الدوحة/14 أكتوبر/ نديم لادقي: أحرز زعماء لبنان بعض التقدم في اليوم الثالث من المحادثات في قطر أمس الأحد لكن عقبات صعبة لا تزال تعترض طريق التوصل لاتفاق يبعد لبنان عن شفا حرب أهلية جديدة. وعقد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري اجتماعات مكثفة مع قادة الائتلاف الحاكم الذي تدعمه الولايات المتحدة وحلفاء إيران في المعارضة في محاولة لإنهاء الأزمة التي أصابت الحكومة بالشلل طيلة 18 شهرا وتركت البلاد بلا رئيس منذ نوفمبر. وقال مبعوثون انه لا يزال يتعين على الشيخ حمد الحصول على موافقة نهائية من الجانبين بشأن إحدى أكثر القضايا الشائكة على جدول الأعمال وهي شكل الحكومة الجديدة. ودعا آخر اقتراح للزعيم القطري إلى اقتسام مقاعد الحكومة بحيث يذهب ثلث لكل طرف من الطرفين والثلث الأخير للرئيس الجديد. وأضافوا أن المعارضة وافقت على الاقتراح لكن الائتلاف الحاكم ما زال ينتظر موافقتها على قضايا أخرى قبل أن يعطي رده النهائي. وأحرزت لجنة سداسية شكلت أمس الأول السبت لوضع إطار قانون جديد للانتخابات بعض التقدم في البداية لكن واجهت عقبة في وقت لاحق بشأن كيفية تقسيم الدوائر الانتخابية في بيروت. وأوضح مبعوثون أن مسؤولين بالائتلاف الحاكم يطالبون أيضا بضمانات واضحة بأن حزب الله لن يحول أسلحته ضدهم مرة أخرى وان يبحث مصير سلاحه قريبا. وكان حزب الله سيطر لفترة وجيزة على أجزاء من بيروت في أسوأ اقتتال داخلي يشهده لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و 1990. وقال مبعوث بارز في المحادثات «كان هناك بعض التقدم هنا وهناك لكن بعض القضايا الرئيسية باقية (دول حل).» وتنحي واشنطن باللائمة على إيران في سيطرة حزب الله لفترة وجيزة على أجزاء من بيروت الأسبوع الماضي مما اضطر الحكومة لإلغاء قرارين أديا إلى هذا التصعيد. وتوصل الوسطاء العرب يوم الخميس إلى اتفاق لإنهاء الاقتتال وتمهيد الطريق أمام المحادثات في الدوحة. وعمق العنف الذي أسفر عن سقوط 81 قتيلا انعدام الثقة بين السياسيين المتناحرين وفاقم التوترات الطائفية بين الشيعة الموالين لحزب الله والسنة والدروز المؤيدين للائتلاف الحاكم. وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الأول السبت أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب حكومة اللبنانية ضد حزب الله واتهم « عناصر متشددة» بمحاولة تقويض الديمقراطية. وقال للصحفيين في منتجع شرم الشيخ خلال زيارة لمصر «أنها لحظة حاسمة.» ولم تحدد مهلة زمنية للمحادثات لكن دبلوماسيين يقولون إنه إذا لم يتم إحراز تقدم خلال اليومين المقبلين فربما يكون التوصل لاتفاق صعب المنال. ومن بين القضايا الرئيسية على جدول الأعمال اقتسام السلطة في حكومة جديدة وأساس قانون انتخابات جديد. وتطالب المعارضة بدور اكبر في مجلس وزراء تسيطر عليه جماعات مناهضة للنفوذ السوري في لبنان. وأدى رفض الائتلاف الحكومي تلبية مطلب المعارضة بالحصول على حق النقض (الفيتو) في الحكومة إلى استقالة كل الوزراء الشيعة من الحكومة في نوفمبر عام 2006 مما أصاب بالشلل نظاما سياسيا يقوم على توازن طائفي حساس. وسيؤدي الاتفاق إلى انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد بعد أن اتفق طرفا الصراع بالفعل على ترشيحه للمنصب الذي ينبغي أن يتولاه مسيحي ماروني وفقا لنظام تقاسم السلطة الطائفي في لبنان.