نيويورك / وكالات :وافق معدو مشروع قرار تشديد العقوبات على إيران على دراسة بعض مقترحات التعديل، وذلك في الوقت الذي قال فيه دبلوماسيون إن إقرار المشروع هذا الأسبوع يبدو صعبا.وقد اجتمعت الدول الست (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا) في ختام جلسة أولى من المفاوضات التي شارك فيها الأعضاء الخمسة عشر بمجلس الأمن، للنظر في كيفية إدخال بعض التعديلات التي اقترحتها جنوب أفريقيا وإندونيسيا وقطر في مشروعها، كما ذكر السفيران الفرنسي جان مارك دو لا سابليير والبريطاني إيمير جونز باري.وسيبعثون بهذه التعديلات إلى عواصم بلدانهم ويطلعون عليها شركاءهم في المجلس، حيث ستعقد جلسة مشاورات جديدة حول هذا الموضوع.وبعد ذلك، سيجري الأعضاء العشرة غير الدائمين مشاورات مع بلدانهم، مما يجعل من غير المحتمل إجراء تصويت نهاية الأسبوع، كما قال سفير جنوب إفريقيا دوميساني كومالو الذي يرأس المجلس لهذا الشهر.وخلال مناقشاتهم أوضح السفراء أن أحد التعديلات التي اقترحتها جنوب أفريقيا وهي تجميد العقوبات المفروضة على إيران لرفضها تعليق أنشطتها النووية الحساسة مدة 90 يوما “غير مقبولة على الإطلاق” كما قال دبلوماسي قريب من المفاوضات.ولن تأخذ البلدان الستة في الاعتبار إلا التعديلات التي “تتوافق مع روحية القرارات السابقة، ومنها القرار 1737” كما قال سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة بالوكالة إليخاندرو وولف.ويشدد سفراء الدول الست على أن تنص مقاربة مجلس الأمن على ممارسة ضغط تدريجي على إيران، لحملها على تعليق أنشطتها النووية الحساسة والعودة إلى طاولة المفاوضات.وطلبت قطر وإندونيسيا إدراج فقرة تدعو لحظر أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الحاملة بكل الشرق الأوسط.
ويوسع مشروع القرار -الذي ترغب باريس وواشنطن في تمريره مع نهاية الأسبوع- العقوبات لتشمل صادرات السلاح الإيراني, كما يوسع حظر السفر ليطول مسؤولين وشركات إضافية إضافة إلى عقوبات تجارية طوعية.وفي واشنطن وصف مساعد وزيرة الخارجية الأميركية أمام لجنة البنوك بمجلس الشيوخ مشروع القرار بأنه خطوة ستعزل إيران, قائلا إن سياسة واشنطن بدأت تؤتي أكلها.ودلل نيكولاس بيرنز على ذلك بامتناع روسيا عن تزويد مفاعل بوشهر بالوقود –لأسباب مالية كما ذكرت موسكو مما يعني -حسب قوله- تغيرا في موقفها, مفاده أنها لا تريد امتلاك إيران السلاح النووي.غير أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال أمام مجلس النواب إن بلاده تعارض فرض عقوبات مشددة, وموقفها التحرك بالتدريج والتناسب.وبحثت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت مسألة العقوبات بالإمارات -أكبر شريك تجاري لإيران- مع نظيرها الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان, حيث قالت إنه لا أحد يعد لعمل عسكري وهدف العقوبات حمل إيران على التفاوض لـ “تقبل اتفاق مع المجتمع الدولي”.وطلب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مخاطبة المجلس قبل التصويت, مما جعل توقيت التصويت يكتسي طابعا مهما.غير أن طهران قالت إنها لن تتراجع أمام الضغوط، وهي لن تقبل حتى مقترحا يقضي بتعليق متزامن لليورانيوم وللعقوبات الأممية.وقال سفيرها الأممي جواد ظريف متحدثا من طهران إن “التعليق قد يكون دواء يستمر مفعوله لشهرين لكن ماذا بعد نهاية الشهرين؟”.ومن مدينة مشهد حذر مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي من أن بلاده ستستخدم كل قدراتها بما فيها أمور غير قانونية إذا أراد “الأعداء” استخدام “التهديد والقوة والعنف”.
