في كلمة اليمن أمام الاجتماع المشترك لوزراء الإعلام والاتصالات العرب بدمشق :
دمشق / سبأ:اكد وزير الإعلام حسن احمد اللوزي أهمية الصلة الوثيقة والعلاقة الوطيدة التي تربط بين الإعلام « المقروء والمسموع و المرئي» والرسالة وتكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات باعتبارها الوسيلة الأكثر فعالية وتأثيراً وسطوة وانتشاراً في حياة الأفراد والجماعات والشعوب والأمم.وقال وزير الإعلام في كلمته التي ألقاها أمس في الاجتماع المشترك لوزراء الإعلام والاتصالات وتقنية المعلومات العرب المنعقد حاليا بالعاصمة السورية دمشق «لقد تشكلت اليوم من ذلك كله وحدة الأضلاع المؤثرة في مسيرة الحضارة الإنسانية المعاصرة بيان الكلمة ودقة المعلومة وصدق وجلاء الصوت والصورة والثورة التكنولوجية، أنها قلب وقوة الحركة الإنسانية الفاعلة والمتصاعدة في النزال الحضاري والإنساني الحاسم في مواجهة إرث التخلف البغيض الذي لا يزال يرزح ويسيطر على كثير من بقاع العالم وأجزاء من وطننا العربي الغالي العزيز للأسف الشديد».وأشار إلى ما تواجهه الأمة من تحد خطير يتطلب تكوين رؤية عربية واحدة ذات آفاق عالمية وقاعدة قيمية وأخلاقية تحصن الواقع العربي من كل المخاطر والمخاوف و نوازع الاستسلام و تساعد على الدفع بعجلة التطور فيه إلى الأمام من خلال امتلاك ناصية العلم والتقنية والقدرة والمهارة وتوظيفها في خدمة المصلحة العليا للأمة العربية الواحدة. وقال وزير الإعلام :» لا يمكن أن يتأتى اقتدار بناء الحياة وتطويرها إلاّ بقوة العلم والتكنولوجيا الموظفة بالكلمة والفكرة في الاتجاه الصحيح ومواجهة كل ما يصادف الحياة من تحديات و مخاطر قادرة على التلون بأرديتنا وإيقاع الأضرار الجسيمة بأمتنا لأن القوة ليست في التقنيات وحركة الماديات وإنما في إدارة حركتها بعلم وافر متجدد وغير متجمد أو منغلق على معطيات اللحظة الراهنة أو مورثات النتائج المختزنة والطاقات والثروات المعطلة بمعنى كيف نفهم ذلك و نقدر على إدارته إذا امتلكنا التقنية ».وأضاف «لاشك أنها فرصة ثمينة ورائعة أن يلتئم هذا الجمع القيادي الحكومي للوزراء العرب المسئولين عن الإعلام والاتصالات وتقنية المعلومات في الوطن العربي في العاصمة العربية الأصيلة دمشق الفيحاء عاصمة الثقافة العربية الحية ذات الإشعاع الحضاري والمكانة الرائعة في تاريخنا القديم والحديث و أن نلقى فيها هذا الاجتماع الأخوي الحميم للوصول إلى غاياته القومية الإعلامية والاتصالية والأخلاقية العظيمة».ولفت إلى أن هذا الاجتماع المشترك كان طموحاً قديما وحلماً طالما راود المسئولين الإعلاميين وبخاصة عقب إنجاز الانتصار العربي الكبير بإنشاء مؤسسة الأقمار الاصطناعية العربية «عرب سات» والتي ما إن انبثقت فكرة في مداولات وزراء الإعلام العرب حتى كبرت ونضجت إنجازاً عملياً كمؤسسة ذات أبعاد خدمية واستثمارية بعد أن باشر التعامل معها وزراء الاتصالات في دورات متتالية حتى تحولت إلى إنجاز عظيم..مؤكدا بأن المؤسسة جعلت أمتنا العربية في زمن قياسي مع الشعوب والأمم الأخرى في هذا الخضم من النشاط والتفاعل الاتصالي والإعلامي والبث عبر الأقمار الاصطناعية و كان واجباً على المسئولين والمختصين متابعة ذلك بإنجازات رديفة وموازية خاصة في مجال نعم الاستجابة لتحديات ثورة المعلومات ومن أجل أن تتعزز العلاقة التي وجدت وطيدة ومتنامية بين الإعلام بكل وسائله والاتصالات وتقنيات المعلومات بكل عطاءات ثورتها العلمية والتكنولوجية المتجددة وفي ذروتها اليوم شبكة الإنترنت. ونوه وزير الإعلام بما أثمر عنه التزاوج و التمازج عالمياً بين الكلمة والصوت والصورة والتقنية وبين الأهداف والرسالة والوسيلة من تكوين حضاري إعلامي واتصالي جديد ألا وهو الإعلام الهاتفي ..واعتبر أن هذا بحد ذاته حقق نقلة مهمّة في بنية هذه العلاقة في وسائل وأدوات التلقي التي صارت متعددة الوظائف وعالية القدرة بحكم الثورة التقنية والتكنولوجية.