رابيد سيتي (ساوث داكوتا)/ 14 أكتوبر/توماس فيرارو: السناتور هيلاري كلينتون التي تنافس من أجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية أشبه بملاكم في الجولات الأخيرة من مباراة على لقب.. المعجبون يشجعونها لكونها مقاتلة لا تلين والمنتقدون يصفونها بالمفسدة التي يجب أن تلقي بالمنشفة.. في الاجتماعات الحاشدة التي تحضرها على الأخص النساء خاصة الكبار في السن اللائي ما زال يكدرهن التمييز ضدهن الذي تعرضن له في بداية حياتهن تستقبل كلينتون استقبال الأبطال من أجل مساعيها للوصول إلى البيت الأبيض حتى بالرغم من أن فرصها أصبحت ضعيفة الآن بل تبدو منعدمة. وقالت بيكي بيرد إحدى العاملات في محاكم مونتانا: «ربما لا تصبح أول رئيسة للبلاد ولكنها ساعدت في تمهيد الطريق أمام أخريات... أوضحت أن المرأة يمكنها المنافسة على هذا المستوى.» أما جولي فوليماس من رابيد سيتي التي تعد دراسات عليا في علم النفس قالت «هذا ساحر وأسطوري... إنها تحقق حلم الكثير منا.» ووسط هتاف الحشود «هيلاري .. هيلاري» تنظم كلينتون حملتها الأسبوع الحالي من أجل الانتخابات التمهيدية في ولايتي مونتانا وساوث داكوتا التي تجرى يوم الثلاثاء وتنهي خمسة شهور من التصويت لتحديد الفائز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وربما يكون يوم الثلاثاء نهاية أيضا لمساعيها من أجل الوصول إلى البيت الأبيض. ويتقدم السناتور الديمقراطي باراك أوباما على كلينتون في عدد المندوبين الذين سيختارون مرشح الحزب الديمقراطي في مؤتمر الحزب في أغسطس كما أنه يجذب حشودا أكبر ويتطلع لخوض انتخابات الرئاسة في نوفمبر أمام المرشح الجمهوري جون مكين. وبرفضها الاعتراف بالهزيمة أثارت كلينتون السناتور من نيويورك والسيدة الأولى سابقا غضب بعض الديمقراطيين الذين يشعرون بالقلق ويقولون إنها تتمادى وقد تؤدي إلى انقسام الحزب. وفي اجتماع حاشد في بويرتوريكو ووسط بحر من اللافتات المؤيدة لكلينتون رفع رجل لافتة كتب عليها «انسحبي»، ولكن محبيها معجبون بروحها القتالية.. وقالت كارلو جيبسون المعلمة المتقاعدة «أنا معجبة بحقيقة أن رغم أنها قد تفوز أو تخسر... إلا أنها لا تستسلم.» وبعد اجتماع حاشد في رابيد سيتي يوم الأربعاء الماضي قالت كلينتون إنها تلقت تعليقات بمثل هذا المعنى. وقالت للصحفيين على متن طائرة حملتها الانتخابية: «أشعر بخير... جذبت إمرأة ذراعي وقالت: «أنا مدربة كرة سلة. لا تخرجي من الملعب إلى أن تنتهي المباراة».» ومن خلال حملتها الانتخابية تنتقد كلينتون الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي تصفه بأنه زعيم فاشل ومكين الذي تقول إنه سيواصل سياسات بوش الاقتصادية والخارجية الفاشلة. ودون ذكر أوباما بالاسم تبدو وكأنها تسخر منه وتشير إلى أن السناتور الجذاب من إيلينوي يجيد فن الخطابة ولكنه يفتقر للخبرة والأفكار. وكلينتون (60 عاما) عضو في مجلس الشيوخ منذ عام 2001 وأمضت ثمانية أعوام في البيت الأبيض بصفتها زوجة ومستشارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون. وقال كيم كريستوفر وهو رجل أعمال من رابيد سيتي «إنها ذكية ومستقلة... أتمنى إذا فاز أوباما بترشيح الحزب الديمقراطي أن يطلب منها خوض السباق كنائبة له وأن تقبل». وبدأت كلينتون السباق من أجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي قبل عام وكانت أبرز مرشحي الحزب آنذاك. ولكن أوباما تقدم بتعهداته بإحداث تغييرات كبيرة. وتقول جوليني تريسي المعلمة السابقة من ساوث داكوتا «الناس لا يحبونها لأنها إمرأة هذا هو الأمر.. وهذا شيء مثير للسخرية لأن هناك نساء آخريات في السلطة في شتى أنحاء العالم.» أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن هيلاري كلينتون فازت بأصوات الناخبين في انتخابات الحزب الديمقراطي الخاصة بالترشيح لانتخابات الرئاسة الأمريكية أمس الأحد متغلبة على منافسها باراك أوباما في أكبر منافسة متبقية في السباق على ترشيح الحزب للرئاسة.ولم يفعل هذا النصر شيئا يذكر في تضييق الفارق الذي يتقدم به أوباما في السباق على الفوز بتأييد مندوبي الحزب الديمقراطي في مؤتمر الحزب الذي سيعقد في أغسطس ولكنه قد يساعد كلينتون في إقناع المندوبين الذين لم يحسموا أمرهم في دعمها.وسيجرى اخر سباقين انتخابيين في مونتانا وساوث داكوتا يوم الثلاثاء.