هافانا / 14 أكتوبر / رويترز :إذا كان الرئيس الروسي يريد معرفة كيف تغيرت كوبا أثناء زيارته لحليفة بلاده إبان الحرب الباردة يوم أمس الخميس فكل ما يتعين عليه هو النظر إلى قاعدة لورديس القديمة التابعة للمخابرات السوفيتية في العاصمة الكوبية هافانا. فالمبنى الذي كان رمزا للقوة السوفيتية في أمريكا اللاتينية والكاريبي والذي كان يستخدمه الجواسيس الروس للتنصت على الولايات المتحدة أصبح الآن جامعة للمعلومات يدرس فيها الكوبيون علوم الحاسب الآلي. وميدفيديف هو أول زعيم روسي يتوجه إلى كوبا منذ عام 2000 فيما تستعرض موسكو عضلاتها في أمريكا اللاتينية بتوقيع اتفاقيات تجارية وعسكرية وفي مجال الطاقة في منطقة نفوذ تقليدية لواشنطن. ومن المحتمل أن تلتزم روسيا بإعادة بناء تحالفها مع كوبا الذي تخلت عنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وتريد شركات النفط الروسية العمل في حقول النفط البحرية قبالة سواحل كوبا وتتطلع شركات السيارات الروسية لتعزيز صادراتها ويتحدث الجيش عن تعاون في مجال الدفاع الجوي مع هافانا. وتأتي زيارة ميدفيديف لكوبا في وقت توترت فيه العلاقات الأمريكية الروسية بسبب الحرب في جورجيا وخطط واشنطن لنشر درع صاروخية للدفاع في أوروبا. ولكن محللين يقولون إنه من المرجح أن تنتهج كوبا نهجا عمليا في استئناف العلاقات مع موسكو إذا أوفى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما بوعوده بتخفيف بعض القيود المفروضة على الجزيرة. وقال فادين تيبيرمان من معهد أمريكا اللاتينية في الأكاديمية الروسية للعلوم إن الكوبيين «ليست لديهم مصلحة في تدهور العلاقات حتى في ظل خلافات روسيا مع الولايات المتحدة.» وتابع قائلا «كوبا تتوقع بعض التغييرات الإيجابية من قبل أوباما والتي وعد بها أثناء حملته الانتخابية.» كما تأتي زيارة ميدفيديف في أعقاب جولة قام بها الرئيس الصيني هو جين تاو الذي أسقط بعض أقساط الديون المستحقة على كوبا ووقع اتفاقيات لتعزيز التعاون بين الدولتين الشيوعيتين. وقال الكرملين إن جولة ميدفيديف ستركز أساسا على التجارة. وتتطلع روسيا إلى توسيع وجودها في أمريكا اللاتينية ولأسواق جديدة كوسيلة للمساعدة في الحد من تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية التي أدت إلى تراجع أسعار النفط.
ميدفيديف يزور كوبا حليفة بلاده إبان الحرب الباردة
أخبار متعلقة