صرخة امرأة مضطهدة لا تجد من ينصفها
استطلاع / هبة حسن الصوفي القهر يعتبر نوعاً من أنواع العنف الأسري الذي يمارس ضد المرأة ونحن نعرف أن “العنف” له العديد من الأساليب المختلفة سواء كان العنف جسدياً أو معنوياً.فيتعرض كثير من النساء للعنف سواء كان من الأب أو الأخ أو الزوج.ولا يعلم هؤلاء أن للعنف أثاراً سيئة تقع على نفسية المرأة المعنفة وتؤثر في عائلتها وأطفالها.وعلى الرغم من أن هناك نساء أخذن بعض حقوقهن إلا أن هناك نساء سلبت حقوقهن وأصبحن مهمشات ومضطهدات، وبين يدي بعض القصص الواقعية التي جسدت معاناة بعض النساء المعنفات فإليكم أعزائي القراء الوقائع:[c1]عقاب نفسي[/c]الأخت (سوسن) تقول: تزوجت في سن مبكرة ولم أكمل دراستي الجامعية، وكنت مخطئة حين اخترت الزواج على العلم، فقد كانت عائلتنا قاسية جداً في تعاملها معنا نحن الفتيات فإن الأولوية والتفضيل دائماً لأخوتي الذكور، فقررت أن أتزوج بأول شخص يطرق بابي فتزوجت وكانت حياتي معه مليئة بالعذاب والعقاب والقهر، فزوجي شخص مرتبط جداً بوالدته ولم يكن له أي شخصية مستقلة به وهذا ما أتعبني في حياتي.وسبب معاناتي أنني أنجبت ثلاث فتيات ولكن أمه كانت تريد ولداً وكانت تضغط عليه وهو يثور علي، ولم يقل لها أبداً “لا” حتى في الشيء الذي لم يكن بيدي وهو إنجاب ولي العهد.صحيح أن زوجي لم يضربني أبداً ولكن كلامه كان أشد وأقصى علي من العقاب الجسدي، وأعترف بأن الكدمات الناتجة عن الضرب تشفى ولكن الجروح النفسية لا تشفى فهي مؤثرة جداً حتى أصبحت لا أطيق نفسي أو بناتي بسبب شدة قسوته، أتمنى التخلص منه.. فحياتي الزوجية أصبحت كابوساً مزعجاً ومدمراً.[c1]زوجي يجرحني أمام الآخرين[/c]وتقول روضة “زوجي كان هادئاً وطبيعياً عندما تعرفت عليه في العمل وفي أيام الخطبة كنا نعمل سوياً في نفس الشركة وبعدها تزوجنا ولكن... بعد مدة قصيرة من الزواج اكتشفت أنه حاد الطباع لدرجة غير طبيعية ولا تحتمل وكنت دائماً أصبر نفسي لعلني بهدوئي واتزاني استطيع أن أبدله ولكن دون جدوى، وأصبح يصرخ ويوجه لي كلاماً جارحاً أمام الآخرين سواء كانوا من عائلته أو من عائلتي، فأنا أصبحت لا أقوى على احتمال تصرفاته خصوصاً عندما تصل إلى حد الضرب والغريب في حالته إنه يصرخ ويشتم ويضرب ويجرح بكلامه ولا يهدأ إلا عندما تنتابني نوبات هستريا في البكاء، وأحبس نفسي في غرفتي وبعدها يهدا، ويأتي ليراضيني ولكنني لم أعد أحترمه ولا أريد البقاء معه وأريد الانفصال عنه لان حالتي النفسية أصبحت صعبة جداً وبسببه.[c1]أصبحت مدمنة[/c]وتقول منى: تحولت إلى امرأة مدمنة للأدوية المهدئة وذلك بسبب زوجي، لا أقول بأني لا اعرف طباعه واني تفاجأت به بعد الزواج، ولكن بدت تصرفاته مريبة وغير محتملة.في أثناء حديثي معها تؤكد لي أثناء حديثها أنها تعتبر نفسها زوجة صالحة وأما جيدة وربة منزل قادرة على توفير أجواء الراحة له ولأولادهما، وتحتمله كثيراً ولكن عندما بدأ العزف على وتر الأخلاق - تقول: تحولت لامرأة أخرى أهرب من واقعي الأليم ما دفعني إلى تعاطي الحبوب المهدئة حتى أفقد قوتي وأخلد للنوم لكي أنسى همومي ومأساتي معه، لأنه أصبح يتلفظ بكلام لا يقال ولا يسمع ويشك بي ويتهمني بأشياء لم أرتكبها وما يؤلمني أنه يهينني ويضربني أمام أطفالي الذين أصبحوا يخافون منه.. أنا أشعر باليأس والإحباط وأتمنى الخلاص مما أنا فيه ولكني لم أجد من يشجعني على الطلاق. ومن خلال لقائي ببعض النساء كان لي لقاء مع رجل أراد أن يشرح موقفه ويثبت أن هناك أيضاً عنفاً يقع على بعض الرجال.[c1]اعترافات زوج[/c]يقول الأخ/ (س.م.ص) أنكر أني حاد الطبع ولكن زوجتي من أوصلني لهذه الحالة، فقد انتظرتها سنوات كثيرة حتى تزوجت بها وكان هذا الارتباط بالنسبة لي حلم عمري الذي حققته بعد وقت، ولم أكن أدرك أن هذا الحلم سيتحول لكابوس مزعج، فتغيرت معاملة زوجتي لي فأصبحت لا تهتم بي وبما أقوله ودائماً لا يعجبها شيء وعلى الرغم من أننا متزوجان منذ أكثر من خمسة أعوام ولم يرزقنا الله بطفل وبدل أن تكون هي من يحن علي أصبحت فظة في كلامها وأفعالها.فذات يوم قدمت لها هدية بمناسبة عيد زواجنا ولكن ما صدمني رميها للهدية التي لم تعجبها لأنها لم تكن باهظة الثمن وأسمعتني كلاماً جارحاً ودائماً ما تضعني في مقارنة مع أزواج صديقاتها.وهي لا تقتنع أبداً ورافضة أن تكون قنوعة وحاولت جاهداً إرضاءها ولكن ليس على حساب كرامتي فقد أتعبتني كثيراً.فأقول: ليس كل الرجال قاهرين للنساء ولا كل النساء ضحايا الرجال.[c1]المساواة في الثواب والعقاب[/c]وقالت د/ علياء صبحي (اختصاصية نفسية): أصبحنا في زمن لا يرحم ويتعرض كثير من النساء للعنف بشتى أنواعه هناك حالات كثيرة من النساء اللاتي أثر العنف فيهن نفسياً وجسدياً من أثار الضرب المبرح في بعض الأحيان وتأخذ هذه الحالات وقتاً طويلاً لتعاود حياتها كما كانت.وأنا مستغربة جداً لما يستخدمه بعض الرجال من عنف ضد المرأة وإن بحثنا في نظرة القرآن للمرأة لوجدنا أنه ساوى بينها وبين الرجل من حيث الثواب والعقاب وأنهما كائنان عاقلان قادران على التمييز بين الأمور، ولكن هناك أموراً أخرى تتخذ مجرى مثل الإرث والحكم وبعض الحالات الزواج والطلاق، وبنظري إذا شرع القرآن الحقوق للمرأة وحمل كثيراً من المفاهيم الخاصة بها، إلا أن للأسف المجتمع الذكوري لم يكن مستعداً لتغيير عقليته تجاه التعامل مع الأنثى.فأقول لكل الرجال: رفقاً بالنساء فلولاهن لما وجدتم في هذه الحياة.