رصد ومتابعة/ أثمار هاشم :كثيرة هي الأخبار التي تطالعنا بها الصحف والمواقع الإلكترونية عن قيام النساء بعمليات انتحارية في العراق وبقدر ما تكون دهشتنا كبيرة ونحن نسمع عن تزايد أعداد النساء الانتحاريات يبدي البعض إعجابه بشجاعة أولئك النسوة في القيام بتلك العمليات التي قد يعجز الرجال عن القيام بها.فهل هي حقاً شجاعة نساء؟أم إنه شيئ أخر يدفعهن لذلك!!سطورنا التالية تسلط الضوء على النساء الانتحاريات..كثيرة هي الأخبار التي تطالعنا بها الصحف والمواقع الإلكترونية عن قيام النساء بعمليات انتحارية في العراق وبقدر ما تكون دهشتنا كبيرة ونحن نسمع عن تزايد أعداد النساء الانتحاريات يبدي البعض إعجابه بشجاعة أولئك النسوة في القيام بتلك العمليات التي قد يعين الرجال عن القيام بها.فهل هي حقاً شجاعة نساء؟أم إنه شيئ أخر يدفعهن لذلك!!سطورنا التالية تسلط الضوء على النساء الانتحاريات..[c1]أصل الحكاية[/c]تُعد مليكة( العرود)البلجيكية ذات الأصول المغربية أول أمرآة تلعب دوراً في تنظيم القاعدة فلقد كانت زوجة لأحد رجال القاعدة في أفغانستان والذي قام باغتيال (أحمد شاه مسعود)زعيم حزب التحالف الشمال المناوئ للطالبان قبل ساعات من أحداث؛11سبتمبر2000م)وقد تمكنت مليكة من مغادرة الأراضي الأفغانية عقب الغزو الأمريكي.وفي سويسرا حيث كانت وجهتها بدأت بزيارة السجناء المتهمين لتنظيم القاعدة في سجون أوروبا .إلا إنه في سبتمبر 2005م بدأت التفجيرات التي يقوم بها تنظيم القاعدة في العراق تأخذ منحى أخر ومختلفة كلياً عن سابقاتها حينما أقدمت امرأة عراقية ترتدي زي القرويين بتفجير نفسها وسط حشد من المجندين الجدد في الجيش العراقي في مدينة(تلعفر)العراقية القريبة من الموصل..يومها قال أبو مصعب الزرقاوي عبر موقعه الإلكتروني على الإنترنت ((اللهم تقبل اختنا بين الشهداء فقد دافعت عن عقيدتها وشرفها))وعلى الرغم من ان هذه المرأة لا يعرف أحد شيئاً عن هويتها إلا أنها فتحت فصلاً جديداً من فصول العنف المسلح في العراق تنفذه نساء انتحاريات.[c1]استمرار الحكاية[/c]ولأن العملية السالفة الذكر كانت جديدة على الساحة العراقية فإن ذلك على مايبدو أغرى تنظيم القاعدة لتوسيع دائرة عملياتها خارج حدود العراق فكانت الأردن هي المحطة التالية لهم فقاموا بشن عمليات انتحارية داخل ثلاثة فنادق في العاصمة الأردنية (عمّان)أودت بحياة (60)شخصاً ومسببة في إثارة الرعب بين سكان الأردن وكان من بين منفذي هذه العمليات امرأة عراقية تدعى(ساجدة الريشاوي) قتل الجنود الأمريكيين ثلاثة من أخوتها في العراق فشلت في تفجير نفسها ما أدى إلى إلقاء القبض عليها . وفي أواخر عام2005م قامت البلجيكية (موريل ديفوك)البالغة من العمر (38)عاماً أسلمت بعد زواجها من رجل بلجيكي مغربي الأصل وغيرت اسمها إلى (مريم)بتنفيذ عملية انتحارية بحزام نأسف قرب مدينة(بعقوبة)أسفرت عن مقتلها فقط دون إصابة أي أمريكي أو آخرين وحدها فلقد كانت توجد في الشيشان فرقة تسمى(بالأرامل السود)اللواتي فقدن أزواجهن في الحرب ضد روسيا نفذن عدداً من العمليات في موسكو وكن مصدر فخر للقائد الشيشاني ((شامل باسييف)وغير بعيد عن الشيشان فإن طالبان (المسجد الأحمر) في باكستان كن من ضمن المقاومين حتى أن واحدة منهن صرخت لـ(بي.بي.سي)بالقول كنا نريد أن ننفذ هجمات انتحارية لكننا لم نكن نمتلك ما يكفي من المتفجرات))كذلك دخلت دول المغرب العربي القائمة الدول بإلقاء القبض على متشددين يقومون على تدريب نساء من بلجيكا وفرنسا لتنفيذ عمليات انتحارية في العراق إلى جانب ذلك ألقت الشرطة الألمانية القبض على عدد من النسوة كن يرغبن بتنفيذ عمليات انتحارية في العراق وأفغانستان وذلك بعد أن اعتنقت الإسلام ورغبتهن على حد قولهن في((دخول الجنة))[c1]القاعدة تغير أيديولوجيتها[/c]إن المتتبع للأفكار المتشددة التي كان تنظيم القاعدة يتبناها منذ نشأته والتي وصفها البعض بأنها عودة للعصور الوسطى وأن النساء كن يعشن في عزلة تامة عن أي نشاط يقوم به الرجال ويقتصر دورهن على الاهتمام بالبيت وتربية الأبناء.