مع الأحداث
عودنا الكيان الإسرائيلي على مدى احتلاله للأراضي الفلسطينية وبعض من أجزاء وطننا العربي على أن مسرحيات الخلافات المفتعلة التي تطرأ بين حين وآخر بين أحزابه وأركان نظامه وحكايات الانتخابات المبكرة وقضايا الفساد السياسي والاجتماعي والأخلاقي وما يترتب من وراء ذلك من تشكيل حكومات جديدة تعقبها مفاوضات مع العرب مصحوبة بترويج إعلامي محلي ودولي بأبعاده السياسية عودنا هذا الكيان المتغطرس على أن سياسته تجاه السلام تظل ثابتة لا تتغير وهو الاحتلال القائم على قاعدة المزيد من التوسع الاستيطاني وبتوسيع شقة الخلاف بين الفلسطينيين.لقد ذهب الإرهابي الأول (شارون) قائد مذابح (قانا) وجاء خلفه (أولمرت) منفذ الحرب الأخيرة على لبنان والضربة الاستباقية على سوريا والمرشح لضربة أخرى على إيران وسيأتي بعدهما من هم على شاكلتها بمباركة نفس الأطراف التي تطلق على نفسها راعية السلام بقيادة الحليف الأول الولايات المتحدة والحقيقة التي لا غبار حولها أنه لولا وقوف الأطراف إلى جانب هذا الكيان لما تنكر لكل قرارات الشرعية التي تقضي بانسحابه من الأراضي العربية. لقد صرح أحد الدبلوماسيين الأمريكيين حينما كان سفيراً لبلاده في إحدى الدول العربية ورداً على سؤال من الإذاعة البريطانية وإثر العدوان الإسرائيلي على لبنان ووقوف الولايات المتحدة الواضح إلى جانبه قائلاً : (كنت أسمع أن إسرائيل مزروعة في قلب الوطن العربي وكنت دائماً استغرب عما يتحدثون بينما في الحقيقة إن إسرائيل كالراحة في أعناقنا) وفي تصريح آخر للرئيس السابق للولايات المتحدة (بيل كلينتون) عن عملية السلام بين العرب وإسرائيل يقول : (إذا ما جازفت إسرائيل بعملية السلام فإننا لن نتردد بدعم كل الأطراف). تصور عزيزي القارئ ماذا يقصد بعبارة (إذا ما جازفت) فالمجازفة تعني أن النتيجة سوف تكون محفوفة بالمخاطر بالنسبة للكيان الإسرائيلي ولو كان صادقاً في قوله لما وضع نفسه في هذا المأزق اللغوي والسياسي ولكنه الغلط الذي لا يسامح عليه القانون المحلي والدولي وهذا يقودنا إلى الحقيقة التالية ألا وهي أن الكيان الإسرائيلي وحليفته الولايات المتحدة (راعية السلام) مهما تغيرت حكوماتهما وفي أي ظرف إلا أن سياستهما تجاه قضية السلام في المنطقة العربية تظل ثابتة (خط احمر) تطبيقاً للمثل العربي القديم القائل : (أنا وأخي على ابن عمي وأنا وأبن عمي على الغريب) إذاً كيف يحق لنا نحن العرب تصديق أن ما يجري من صراع داخل الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة أكان على مستوى السلطة أو الرؤساء لصالح التيار المعتدل وسلام المنطقة؟.