عمان / متابعات : صدرت مؤخرا ترجمة لكتاب «حبر الشرق: بين الحروب وصراع السلطة» للمؤرخ الفرنسي دومينيك شفالييه، ترجمة الدكتور جمال الشلبي.ووفقا لصحيفة «الغد» الأردنية يتطرق الكتاب إلى قصة شفالييه مع الشرق، الذي عرفه المترجم أثناء رحلاته ومهماته العلمية خلال ما يربو على نصف قرن، والذي يرى أن شفالييه صور بعقله وقلبه، كل صغيرة وكبيرة، ودون كل ما رآه وسمعه ولاحظه من سلوكيات نظرائه ومستقبليه.وشفالييه أمضى جزءا كبيرا ومهما من حياته قارئا للشرق، حيث نال على أطروحته «مجتمع جبل لبنان» دكتوراة الدولة من جامعة السوربون عام 1971، وله مؤلفات عديدة تناولت المشرق العربي ومنها «العرب من الرسالة إلى التاريخ» و»العرب، الإسلام وأوروبا» و»إحياء العالم العربي».لم يغفل الكاتب قصص صراع الطوائف والأقليات في لبنان وسورية والعراق، معتبرا، شفالييه، أن تلك الطوائف انخرطت في الصراع للحفاظ على الوضع القائم الذي حدد لها، دون أن يبرز لهذا الصراع نهاية.ويتطرق الكتاب إلى مفاهيم كبيرة مثل الهوية والدين وبناء الدولة والعلمانية، وأثر تلك المفاهيم على انتزاع السلطة، ويذهب الشلبي أن تلك المفاهيم حاضرة بقوة ليس فقط في الشرق العربي وإنما في المغرب العربي أيضا.ويتوقف شفالييه في مقدمة الكتاب واصفا الأحوال السياسية العربية، متسائلا إن كانت المحن الحالية ستولد حالات اضطراب جديدة أكثر من فوضى شعبوية ودينية وإرهابية، مجيبا أنه حين ينجو بعض الناس أو يصمدوا أمام تسمم جرثومي أو عبوة متفجرة أحكم زرعها، فإن ذلك يجبرهم على الصمت.ويرى أنه منذ قيام إسرائيل عام 1948، أرادت حكوماتها المتعاقبة اختيار شركائها العرب بدلا من أن تتحدث مباشرة مع خصومها الحقيقيين، مبينا أنه إذا ما حدث وتوصلت إلى اتفاق، كما حدث في أوسلو عام 1993، فإنها سرعان ما تهمش القائد الفلسطيني الذي وقع ذلك الاتفاق.ويعتقد شفالييه أن ما هو آتٍ يبدو أسوأ، مؤشرا على ذلك بأن وسائل الإعلام الأوروبية لم تعد تتطرق إلى أعداد القتلى في لبنان أو بين الفلسطينيين، قارئا من هذا الغياب أن الأوضاع تتفاقم وسط عدم اكتراث الرأي العام.ويذهب أن الاغتيالات السياسية في لبنان لا تختلف عن جرائم السرقة، فيعاني منها المواطنون في تشظّ طائفي حطم العراق، متوقعا أن تلك الحالة في طريقها للامتداد إلى الشرق الأوسط برمته.ويشدد على أن التفاوض من السلام لا يعد استسلاما، وأنه الطريق إلى تجنب المجازر، معتبرا أن أي نزاع لا ينتهي بغالب ومغلوب، وإنما ينتهي دائما بخاسرين، لرأيه أن الانتصارات تعمي المنتصرين، والهزائم تذل المهزومين وتهزهم.