كولون
تختلف المدن الألمانية كثيرا عن بعضها بعضا من ناحية البناء والتصاميم والتضاريس والسكان والطبيعة والآثار، لكن ما يجمع معظمها، سواء كانت شرقية أو غربية، هي مناطق التبضع المخصصة للمشاة التي توفر أكبر تنوع للبضائع من نوعه على أقل مساحة ممكنة.وتقع هذه المناطق في قلب المدن القديمة وأقرب ما تكون إلى المحطة الرئيسية في كل مدينة. بل أن طريق المشاة إلى المحطة لا بد أن يمر عبر منطقة الأسواق فتكون بالتالي مفتوحة أمام الزوار والسياح على مختلف جنسياتهم ومشاربهم. وعدا عن تنوع المحلات الصغيرة التي تبيع الملابس والأحذية والموضة، فان المحلات الكبيرة تعتبر القاسم المشترك الأعظم لهذه الأسواق، خصوصا مخازن «كارشتادت» و»كاوفهوف» و»سي أند ايه» وهـ اوند هـ» و»سالامندر» و»كيمبغن» الألمانية و «مارك اند سبنسر» البريطانية.وتوفر هذه الأسواق، ويقع معظمها في أزقة الجزء القديم من المدينة، أجمل المقاهي والكازينوهات للزوار. كما تنتشر المطاعم بين المخازن وفي الفروع القريبة لتوفر وجبات الطعام السريعة والاعتيادية للسياح. وهكذا يجد المرء ماكدونالدز وبرغر كينغ إلى جانب بيزا هات ومحلات الشاورما التركية« الدونر كباب» والفلافل الفلسطينية والسوشي الياباني والبط الصيني. كما تخصص محلات كارشتادت وكاوفهوف أجزاء من طوابقها العليا لتوفير مختلف أنواع الوجبات للزوار.ويحوز بعض الأجانب إجازة لبيع حليهم الفضية والشعبية على جوانب مناطق الأسواق المقصورة للمشاة. ويوفر هؤلاء، باسعارهم الزهيدة وحليهم المصنوعة يدويا، بديلا شعبيا وثقافيا آخر للسياح والزوار. ولا تخلو منطقة تبضع، خاصة كولون وميونخ، من موسيقيي الشوارع والبهلوانات الذين يوفرون استراحة جميلة للـ» المحارب» خلال جولته بين المحلات الضخمة. وتقيم كولون وبون مسابقة سنوية لموسيقيي الشوارع بمناسبة ولادة موزار الذي عاشت عائلته في كولون وولد لها في بون القريبة( 25 كم) بسب هروب العائلة المؤقت من كولون نتيجة اجتياح القوات الفرنسية لها.وتغلق المحلات أبوابها عادة يوم الأحد دون استثناء، وفشلت كافة مقترحات تحرير المحلات من قدسية يوم الأحد، بسبب موقف الحزب الديمقراطي المسيحي والكنيسة الكاثوليكية. مع ذلك، يجد الناس متعة في التجول في مناطق الأسواق والتفرج على واجهات المخازن. والمهم، بعد تناول الغداء يوم الأحد، هو تناول القهوة والفطائر في مقاهي المنطقة التي تفتح أبوابها طوال الأسبوع . وتقارن فترة التمشي وتناول القهوة والفطائر الألمانية بفترة الشاي« التي تايم» البريطانية، وهي عادة ألمانية قديمة.وتكون مناطق الأسواق في ألمانيا عادة إحدى مصادر المدينة الاقتصادية المهمة إلى جانب السياحة. وما زال الألمان أنفسهم يتذكرون « أيام الرخص» السابقة يوم كان المرء يتعامل بالمارك، إذ كانت الأسواق الألمانية من أرخصها في أوروبا. وما زالت الأسواق الألمانية رخيصة قياسا بفرنسا وبريطانيا وإيطاليا رغم ارتفاع الأسعار الكبير الذي رافق اليورو عام 2002. وتعلن الأسواق، بتنسيق مع اتحاد تجارة المفرد، موسمي تخفيضات، صيفيا وشتويا، يدومان حوالي الشهر ويوفران البضائع بأسعار منخفضة. ورغم تراجع الاتحاد عن هذين الموسمين إلا أن الأسواق لا تزال «شبه ملتزمة» بهما لأنهما يعنيان نهاية موسمي بيع الملابس الشتوية والصيفية.وعادة تتصدر منطقة الأسواق في كولون قائمة مناطق الأسواق الألمانية الأكثر زحاما ونشاطا اقتصاديا.