البرلمانيون الأميركيون يتحدون بوش ويقرون تمويلاً جزئياً لحرب العراق
واشنطن / وكالات :قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن جولة نائبه ديك تشيني في الشرق الأوسط تهدف لتعزيز الجبهة ضد إيران, ووصف تلك الجولة بـ"الحيوية".وأوضح بوش في مؤتمر صحفي بواشنطن أن نائبه سيؤكد لحلفاء بلاده بالمنطقة أن الولايات المتحدة تفهم "النتائج التي تترتب على امتلاك إيران السلاح النووي", وأكد أن تشيني سيعرض الإستراتيجية التي تقوم على "إقناع آخرين للانضمام إلينا حول المسألة الإيرانية".كما أوضح أن النائب سيذكر بأنه من المهم أن "ننجح في العراق لمواجهة إيران".وفي تعليقه على زيارته للعراق أكد الرئيس الأميركي أن الرسالة التي بعثتها تلك الزيارة هي القول للعراقيين إنه "يتوجب عليهم تغيير عقارب ساعتهم بأقصى سرعة", وأضاف أنه عليهم أن "يفهموا أننا جديون للغاية حيال ضرورة وضع تشريع جديد من أجل المصالحة".ووصل تشيني إلى دولة الإمارات بعد الانتهاء من زيارته للعراق, حيث تشمل جولته أيضا كلا من السعودية والأردن ومصر.ونفى تشيني في تصريحات في أبوظبي أن تكون الحرب على العراق أعدت مسبقا.وفي رده على ما قاله رئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق جورج تينيت في كتاب صدر مؤخرا إن شن الحرب على العراق لم يكن مدار بحث جدي داخل إدارة بوش, أوضح نائب الرئيس أنه "كانت لنا مناقشات طويلة, ربما جورج (تينيت) لم يشارك إلا في جزء منها, ولكن بالواقع فقد طرح القرار ودرس بعناية".ودافع أثناء المقابلة أيضا عن الإستراتيجية الأميركية المطبقة بالعراق, وأكد أن "التهديد الحقيقي الذي نواجهه هو الذي يأتي من خلية للقاعدة وسط إحدى مدننا مع سلاح نووي".وفي ختام زيارته للعراق التقى نائب الرئيس الأميركي جنود بلاده في قاعدة قريبة من تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين, شدد خلالها على أنهم وضعوا بلاد الرافدين في مقدمة " الحرب على الإرهاب"، وأن تحقيق الأمن فيها بيد السياسيين.وخاطب تشيني جنوده قائلا "نخوض حربا على الإرهاب ونحن هنا قبل كل شيء لأن الإرهابيين أعلنوا الحرب على أميركا وعلى الأمم الحرة وجعلوا العراق الجبهة المركزية في تلك الحرب".وقال نائب الرئيس الأميركي إن "المتطرفين" داخل وخارج العراق يريدون إشعال دورة عنف لا تنتهي، وأضاف أن "تنظيم القاعدة يسعى لإقامة جبهات جديدة"، وإن "أقلية عنيفة تسعى لهدم المؤسسات التي تحاول الحكومة المسالمة إقامتها". وكان مجلس النواب الأميركي قد اقر مشروع قانون يقدم تمويلا جزئيا لحرب العراق مع خيار للموافقة على حزمة أخرى من الأموال، رغم توعد الرئيس جورج بوش بنقضه ومطالبته بتمويل كامل لهذه الحرب دون أي شروط.وصوت 221 نائبا مقابل 205 لصالح المشروع الذي يمكن بوش الحصول على 42.8 مليار دولار دفعة مقدمة، وبعد تلقي المجلس تقارير من البيت الأبيض عن سير الحرب في يوليو القادم يصوت الكونغرس في أواخر الشهر نفسه على توفير 52.8 مليار دولار أخرى لمواصلة الحرب في العراق حتى سبتمبر أو استخدام الأموال لسحب أغلب القوات بنهاية هذا العام.وكان الرئيس الأميركي استبق التصويت على هذا المشروع بالقول إنه سيستخدم الفيتو ضده.غير أنه بدا وكأنه يقوم بخطوة انفتاح على الكونغرس عندما أبدى استعداده لمناقشة المعايير التي يتوجب على الحكومة العراقية التقيد بها، ووافق على إدراجها في مشروع قانون تمويل الحرب في العراق، دون أن يوضح ما يمكن أن تكون عليه العواقب في حال لم تنفذ هذه الحكومة ما قد يحدده لها الكونغرس. وكرر بوش القول إن على الكونغرس إعطاء الإستراتيجية الجديدة المعتمدة حاليا في العراق فرصتها للنجاح.وكان مجلس النواب رفض قبل ذلك مشروع قانون قدمه ديمقراطيون معارضون للحرب لسحب جميع القوات الأميركية من العراق بحلول أوائل العام القادم.وصوت 255 نائبا ضد المشروع الذي كان يقضي بأن يبدأ سحب القوات الأميركية في غضون ثلاثة أشهر ومنح البنتاغون ستة أشهر أخرى لإتمام تحريك القوات بما ينهي فعليا الحرب التي مضى عليها أربعة أعوام، في حين صوت 171 لصالحه.وقال النائب الديمقراطي جيمس مكجفرن إن هذه الحرب مأساة رهيبة وحان الوقت لوضع نهاية لها، وأضاف أن الإدارة الأميركية وحلفاءها في الكونغرس ارتكبوا طيلة ما وصفها السنوات الأربع الدامية أخطاء جسيمة في العراق.ورد النائب الجمهوري جيري لويس بوصف المشروع بأنه قصير النظر وخطير، وقال إن الوقت ليس مناسبا لأي رسالة تقهقر أو استسلام، وتساءل كيف يمكن للكونغرس أن يتخلى عن جنوده المحاربين.ويواجه بوش ضغطا متصاعدا حتى من رفاقه الجمهوريين الذي بدؤوا التشكيك علنا بدرجة أكبر في جدوى الحرب التي قتلت 3377 جنديا أميركيا على الأقل وأصابت 24 ألفا آخرين منذ العام 2003.وقال النائب الجمهوري راي لحود إن "الشعب الأميركي أنهكته الحرب ويريد أن يعرف أن هناك مخرجا".وكان لحود ضمن 11 جمهوريا معتدلا عقدوا اجتماعا خاصا مع بوش في البيت الأبيض الثلاثاء، ومعظمهم إن لم يكن جمعيهم قد يواجهون منافسة قوية من الديمقراطيين لدى إعادة انتخابهم.وأبلغوا بوش أنه بحلول سبتمبر القادم ينبغي أن تكون زيادة القوات التي أمر بها في العراق قبل ثلاثة أشهر قد أظهرت تقدما.