ولكن يبدوا أن تنظيم القاعدة قد تخلى عن تشدد في العراق وبدأ باستقطاب النساء لتنفيذ عمليات لصالحه بعد أن يقوم بتدريبهن وفي هذا الصدد يرى كثير من المهتمين بأن هناك قواعد معينة يتبعها هذا التنظيم في اختياراته للنساء منها أن يكون لديهن حافز للانتقام لأشقائهم أو أقربائهم الذكور الذين كانوا أعضاء في تنظيم القاعدة وقتلتهم القوات الأمريكية أو يعانين من أزمات نفسية واجتماعية جعلتهن يصبن بالإحباط وفقدان الأمل بالحياة وجميعها عوامل تجعل المرأة ترضخ للقيام بعمليات انتحارية ناهيك عن الفقر الذي يضطرهن للتسول أو الانجرار في هذا التنظيم من جانب آخر يرى بعض المختصين بالحركات الأصولية أن إقدام الزرقاوي على فتح المجال للنساء للانخراط في العمليات الانتحارية كان يهدف إلى توصيل رسالة للرجال وتحفيزهم من خلال القول ((حتى النساء أصبحن يقاتلن،فأين انتم أيها الرجال))؟!.فيما وجهة النظر الأمريكية عن مشاركة النساء في العمليات الانتحارية فهي كونهن لايخضعن للتفتيش من قبل الرجال أثناء مرورهن بنقاط التفتيش وفي أن ملابسهن الفضفاضة تساعدهن في إخفاء الأحزمة الناسفة وإضافة إلى حالة اليأس التي تعاني منه القاعدة الأمر الذي يدفعها لاستخدام النساء اللواتي يمثلن الصف الأخير في صفوف مقاتليها.[c1]الأسلوب المحتمل للقاعدة[/c]أرجع مسؤولون عراقيون أن%97من عمليات التفجيرات التي تقوم بها النساء تمت تحت تأثير الحبوب المخدرة وتوجيههن إلى الأماكن لتفجير أنفسهن لذا أتخذ الجيش العراقي إجراءات مشددة في الأسواق التي ترتادها النساء تحسبن لأي عملية انتحارية قد تقدم عليها امرأة إضافة إلى نشرها أكثر من(120)نقطة تفتيش نسائية في مختلف أنحاء العراق وتوظيف شرطيات عراقيات لذلك خصوصاً وأن القاعدة دائماً ماتسعى لابتكار سبل جديدة في العمل وفي هذا الإطار يرى مرصد الحقوق والحريات الدستورية في العراق وهي منظمة غير حكومية في تقريرها الصادر مؤخراً أن طفلاً قام بتنفيذ عملية انتحارية عندما فجر حزاماً ناسفاً وسط تجمع لشيوخ الصحوة كما تم العثور على(6)أطفال انتحاريين تتراوح أعمارهم ما بين (14-16)سنة يخضعون للتدريب على يد سعودي وأن الأسباب التي تدفع الأطفال لهذه العمليات هو تهديد الجماعات المسلحة لهم بقتلهم هتك أعراضهم وقتل ذويهم [c1]خلاصة القول[/c]يتضح للمتابع لمجريات الأمور التي تحصل في العراق منذ الغزو الأمريكي وظهور تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أن هذا التنظيم لم يغير فقط من أيديولوجيته وإنما فقدها تماماً فجميع عملياته تدل على ذلك لأنه في الوقت الذي كان يرى في نفسه (التنظيم)أنه المدافع الوحيد عن الإسلام ضد ما كان يسميهم بالكفرة فأنه في العراق عمل على تأجيج نار الطائفية واستهدافه للتجمعات الشعبية كالأسواق مستغلاً حالة الانفلات الأمني والزج بنساء لايمتلكن خلفيات دينية أو ثقافية أو سياسية في هذا الصراع لأجل تسيده على الساحة كما أنه لم يكتف بذلك فقط بل عمد إلى إقحام الأطفال في عملياته،فالعراق فيه مليون امرأة عراقية(5)ملايين طفل يتيم جميعهم يشكلون قنابل موقوتة إن فكر تنظيم القاعدة باستغلالهم في حربه ضد أمريكا فأين تنظيم القاعدة من شعارات التي كان يرددها في حماية الإسلام وأهله من الغرب يقوم به حالياً في العراق؟!أليس من المفترض حماية النساء والأطفال في أي نزاع مسلح؟!ماالذي حدث لتنظيم القاعدة إذن؟!
|
اتجاهات
استخدام تنظيم القاعدة في العراق للنساء الانتحاريات تغيير في الايديولوجيــة أم فقدان لهـا ؟
أخبار متعلقة