الفيروسات .. هذه هي الكلمة الوحيدة الكفيلة لتجعلك تعيش في قلق دائم . كثير ممن أعرفهم بل وممن ألتقيت بهم مانكاد نتكلم عن الكمبيوتر ومشاكل الكمبيوتر الاّ ووجدنا كلمة ( فيروس) حاضره معنا في كل مكان وكل زمان ، طبعاً .. زنا أكتب الموضوع بعدما أكملت قراءة كتابين تتكلم عن الفيروسات فقط هما (how viruses work) و (Dissecting viruses).مازلت أتذكر هذ اليوم تماماً .. لكنني أعيشه الآن . في الجامعة نحن الآن نتعلم ( البتش فايل ) او الملفات الدفعاتية كنت دائماً شخص لايحب التكلم كثيراً دائماً أبحث عن (المجهول) ( الداركنيس سايد) ، طبعاً أول فيروس كنت صممته كان (بالباتش فايل) وقد اسميته (FOOLISH) ( الاحمق) هذا لأنه شديد الحماقة إذ أنه لايستطيع أن يضاهي كبار الفايروسات بعمله لكنه كان في البدء خطوة نحو الألف ميل .بدأ الحديث عن البرامج القادرة علي تحقيق عملية النسخ الذاتي قبل أن ينتشر إستخدام الكمبيوتر بزمن طويل ، في العام 9491 نشر رائد الكمبيوترات ( جون فوس نيونيومن) بحثاً بعنوان " نظرية وتنظيم الالة المعقدة ذاتية الحركة " بين فيه أنه يمكن لبرامج الكمبيوتر أن تنسخ نفسها أو تتكاثر .في الاعوام اللاحقة ساهم عدد من العاملين في مختبرات (Bell) في شركة (At&t) وهم (دوجلاس مكيلروي وفيكتور فيسوتسكي وربيرت موريس ) في وضع نظريةنيومن موضع التطبيق من خلال لعبة غريبة أطلقوا عليها حينذاك تسمية (الحروب المركزية ) حيث يتبارى فيها لاعبان يقوم كلاً منهما بكتابة برنامج يمثل ( متعضية) يسعى الى التكاثر وإلتهام (المتعضيات) اللاعب الاخر من خلال السيطرة على بعض موارد الكمبيوتر والتحكم بالعمليات التي تنفذها وحدة المعالجة المركزية .في أوائل السبعينات قام كل من (بريونر وريان) وهما من كتاب الخيال العلمي ، بدفع الفكرة الى الامام من خلال روايتين صورا فيهما عالماً تستطيع فيه البرامج أن تنتقل من كمبيوتر لآخر دون أن يتمكن أحد من كشفها وقبل أن يتبلور توصيف هذه البرامج وقبل أن تأخذ الاسم الذي تعرف به الآن ظهر أول (فيروس) في العام 1981م في جامعة (تكساس أي وإم) حينذاك على كمبيوترات ( ابل ).وفي العام 1983م استخدم ( فريد كوهين) التسمية ( فيروس) للمرة الاولى في إطروحة الدكتوراة التي قدمها عرض فيها نموذجاً رياضياً لأول فيروس ، لكن مع ذلك فقد بقيت الفيروسات كائناً نظرياً بالنسبة لغالبية الناس حتى العام 1996 عندما أقدم الاخوان الباكستانيان ( بسيط وأمجد) على إطلاق أول فيروس للكمبيوتر الشخصي (أي. بي. إم ) ، ثم مالبث أن ظهر الفيروس المسمى ( جيرشليم) في العام 1988م وتوالى بعده ظهور فيروسات جديدة وفي وسائل الاعلام حيث تجدر الاشارة هنا إلى أن ماتذكره وسائل الاعلام هو أسوأ الحالات على الاطلاق .