ستضع استراتيجية من أجل تعزيز مكانة الإسلام كدين تسامح واعتدال
فلسطين المحتلة / 14 أكتوبر / وفاء عمرو :تعهد برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة الذي وضعه رئيس الوزراء سلام فياض بمنع استخدام العنف باسم الإسلام في ضربة غير مباشرة لحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) . وجاء في الوثيقة أن حكومة فياض ستضع استراتيجية واضحة من أجل "تعزيز مكانة الإسلام في العقول والأذهان .. كدين تسامح واعتدال." وأضافت الوثيقة أن الحكومة ستمنع في الوقت ذاته "استغلاله (الإسلام) لتبرير أعمال القتل والتدمير والإقصاء." وبدا أن صياغة الوثيقة تشير إلى حماس التي سيطرت بالقوة على قطاع غزة الشهر الماضي بعد أن تغلبت على قوات حركة فتح التي ينتمي إليها الرئيس محمود عباس. واتهمت الجماعة عباس ومقره الضفة الغربية التي تهيمن عليها فتح بشن انقلاب لتشكيل حكومة جديدة دون حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية قبل 18 شهرا. وأكد مسؤولون فلسطينيون يوم الجمعة أن البرنامج الجديد أسقط عبارة " المقاومة المسلحة" ضد الاحتلال الإسرائيلي. ورفضت حماس المطالب الدولية بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف لكن متحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت رحبت بالصياغة الجديدة. وعرض فياض البرنامج على عباس يوم الخميس. وفياض هو خبير اقتصادي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ويتمتع باحترام دولي لمكافحته الفساد وتطبيق إصلاحات. ويتزامن تعديل صياغة برامج الحكومتين السابقتين اللتين قادتهما حماس مع تزايد النشاط الدبلوماسي بهدف استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ومنذ إقالة حكومة حماس بعد استيلائها على غزة يوم 14 يونيو دعا عباس إلى مقاومة الاحتلال بشكل سلمي وأدان بشدة إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وجدد فياض في نص البرنامج "الالتزام الكامل بالاتفاقيات الثنائية والمتعددة الموقعة من قبل منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية بما في ذلك الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل." من جانب آخر اتهم إبراهيم أبو النجا احد كبار قادة حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأحد بشن حملة اعتقالات واسعة ضد أعضاء فتح في قطاع غزة.واتهم أبو النجا حماس بمداهمة منازل أعضاء حركة فتح ليلا منذ أن تغلبت حماس على فتح في اقتتال داخلي بغزة الشهر الماضي وقال "أنهم يبحثون عمن ينتمون لحركة فتح."وصرح في مؤتمر صحفي بان المداهمات ما زالت مستمرة ولكنه لم يستطع تحديد عدد أعضاء فتح الذين اعتقلتهم حماس.وقال أبو النجا "أنها محاولة للإبادة ولكن هل ممكن لحركة عمرها يزيد على النصف قرن مثل فتح أن تباد."ووصف سامي أبو زهري القيادي بحركة حماس تصريحات أبو النجا بأنها " مليئة بالادعاءات المزيفة والأكاذيب."وقال ان شكوى فتح من حملة الاعتقالات تهدف للتغطية على اعتقالها أعضاء حماس في الضفة الغربية التي تسيطر عليها فتح.وقال أبو زهري ان مئات من أعضاء حماس "في السجون التابعة للأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية" ومن بينهم القيادي في حماس احمد دولة.، وتابع انه أعيد اعتقال دولة يوم الخميس بعد فترة وجيزة من الإفراج عنه من مركز اعتقال تابع للحرس الرئاسي لعباس.وقال أبو زهري ان من اعتقلتهم حماس في غزة من المتعاونين مع إسرائيل وتجار المخدرات ومنتهكي النظام العام.في سياق أخر قال مسئول حدودي مصري ان نحو 100 فلسطيني تقطعت بهم السبل في مصر منذ منتصف يونيو عبروا الحدود إلى غزة أمس الأحد بموجب اتفاق يسمح لهم بالعودة إلى قطاع غزة الذي تسيطر عليها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبر إسرائيل.وقال جلال أبو زياد احد الفلسطينيين الذين سمح لهم بالعودة عبر الهاتف قبل عبور الحدود "أنا سعيد للغاية بالعودة إلى غزة.. نقودي نفدت منذ فترة وأوشكت على النوم في الشارع."وهؤلاء هم أول مجموعة من بين أكثر من 600 فلسطيني من المتوقع عودتهم إلى غزة في الأيام القادمة. وقال هاني الجبور المسئول بالسفارة الفلسطينية للصحفيين ان نحو 627 فلسطينيا سيسمح لهم بالعبور يومي الأحد والاثنين إلى غزة عبر إسرائيل بموجب اتفاق تم التوصل إليه يوم السبت.وقال الجبور "تم اختيار الفلسطينيين وفقا لأسبقية تسجيل أسمائهم بالسفارة الفلسطينية" وانه روعي في تحديد الأسماء أن يكونوا غير مطلوبين لدى السلطات الإسرائيلية لضمان مرورهم بسرعة.وقدر الهلال الأحمر المصري أن نحو خمسة آلاف فلسطيني تقطعت بهم السبل في بلدات مصرية بشمال سيناء منذ إغلاق المعابر في التاسع من يونيو قبل أيام من سيطرة حماس على قطاع غزة في 14 يونيو.ويقدر مسؤولون فلسطينيون عدد الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل بين ستة وسبعة آلاف.وقال مسؤولون فلسطينيون السبت ان الآلاف من الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل سيتمكنون في نهاية الأمر من العودة إلى غزة بموجب الاتفاق. ولم يذكر الجبور موعد السماح للآلاف المتبقيين بالعبور إلى غزة ولكنه قال ان المحادثات تجري لتسهيل عبور المزيد منهم.وأغلق معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة. وكانت حماس رفضت مقترحات بالسماح بعودة الفلسطينيين إلى غزة عن طريق معابر أخرى تسيطر عليها إسرائيل.ورغم ان المسئولين الفلسطينيين والمصريين يسيطرون من الناحية الفنية على معبر رفح إلا ان بإمكان إسرائيل إغلاقه.ويقول المسؤولون المصريون ان معظم الذين تقطعت بهم السبل من سكان غزة الذين غادروا القطاع طلبا للعلاج في الخارج رغم ان البعض حضر لقضاء عطلة مع الأهل.وخشية ان يلجأ البعض إلى النوم في الشوارع فتحت مصر قبل أسبوعين مراكز إيواء في سيناء لإيواء مئات الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل ومعظمهم نفدت نقوده.