تحولت قاعة المركز الثقافي النفطي في قلب العاصمة بغداد ظهر اليوم السبت إلى ساحة حرب عندما اقتحمها أكثر من خمسين مسلحا يرتدون ملابس عسكرية متنوعة شاهرين أسلحتهم في وجه الحاضرين الذين يصل عددهم إلى 200 شخص وقاموا بخطف رئيس اللجنة الأولمبية العراقية أحمد السامرائي وعدد من المسوؤلين.فعند الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي التاسعة بتوقيت غرينيتش اقتحم ما يقارب 50 مسلحا القاعة وطلبوا من الجميع عدم التحرك ومغادرة المكان تحت التهديد وطلبوا من الحضور الجلوس على الأرض وإغلاق أعينهم وإلا سيقتل على الفور من يخالف ذلك، وقاموا بإطلاق العيارات النارية داخل القاعة.وكان المسلحون قد قيدوا عددا من رجال الحماية المكلفين بفرض الاجراءات الأمنية عند البوابة الرئيسية للمبنى قبل دخولهم، ثم قاموا بتوثيق أيدي رئيس اللجنة الأولمبية ومعه أمينها العام عامر جبار ورئيس الاتحاد العراقي للتايكوندو جمال عبد الكريم ورئيس الاتحاد العراقي للألعاب المائية صائب الحكيم وأحد الحراس الشخصيين للسامرائي وأحد العاملين في المكتب الإعلامي للجنة الأولمبية العراقية وعصبوا أعينهم.واقتاد المسلحون أيضا المدير السابق لألعاب الجيش نشأت ماهر والنائب الثالث لرئيس اللجنة الاولمبية بشار مصطفى مع المخطوفين بعد أن استغرقت العملية ما يقارب خمس دقائق وغادروا بعدها إلى جهة مجهولة ومعهم المخطوفون .وكانت اللجنة الأولمبية تعقد مؤتمرها الدوري للجمعية العمومية لمناقشة الواقع الرياضي العراقي وألقي في مستهل أعماله رئيس اللجنة كلمة قال فيها "نعقد اجتماعنا اليوم ونحن نتطلع إلى مستقبل أفضل ونحن نواجه التحديات الكبيرة وسنعمل على أن تكون الرياضة العراقية ركيزة للوطنية ونعمل من خلالها على نبذ الفتن الطائفية وجميع أوجه العنف".وكشف السامرائي أن "اللجنة الأولمبية الدولية ومعها المجلس الأولمبي الآسيوي يستعدان لعقد اجتماع استثنائي الشهر المقبل تحضره اللجان الأولمبية الوطنية لمناقشة السبل الكفيلة بمساعدة الرياضيين العراقيين".وكان السامرائي انتخب مطلع عام 2004 لمنصب رئاسة اللجنة الأولمبية العراقية أثناء انبثاقها رسميا باعتراف اللجنة الأولمبية الدولية في اجتماع سد دوكان في إقليم كردستان العراق.وعمل السامرائي الذي غادر العراق مطلع الثمانينات إلى انكلترا خلال الفترة الماضية مع أعضاء المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الذين تم اختيارهم خلال اجتماع 2004 على انتشال الرياضة العراقية من ركام الحرب وواجه العديد من التحديات.ونجح في إقناع اللجنة الأولمبية الدولية وحملها على دعم ومساندة الرياضيين العراقيين وتمكن من إعادة العراق إلى عضوية المجلس الأولمبي الآسيوي حيث قدم رئيس المجلس الشيخ أحمد الفهد الصباح الذي تربطه علاقة وثيقة بالسامرائي، دعما كبيرا للرياضيين العراقيين.واستنكر عدد من المسؤولين في اللجنة الأولمبية هذا الحادث، واعتبر رئيس الاتحاد العراقي لكرة السلة وعضو المكتب التنفيذي حسين العميدي أن "هذا الحادث سيودى بالرياضة العراقية ويأتي استكمالا لموجات العنف التي تستهدف الرياضة والرياضيين العراقيين بشكل منظم".من جانبه، أكد رئيس اللجنة البارأولمبية لألعاب المعاقين العراقية قحطان تايه النعيمي "لم نتصور في يوم من الأيام أن نواجهه مثل هذا الحادث وان تصل الأمور إلى هذا الحد المذهل".وسارع مكتب رئيس اللجنة الأولمبية إلى إبلاغ مكتب رئيس الجمهورية جلال طالباني ونائب رئيس الوزراء بتطورات الموقف لاتخاذ التدابير لمتابعة الأمر.و أكد مدير مكتب رئيس اللجنة الأولمبية العراقية محمد الهبش أن نائب رئيس اللجنة الأولمبية بشار مصطفى تأكد عدم وجوده ضمن المخطوفين. وقال الهبش في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية "تأكد لنا سلامة نائب رئيس اللجنة بشار مصطفى وعدم تعرضه إلى الاختطاف".وقف جميع الأنشطة الرياضية في العراق وفي سياق متصل أعلن مسؤول في اللجنة الأولمبية العراقية عن وقف جميع الأنشطة الرياضية محليا وخارجيا وأوضح عضو المكتب التنفيذي للجنة ورئيس الاتحاد العراقي لكرة السلة حسين العميدي لفرانس برس "لقد تقرر وقف جميع الأنشطة الرياضية بعد تعرض رئيس اللجنة ومعه عدد من المسؤولين إلى عملية اختطاف من قبل مسلحين مجهولين أثناء انعقاد المؤتمر الخاص بالجمعية العمومية للجنة.
