نص
عندما أنتهت من الإفطار مباشرة كانت قد أحضرت القهوة الساخنة ببخارها المتصاعد ورائحة الزنجبيل الزكية تفوح ثم وقفت جادة واختفت الابتسامة من على وجهها وبدأت تتكلم في رزانة:- الغسيل المحتشد أمام البيوت.- الأولاد المعفرون بالتراب.- قهوة الزنجبيل في المساءات.وقف بجوارها.. ظل واقفاً يربت على كتفها وعلى وجهه الابتسامة البريئة. غفلت ثم قامت على الموسيقى ويده الحنونة تربت على كتفها.إنها امرأة يمتد الحنان من عيونها كأنها الضوء وتطل من بشرتها كل شذى الأزهار الذي لا يمل أبداً من إخفاء العطر ومنح الرحيق . قالت مهمومة:- أراك عجوزاً تعاني من شيخوخة مبكرة .لماذا؟إنها المرأة ذات هالة النور والكهرباء . ملامح الجيل الذي عرف الكدح الصعب والقدرة على التحمل والعطاء .قالت تداعبني وهي ترتشف القهوة: إنك لست معي هنا ولكنك لم تبتعد كثيراً عني.قلت فجأة : بإمكانك أن تحيلي حياتي إلى حب ولحظات عشق فائقة.بعذوبة أجابت :نعم.قلت وأنا أضمها إلى صدري:- عدنا إلى الندب .. كنا نشتمك فبدأنا نشتم أنفسنا.إنها الحبيبة فتقترب منها وتقترب منك تعشقك فتعشقها .تفرك عينيها وتقول:- الحب يقصم ظهري وعظمي لترتشف قهوتك الزنجبيلية ثم تخرج إلى الشرفة وتتمنى أن يكون النهار أفضل من الليل الذي سبقه.