قال إنهم يُستدرجون لتنفيذ “أهداف مشينة”
حذّر مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الشباب السعودي “المتحمس لدينه” من التحول إلى “أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، مشيراً إلى أنه يتم استغلال هؤلاء الشبان لتنفيذ “أهداف مشينة” والقيام بـ”عمليات قذرة، هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل”.وأشار المفتي في كلمة نقلتها وكالة الأنباء السعودية الاثنين 1-10-2007، إلى أن الشبان السعوديون الذين يغادرون بلادهم “قاصدين الجهاد في سبيل الله (...) لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل”. وأضاف: “سبق أن حذرنا، وحذر غيرنا، من الذهاب للخارج بهذه الحجة، لأن الأوضاع كانت مضطربة، والأحوال ملتبسة، والرايات غير واضحة. وقد ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة عصيان ولي أمرهم، والافتيات عليه، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب يقول النبي صلى الله عليه وسلم “من أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني”.كما “وجد من بعض الشباب الذين خرجوا لما يظنونه جهادا، خلع بيعة صحيحة منعقدة لولي أمر هذه البلاد الطاهرة، بإجماع أهل الحل والعقد، وهذا محرم ومن كبائر الذنوب. ما أدى إلى “وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض، واستغلال حماستهم حتى جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم، لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة”. كما تم “استغلالهم من قبل أطراف خارجية، لإحراج هذه البلاد الطاهرة، وإلحاق الضرر والعنت بها، وتسليط الأعداء عليها، وتبرير مطامعهم فيها. وهذا من أخطر الأمور، إذ هذا الفعل منهم قد تعدى ضرره إلى الأمة المسلمة، وطال شره بلادا آمنة مطمئنة، وفعلهم هذا فيه إدخال للوهن على هذه البلاد وأهلها”. وزاد: “معلوم أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر، وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش، وله الحق في تسيير الجيوش والنداء للجهاد وتحديد الجهة التي يقصدهاوالزمان الذي يصلح للقتال إلى غير ذلك من أمور الجهاد كلها موكولة لولي الأمر. بل إن علماء الأمة أهل الحديث والأثر قد أدخلوا ذلك في عقائدهم، وأكدوا عليه في كلامهم (...) وهذا الأمر مستقر عند أهل السنة والجماعة أن لا جهاد إلا بأمر الإمام وتحت رايته. وعليه فإن الذهاب بغير إذن ولي الأمر مخالفة للأصول الشرعية”.واعتبر المفتي أن من يستغل حماسة الشباب للجهاد “إما جاهل بحقيقة الحال؛ فهذا يجب عليه تقوى الله عز وجل في نفسه وفي بلاده، وفي المسلمين، وفي هؤلاء الشباب، فلا يزج بهم في ميادين تختلط فيها الرايات وتلتبس فيها الأمور، فلا تتضح الراية الصحيحة من غيرها ويزعم أن ذلك جهادا. وإما رجل يعرف حقيقة الحال، ويقصد إلحاق الضرر بهذه البلاد وأهلها بصنيعه هذا، فهذا والعياذ بالله يخشى عليه أن يكون من المظاهرين لأعداء الدين على بلاد التوحيد وأهل التوحيد، وهذا خطر عظيم”. وأوصى الشيخ الشباب السعودي “بطاعة الله قبل كل شيء، ثم ولاة أمرهم والارتباط بعلمائهم. هذا مقتضى الشريعة. وأوصي أصحاب الأموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود أموالهم بالضرر على المسلمين. كما أحث إخواني من العلماء وطلبة العلم على بيان الحق للناس ، والأخذ على أيدي الشباب وتبصيرهم بالواقع، وتحذيرهم من مغبةالانسياق وراء الهوى، والحماسة غير المنضبطة بالعلم النافع”.