليفكم ولا تندهوا ما في حدا .