ومع حلول العام 1990 تزايد حجم المشكلة بشكل ملحوظ ومهم فظهرت الحاجة الماسة والملحة لوجود برنامج مضاد الفيروسات ، فكان أول برنامج المعروف باسم ( نورتون أنتي فيروس) الذي أصدرته شركة ( سيمنتك) في العام 1990م ومع ظهور طريقة جديدة لاكتشاف الفيروسات والتخلص منها أصبحت الفيروسات بحاجة لشفرة او كود أكثر تطوراً يمكنها من القفز فوق البرمجيات المضادة لها فظهرت الفيروسات متعددة الاشكال في العام 1991م ويستطيع الفيروس متعدد الاشكال أن يعدل كوده الذاتي عند كل إصابة جديدة بما يكفي لتجنب إكتشافه مع المحافظة على كوده الاساسي الذي يؤهله للبقاء حياً يرزق . وقد دفع ظهور هذا النوع من الفيروسات ببعض المبرمجين الى البحث عن طرق أكثر ذكاء للكشف عن هذه الفيروسات لتستمر بعدئذ لعبه ( القط والفأر) بين الفروسات من جهة والبرمجيات المضادة لها من جهة أخرى .ومع بزوغ نظام التشغيل ويندوز 95 أعتقد الكثيرون والعديدون ممن لهم علاقة في مجال الكمبيوتر إعتقدوا أن الفيروسات إقتربت الى الزوال .. لكن ماحدث بالفعل هو العكس تماماً هو ظهور فيروسات أكثر خبثاً وضرراً عرفت باسم فيروسات الماكرو ، وفي العام 2000 أصبح بإمكان الفيروسات أن تنتشر عبر شبكة الانترنت عن طريق الإلتصاق برسائل البريد الالكتروني وغيرها من الكائنات الالكترونية التي تنقلها عبر الشبكة وبذا تكون رواية (بربونر وزيان) قد تحققت بعد مدة من الزمان .لكن على الرغم مما قرئناه دعونا نسأل سؤال واحد فقط وهو الاهم من يكتب تلك الفيروسات !!؟ وما الذي يدفع مبرمج ذكي الى كتابة برامج تتسلل الى أنظمة الآخرين وتحاول إيذائهم !!؟في الواقع لقد طرح هذا السؤال في عدد كبير من المقالات وكتب المعلوماتية وحتى الفلسفة بل وقد تصدرت هذه المواضيع نقاشات وسائل الاعلام محاولة منهم للبحث عن إجابة وقد وجدوا أن الرغبة بكتابة الفيروسات لدى العديدين لاتعدو كونها مرحلة من النضج يحاول المبرمجة استكشافها عندما يقرأ ويتعلم تلك الافعال الكبيرة التي يستطيع الكمبيوتر أن يقوم بها .وكما قرأت أن كاتب الفيروسات الشهير ( مايك إيلسون) قرر أن يتخلص منماضيه الحافل من خلال ورقة عمل قدمها في مؤتمر عقد في سان فرنسيسكو للعاملين في مجال مكافحة الفيروسات وقد وضعها متمرداً ومعارضاً للمؤسسات ..حيث يقول في كلامه (... وقد كانت الفيروسات تشكل بالنسبة لي عملاً ممنوعاً لكنه مغر بالشهرة ) لقد بدأ ( مايك إيلسون ) كتابة الفيروسات وهو في الرابعة عشرة من عمره وعندما بلغ العشرون عاماً أراد أن ينتقل للعمل في قطاع المحترقين لكن التخلص من سمعته السابقة لم يكن سهلاً .لتكشف نقاط ضعف تم العثور عليها في الانظمة البرمجية لكن غالباً ما يسعى آخرون للاستفادة من برامج كهذه هل سنستطيع يوماً أن نتخلص من مشكلة الفيروسات نهائياً ؟ سؤال لابد من طرحعه ولكي لانبني آمالاً مزيفة سنجيب عليها بالنفي فقد ظهرت الفيروسات مع ظهور الحواسيب تقريباً ولم نتمكن خلال العقود الاربعة الماضية من القضاء عليها ، لا بل راح عددها يتزايد باضطراد لتلتقي مع إنتشار وإتساع شبكة الانترنت وجهود كاتبي الفيروسات مع جهود القراصنة التي أصبحت لديهم أنديتهم ومنتدياتهم ومواقعهم وإصداراتهم الخاصة ولذلك فقد يكون من الافضل أن نطرح سؤال آخر " على أي صيغة ستبدو الفيروسات والبرامج المؤذية الاخرى في المستقبل!!؟".يتبع ...علاء عصام حسن الاغبري رئيس جمعية المجتمع الإلكترونيعضو مجلس شورى الشباب اليمني
الفـيــروســــات
أخبار متعلقة