غضون
- المقولات الرائجة التي تصدر عن علماء وأكاديميين ومناضلين ومحللين حول أسباب ومصادر الإرهاب تعزي الظاهرة إلى الفقر والبطالة والجهل، أي أن قادة المنظمات الإرهابية يمكنهم التسوق في أسواق الفقر والبطالة والأمية لكي يستأجروا قتلة ويستقطبوا مفجرين وانتحاريين بسعر زهيد.- هؤلاء يسقطون في الحساب العامل الأساسي وهو الخطاب التكفيري الذي أصبح لدى أصحابه قدرة هائلة على التأثير في بعض الأفراد بسبب توظيف كل ما هو ديني لإنتاج قنابل نووية مركباتها بشرية وفعاليتها المدمرة تطال البشري والمادي والأخلاقي .. المؤمن والمسجد والمستشفى والثكنة العسكرية.- طبيب عراقي مثقف وغني صار - لتلك الأسباب التي ذكرناها - عضواً في جماعة إرهابية تدعى “جيش السنة” .. وأخيرا ضبط بالجرم المشهود، وراح يدلي باعترافاته.يقول إنه عندما كان يعمل في المستشفى لاحظ أن كثيراً من رجال الجيش والشرطة الذين يتم إسعافهم إلى المستشفى لتلقي العلاج هم أعداء لجيش السنة.. وإنه إذا قدم لهم العلاج وشفوا من إصاباتهم سوف يعودون مرة ثانية إلى الميدان للوقوف في وجه جيش السنة .. إذاً عليه أن لايسمح بذلك، وأنه سيكون آثماً إذا ناصر الكفار على المجاهدين .. وقرر هذا الطبيب أن يحقن جنود الدولة الجرحى بحقن مميتة بحيث يخرجون إلى القبر وبذلك يكون قد أدى واجب الجهاد من خلال وظيفته كطبيب داخل ذلك المستشفى.- هذا الطبيب .. ملاك الرحمة .. تحول إلى قاتل .. بل أنه اتخذ من مهنة الطب الإنسانية فرصة لذبح الإنسانية لمجرد أنه اعتنق ملة تلك الجماعة الإرهابية التي أثرت فيه واستقطبته ووظفته لخدمة أهدافها الإرهابية.