وقال «إن امتلاك جهاز الكمبيوتر أصبح يوفر للإنسان وسيلة للقراءة والمشاهدة والتأمل والكتابة والإبداع والابتكار والإنتاج والبث والتصودير على حدٍ سواء، كما هو الحال بالنسبة لجهاز الهاتف النقال الذي مكن الشخص من مشاهدة من يتحدث إليه وصار بإمكانه أن يستقبل عبر هذا الجهاز المحطات الإذاعية والتلفزيونية والبرامج والأخبار المصورة».وأردف قائلا :» إنه إعلام واتصال جديد في ظل التقنية الرقمية والعالية الجودة والمتعددة الأساليب.. يسير بنا إلى زمنٍ جديد عصب قوته في التقنية المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات والوقوف في كل مكان من الأرض وجهاً لوجه أمام تدفق المشاهد ((الصوت والصورة)) والمعلومات في رسائل موجهة لكل الاتجاهات والعقائد والثقافات وبالتحديد إلى الإنسان الأعزل فضلاً عن الإنسان الذي صار يتحدى نفسه بقوة بل وبعنف من أجل صنع تحولٍ في البنيات الاجتماعية والفكر والثقافة والعقيدة لدى المتلقين أينما كانوا».ومضى متسائلا:« هل نبقى نحن العرب ساكنين أمام هذه النقلة التطورية والإعجازية الخطيرة والشاملة المتصلة بثورة المعلومات والإنترنت وبتكنولوجيا البث التلفزيوني عبر الهاتف النقال (تيفي موبايل) أو التلفزيون المتحرك الذي يخدم المشاهد في متابعة الأخبار السريعة والبرامج الخاصة عن طريق الهواتف المحمولة؟.. معربا عن التطلع في أن يولي هذا الاجتماع المشترك هذا الشأن حقه من الاهتمام والعمل من خلال لجنة عربية خاصة مشتركة إعلامية واتصالية لدراسته واقتحام نشاطه بصورة مشتركة واضحة الرؤية والتنظيم». واستطرد وزير الإعلام قائلاً :«إننا في الجمهورية اليمنية ندرس بالفعل كافة الأنظمة والاحتمالات التي سنحتاج إليها من أجل توفير هذه الخدمة الإعلامية الاتصالية الراقية.. وهي لا شك شئنا أم أبينا ستفرض وجودها بشكل أو بآخر على كوكبنا الصغير ليكون جهاز الهاتف المتلفز في يد مئات الملايين من البشر.. ويكون أداتهم ووسيلتهم الأولى في التواصل مع كل ما يرغبون فيه ويتطلعون إليه بل ويهتمون من الأخبار والمعلومات والمعارف والبرامج حول كل ما حدث ويحدث في ذات اللحظة الزمنية المتحركة, إنه تحدٍ كبير... ونعتقد أننا بحاجة إلى تشكيل لجنة مشتركة من خبرائنا في الإعلام.. والاتصالات.. ليضعوا لنا التصورات المتصلة بالنظام الأفضل الذي يمكن أن نأخذ به في الأقطار العربية.. وبصورة تجعل الجميع على قدره كاملة في الاستفادة من ذلك ومن الإمكانيات المتاحة لدى البعض في أقطارنا التي قطعت شوطاً رائداً في هذا المجال».وتابع قائلا :» كما أننا نطمح إلى أن ينظر هذا الاجتماع في إنضاج وتنظيم فكرة الحكومة المعلوماتية العربية التي يمكنها أن تجمع في إطارها كافة مراكز المعلومات العربية على شبكة الإنترنت في شكل حكومات قطرية في بوتقة قومية واحدة وقاعدة بيانات واحدة في موقع واحد جامع يمكن الولوج إليه للوصول إلى كل المعلومات الأساسية والتعرف على الأخبار المتداولة والأحداث الجارية أولاً بأول فضلاً عن الوقفة الجادة والمسئولة أمام المخاطر التي صارت تمثلها المجتمعات الافتراضية المصطنعة والمشوهـة للمجتمــــع العربي والتي تهتك ستر المعيب بلا هـوادة أو حسـاب كما تتجاوز الحدود الزمنية والجغرافيـة والأخلاقيـة، وهـو ما يتطلب جهداً إعلامياً دقيقاً ومكثفاً للتغلب على خطورة الاتجاه نحو الواقع الافتراضي الذي تنقلنا إليه التقنيات الحديثة، والتي تستهدف تغيير النظام المرجعي للفرد، ومن ثم للمجتمع، وموقع الإعلام في مجتمع المعلومات، وللاستخدام السلبي للتقنية استخداماً مضاداً للمصلحة الخاصة بشعوبنا وبما يهدد القيم التي نؤمن بها ويمس السيادة القومية والسلام الاجتماعي على الأرض العربية وتماسك عناصر وحدتها القائمة، ويسعى لإحلال التعاقدية السطحية بديلاً عن التعاقدية الأصيلة وهو ما يمثل واحدة من التحديات الكبيرة لشبكة ((الإنترنت)) واستخداماتها الخطيرة التي يعجز أن يحددها الوصف في هذا المقام.وشدد على أهمية أن تضطلع اللجنة العربية للإعلام الإليكتروني بمسئوليتها إزاء هذا التحدي وتعمل على إنجاز مهامها في أقرب وقت.