واشنطن/14 أكتوبر/ديفيد مورجان: يقول محللون إن القوات الأمريكية بدأت التحول عن وضع خوض قتال على خط المواجهة في العراق ولكن من المستبعد أن تتيح الظروف السياسية والأمنية سحب أعداد كبيرة من القوات حتى بعد 2009. واكتشف محللو معهد بروكينجز ومجلس العلاقات الخارجية عقب زيارة لبغداد تحت رعاية وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الجيش العراقي لديه قدرة مثيرة للدهشة على قيادة جهود أمنية مثل عملياته ضد الميليشيات الشيعية في البصرة وحي مدينة الصدر في بغداد في الربيع. ويعتبر مسئولون أمريكيون قدرة القوات الأمنية العراقية على تولي مسؤولية الأمن خطوة حيوية في تحول الجيش الأمريكي من دوره القتالي إلى عمليات مساندة تسمح بخفض أعداد أكبر من القوات الأمريكية. وقال كينيث بولاك من معهد بروكينجز «ما رأيناه أن التحول المبدئي .. يجري بشكل طيب. هذا تطور ايجابي جدا.» وأضاف «أعداد قوات الأمن تزيد ومستواها يتحسن.» وتابع أن «قدراتهم تتحسن إلى حد يؤثر فعليا على الوضع.» ويقول ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية أن دور الجيش الأمريكي في العراق يتحول بشكل متزايد للإشراف علي اتفاقيات وقف إطلاق النار مع جماعات مسلحة سابقة مما ساهم في انخفاض حاد في أعمال العنف العام الماضي. وقال بيدل الذي عمل مستشارا لقائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس « بدأت المهمة الأمريكية تتحول من التصدي للمسلحين.. كما نفهمها بصورة تقليدية.. إلى شيء أشبه بحفظ السلام وليس خوض قتال.» وتحدث محللو معهد بروكينجز ومجلس العلاقات الخارجية في منتديات منفصلة الأسبوع الماضي ولكن بصفة عامة أبدى المحللون تفاؤلا بشأن التقدم الذي أحرز في العراق ولكن أرفقوا هذا التفاؤل بتحذير من أن الظروف يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه بكل سهولة. ودفعت إدارة بوش بقوات إضافية لكبح العنف الطائفي العام الماضي وتقوم حاليا بسحب القوات القتالية الإضافية ومن المتوقع أن تخفض القوات لحوالي 140 ألفا بحلول أغسطس من أعلى مستوياتها التي تجاوزت العام الماضي 170 ألفا. ويوجد 146 ألف جندي أمريكي في العراق في الوقت الحالي. وذكر محللون أن عدد القوات غير الأمريكية المشاركة في التحالف بالعراق ينخفض أيضا ومن المتوقع أن يقل دون عشرة آلاف في أغسطس أيضا. ويقول مايكل اوهانلون من بروكينجز «يستمر الاتجاه النزولي لأعمال العنف حتى مع استمرار انخفاض عدد قوات التحالف والقوات الأمريكية أيضا.» وأضاف أن إحصاءات الجيش الأمريكي والحكومة العراقية تبين أن العنف ضد المدنيين تراجع بنسبة 80 في المائة منذ بدء تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي بزيادة القوات في العام الماضي. وابلغ بتريوس مجلس الشيوخ الشهر الماضي انه يتوقع خفض مزيد من القوات في وقت لاحق من العام عقب مغادرة القوات القتالية الإضافية، غير أن محللين لا يتوقعون خفضا كبيرا للقوات الأمريكية حتى عام 2010 تقريبا بعد أن تجري الانتخابات المحلية في العراق الخريف المقبل والانتخابات العامة بحلول نهاية عام 2009. وذكر والي نصر من مجلس العلاقات الخارجية «لم تسهل المكاسب التي تحققت في العراق على الولايات المتحدة إخراج نفسها (من العراق). كثير مما هو ايجابي في العراق يعتمد بشكل كبير على المشاركة الأمريكية.» وقال اوهانلون انه يتوقع خفضا «متواضعا جدا» للقوات الأمريكية في عام 2009 ولكن مستويات القوات قد ينخفض إجمالا إلى ما بين 50 إلى 70 ألفا في عام 2011. وتابع «حين تكون للعراقيين حكومة جديدة آمل أن نتمكن من بدء سحب القوات بمعدل أسرع كثيرا.» وقال بيدل إن الولايات المتحدة ينبغي أن تبقي على أكبر عدد ممكن من القوات خلال العامين المقبلين لضمان أن يقطع المسلحون والميليشيات الأمل في تحقيق أهداف سياسية من خلال العنف.
القوات الأمريكية تبدأ تغيير وضعها في العراق
أخبار متعلقة