هونج كونج/بكين/14 أكتوبر/متابعات/رويترز: بدأت تتكشف معلومات جديدة عن حالات الغش التي تقوم بها شركات الألبان الصينية والشركات العالمية الأخرى وامتدت الفضيحة لتكشف أن كثيراً من شركات الألبان في العالم تضيف مادة الميلامين الكيماوية الخطيرة إلى مسحوق الألبان لجني أرباح مادية طائلة على حساب أرواح وحياة الأطفال في العالم.وقد أتضح أن مختبرات الفحص العادية لاتستطيع كشف الميلامين بسهولة لأنها تقوم بفحص مادة النتروجين على أساس أنه يبين نسبة البروتين في اللبن وبهذه الطريقة الخادعة استطاعت الشركات أن تظلل المختبرات من خلال مادة الميلامين الخادعة التي تعطي نتائج تبين أن نسبة النيتروجين عالية وبالتالي البروتين، إلا أن الخبراء شددوا على ضرورة توفير أجهزة دقيقة وغالية الثمن لفحص نسبة البروتين مباشرة في اللبن وذلك حفاظا على حياة الآلاف والملايين من أطفال العالم.ولعل أخر فصول فضيحة الألبان التي تفجرت في الصين ويبدو أن تداعياتها ستمتد إلى كل شركات الألبان في العالم هو ما أعلنت عنه شركة نستله أكبر شركة للمنتجات الغذائية في العالم أمس الاثنين أنها سحبت منتج حليب طبيعي في هونج كونج بعد أن اكتشف جهاز رقابة محلي احتواء عينات على كميات صغيرة للغاية من مادة الميلامين الكيماوية. وجاءت هذا الخطوة في الوقت الذي أعلنت فيه الصين أن نحو 13 ألف رضيع يعالجون الآن في المستشفيات بعد شرب حليب ملوث بمادة الميلامين في فضيحة يتسع نطاقها أدت إلى استقالة أكبر مسئول في البلاد عن الجودة. وقالت نستله إن مركز سلامة الأغذية في هونج كونج اكتشف أن دفعة من الحليب الطبيعي تحمل علامة يو.اتش.تي تحتوي على كميات بسيطة للغاية من الميلامين. ولا يباع هذا المنتج مباشرة للمستهلكين وهو يوزع للجهات المتعهدة بتقديم الطعام وغيرها من الجهات التجارية في هونج كونج فقط، وأضافت الشركة أن منتجاتها الأخرى لم تتأثر بهذا الأمر. وقالت الشركة في بيان “في حين أن المنتج لا يمثل خطرا صحيا بدأت (نستله) سحب هذا المنتج في هونج كونج بما يتوافق مع طلب مركز سلامة الأغذية.”، وأضافت أن كمية الميلامين التي عثر عليها في الحليب أقل 25 مرة من الحد الأقصى الذي تسمح به معايير الاتحاد الأوروبي. في غضون ذلك ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أمس الاثنين أن كبير مراقبي الجودة في الصين استقال بسبب فضيحة حليب الأطفال الملوث. وقالت الوكالة الصينية في تقرير مقتضب “استقال بعد ظهر أمس كبير مراقبي الجودة في الصين لي تشانج جيانج بعد موافقة مجلس الدولة الصيني بعدما أدت منتجات ألبان ملوثة إلى إمراض قرابة 13 ألف رضيع.” وسيتولى المنصب وانج يونج وهو مسئول بارز في الحكومة الصينية وعضو في جهاز الانضباط الرئيسي في الحزب الشيوعي الصيني. إلى ذلك قفز عدد الأطفال الصينيين الذين نقلوا إلى مستشفيات بعد تناولهم مستحضر حليب ملوث إلى نحو 13 ألفا فيما سعى رئيس الوزراء وين جيا باو إلى طمأنة الأباء الذين انتابهم الفزع بأن الشركات المذنبة ستواجه عقوبة صارمة. وقالت وزارة الصحة أن عدد الأطفال المرضى ارتفع من 6244 طفلا أعلن عنهم في وقت سابق إلى 12892 بعد تناولهم مسحوق حليب ملوث بالميلامين وهي مادة كيماوية صناعية محظورة الاستخدام في الأطعمة. وأعلن عن الارتفاع في هذا العدد مساء أمس الأول الأحد، وهو تصعيد آخر في فضيحة الحليب الصينية الأخذة في الانتشار والتي طرحت تساؤلات مرة أخرى حول علامة “صنع في الصين”. وزار وين مستشفيات في العاصمة الوطنية في حملة لطمأنة الآباء القلقين. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن وين قال للآباء وطاقم المستشفيات “يتعين أن نجعل الصحة البدنية للناس أولوية”. وقالت هيئة لرقابة جودة الأطعمة في الصين أن عشرة في المائة تقريبا من الحليب وعينات من مشروب الزبادي من ثلاث شركات رئيسية لمنتجات الألبان ملوثة بالميلامين، لكن وزارة الصحة قالت “لم تكتشف حالات مرضية تتعلق بالحليب السائل”. وهذا المركب “الميلامين” الغني بالنتروجين يمكن إضافته إلى الحليب المخفف بالماء لتجاوز عمليات التفتيش على الجودة التي تقيس معدل النتروجين لمعرفة نسبة البروتين. وتكدس الآباء المفزعون في المستشفيات بالصين وطلبوا تعويضا بعد أن قال مسئولون ومجموعة سانلو وهي اكبر مصنع في البلاد لمستحضر الحليب للأطفال، قبل أسبوعين أن أطفالا أصيبوا بحصى في الكلى ومضاعفات أخرى بعد تناول الحليب الملوث. ومنذ ذلك الحين، وجد أيضا أن هناك منتجات ألبان صينية رئيسية أخرى تتضمن ميلامين وان دولا أخرى تتخذ إجراءات ضد صادرات منتجات الألبان الصينية.