صنعاء المسعودي في كل يوم نرى ونسمع قصة هنا وقصة هناك، وموقفاً هنا وموقفاً هناك عن انتحار أو هروب بعض الفتيات من بيوت أهاليهن، أو عن خيانة بعض الزوجات لأزواجهن.ولكن هل سألنا أنفسنا ما الأسباب التي دفعت بتلك الفتيات إلى الهروب أو الانتحار وبتلك النساء إلى الخيانة؟!ربما يعزو بعضهم الأسباب إلى الفقر، بينما يرجع بعضهم الآخر السبب إلى قصور في التربية لدى تلك الأسر.من الخطأ الاعتقاد بأن التربية الصحيحة للفتاة تتمثل بالقسوة والعنف في المعاملة معها، وأن هذا الأسلوب بدوره سيردعها وسيكسر أجنحتها وبالتالي لن تتمرد على أسرتها خوفاً من العقاب إن فكرت في ارتكاب أي خطأ أو خطيئة، وهذا غير صحيح..فبعض الآباء وللأسف الشديد يقسون على بناتهم كثيراً، كما أن بعض الإخوة يضربون ويستعبدون أخواتهم ويعاملونهن وكأنهن نكرات غير مرغوبٍ بهن في العائلة ما يولد في نفس الفتاة الكره والحقد على أسرتها بالكامل، كما أن ذلك من شأنه أن يجعل الفتاة ضعيفة الشخصية لحرمانها من أبسط حقوقها كالخروج مع صديقاتها أو التحدث إليهن أو حتى التعبير عن رأيها في أي موضوع بكامل الحرية، حتى الدراسة صارت ممنوعة عليها، وبالتالي بمجرد أن تجد فرصة للإنفلات من قيود تلك المعاملة، فإنها لا تتردد لحظة واحدة من إقتناصها.وهنا تكمن المصيبة كونها ستقع فريسة سهلة للذئاب البشرية الذين ليس في قلوبهم وازع ديني أو أخلاقي.بينما يختلف الأمر لدى لبعض الأسر في التعامل مع بناتها، لإدراكهم أن الحب والاحترام يولد حباً واحترما، وهذا يجعل الفتاة في هذه الأسر قوية الشخصية تعتز بنفسها وبكيانها مدركة أنها إنسانة وليست سلعة تباع وتشترى.ومن هذا المنطلق المؤسس على التكاتف والتآخي والاحترام المتبادل بين جميع أفراد الأسرة ذكوراً وإناثاً تستطيع الفتاة مواجهة الإغراءات أياً كانت، حتى وإن كانت فقيرة ولن تقع في أي خطأ مهما كانت الظروف.وماذا عن الزوجات اللاتي يقمن بخيانة أزواجهن، لا أظن أن أياً منهن جاءت خائنة من بطن أمها أو من بيت أبيها، وإنما هناك أسباب دفعتها إلى تلك الخيانة.فيا ترى ماهي هذه الأسباب؟أنا لا أقف هنا مع الخيانة، فالخيانة .. خيانة، ولكنني أود التنبيه فقط.وأنا لا أنكر أن هناك بعضاً من الزوجات تعرضن للخيانة من قبل أزواجهن وللضرب والسرقة والذل والاحتقار، إلا أنهن صمدن لآخر لحظة دون أن يقعن في الرذيلة.وفي الوقت نفسه هناك أيضاً زوجات صبرن على كل شيء مر من قبل أزواجهن صبرن سنوات طوالاً لعل وعسى أن يتغير ذلك الزواج دون جدوى، إلى أن وصلن إلى النقطة التي بعدها لم يستطعن فيها الصبر.فليس المال كل شيء عندهن، فبعضهن لم يخن أزواجهن لكونهم مقصرين معهن أومع صغارهن في توفير الطعام أو الملبس أو الترفيه عليهم، ولكن حرمانهن من الجانب العاطفي هو السبب.فهن رغم ذلك التقصير يرغبن بسماع كلمة طيبة من أزواجهن ومعاملة حسنة تشعرهن بكيانهن وبوجودهن في الحياة.حتى الأطفال حرموا من وجود إبٍ حنون يعطف عليهم ويهتم ويشعر باحتياجاتهم المعنوية العاطفية.إن المرأة بطبيعتها عاطفية ورقيقة المشاعر، وهذا ما دفع ببعضهن للبحث عمن يشبع ذلك الجانب الذي لم يستطع الزوج أو الأب أو الأخ إشباعه ومن هنا يستغل أصحاب النفوس الضعيفة القذرة تلك النقطة للعزف عليها واستغلالها للإيقاع بهن في الخطأ..وقد حثنا ديننا الإسلامي على حسن معاملة المرأة والرفق بها وإعطائها جميع حقوقها.وعلى الرغم من كونها ضعيفة وعاطفية في سايكلوجيتها إلا أن الضغط عليها وحرمانها الدائم من أبسط حقوقها ومعاملتها بمهانة واحتقار مستمر، سيؤدي بها إلى الانفجار كقنبلة قويه، بل إنها ستصبح إعصاراً يكتسح كل شيءً يعترضه دون وعي منها أو أدراك.فأحسنوا إليها ولا تسيئوا معاملتها، كي لا تستيقظ تلك الروح الشريرة التي ليست هي روحها الحقيقية وإنما روح زرعها الشيطان بداخلها، فلا توقظوها..
|
ثقافة
“لم تولد خائنة”
أخبار متعلقة