بريطانيا تطالب الرئيس مشرف بإنهاء الحكم العسكري خلال 10 أيام
لاهور (باكستان)/14 أكتوبر/ سايمون جاردنر: دعت زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو أمس الثلاثاء الزعيم العسكري برويز مشرف إلى التنحي عن الرئاسة وقالت إنها لن تتولى أبدا رئاسة الوزارة تحت رئاسته. وتدعو بوتو منذ فترة طويلة مشرف إلى التنحي عن قيادة الجيش والى ان يصبح رئيسا مدنيا لكن هذه هي المرة الأولى التي تدعوه فيها إلى التنحي عن الرئاسة تماما. وقالت بوتو في مقابلة بالتليفون "حان الوقت لكي يذهب. يجب ان يتنحى عن الرئاسة." وكانت بوتو تتحدث من مدينة لاهور حيث وضعت الشرطة الباكستانية زعيمة المعارضة رهن الإقامة الجبرية في منزلها لمدة أسبوع في وقت مبكر أمس الثلاثاء وهدد تجمع دول الكومنولث بتعطيل عضوية باكستان إذا لم يلغ الرئيس برويز مشرف حالة الطوارئ. وفجر الحاكم العسكري مشرف عاصفة من الانتقادات حينما فرض حكم الطواريء في الثالث من نوفمبر. وعطل الدستور وعزل معظم القضاة واحتجز المحامين واعتقل آلافا من نشطاء المعارضة والجماعات الحقوقية وقيد أجهزة الإعلام. وأمهل الكومنولث الذي يتألف من 53 عضوا معظمها دول كانت تستعمرها بريطانيا مشرف حتى 22 من نوفمبر لإلغاء حكم الطوارئ واتخاذ خطوات أخرى لمعالجة مشكلات البلاد وإلا عطل عضوية باكستان. وأثارت الأزمة في باكستان التي تمتلك أسلحة نووية مخاوف بشأن استقرار البلاد وقدرتها على التركيز على محاربة المتشددين الإسلاميين. وهذه هي المرة الأولى التي تستبعد فيها بوتو تولي رئاسة الوزراء تحت قيادة مشرف بعد ان أجرت محادثات على مدى عدة أشهر بشأن اقتسام السلطة معه. وقالت بوتو "لن أعمل رئيسة للوزراء مادام مشرف رئيسا." وأضافت "حتى إذا أردت العمل معه فإنني لن أتمتع بتأييد الرأي العام." وقالت "المفاوضات بيننا انهارت بشأن الاستخدام الهائل لقوة الشرطة ضد النساء والأطفال. لا سبيل الآن للعودة إلى هذا المسار لان أي شخص يرتبط بالجنرال مشرف يتلوث اسمه." وأضافت "الشرطة لا تعتقل الناس فحسب وإنما تحطم زجاج النوافذ وتقتحم المنازل وتهين النساء والأمهات والأخوات." وتابعت "الرجال الذين تعرضت زوجاتهم لمعاملة سيئة والسيدات اللاتي شاهدن أزواجهن يجلدون ويضربون أمام عيونهن لا يريدون ان تكون لنا أي علاقة بالجنرال مشرف." وكانت بوتو التي تولت رئاسة الحكومة مرتين من قبل قد دعت الباكستانيين من كل الطوائف في وقت سابق يوم الاثنين إلى المشاركة في " مسيرة طويلة" تقودها في موكب يقطع مسافة 270 كيلومترا من لاهور إلى العاصمة إسلام آباد لمطالبة مشرف بالتنحي عن قيادة الجيش وإلغاء حكم الطوارئ وإعادة العمل بالدستور والإفراج عن النشطاء المعتقلين ومنهم كثير من أعضاء حزبها. وتحرك نحو 4000 من الشرطة خلال الليل وأحاطوا بمنزل مسؤول حزبي في لاهور كانت تقيم فيه بينظير بوتو ونصبوا أسلاكا شائكة وأقاموا متاريس وسدوا الشوارع بالحافلات والجرارات، وعلق أمر اعتقال على بوابة المنزل. وقال مسؤول حكومي رفيع انه لن يسمح لموكبها بالمضي قدما وقالت الشرطة انها سوف تستخدم القوة مع أنصارها إذا اقتضت الضرورة. وقال ضابط كبير في الشرطة خارج المنزل الذي تقيم به في لاهور "منزلها الان سجن رسمي." وقالت بوتو ان الموقف في بلادها يمكن ان يتدهور أكثر إذا سمح لما وصفته "دكتاتورية" الرئيس برويز مشرف ان تستمر. وقالت بوتو التي تحدثت إلى شبكة سكاي نيوز الإخبارية البريطانية بالتليفون "يوجد إجماع سياسي واسع النطاق على ان الجنرال مشرف يجب ان يذهب ... والموقف في البلاد يمكن ان يتدهور فحسب إذا بقى." وأضافت ان باكستان بلد يمتلك أسلحة نووية وان الجيش مكلف بالعديد من المهام التي أنهكته. إلى ذلك قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند أمس الثلاثاء انه يجب إنهاء الحكم العسكري الذي فرضه الجنرال برويز مشرف في باكستان خلال عشرة أيام. وعندما سئل عما إذا كانت بريطانيا تؤيد دعوة وزراء دول الكومنولث يوم الاثنين إلى ضرورة إنهاء الحكم العسكري بحلول يوم 22 نوفمبر قال ميليباند "تماما .. موقف الكومنولث هو موقف لعبت المملكة المتحدة دورا مهما في تشكيله." ومن المقرر ان يجتمع وزراء الدول الأعضاء في الكومنولث يوم 22 نوفمبر لبحث وضع باكستان داخل المجموعة التي تتألف من 53 بلدا. وقال ميليباند لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان "هذا هو السبب في ان (مهلة) العشرة أيام أصبحت مهمة." وكان ميليباند يتحدث بعد ان دعت زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو الرئيس مشرف إلى التنحي عن الرئاسة وحذرت من ان الموقف في بلادها يمكن ان يتدهور فحسب إذا استمر في انتهاج ما وصفته "بالدكتاتورية". كما حثت بوتو ميليباند على ان يطلب من مشرف ان يتنحى لكن ميليباند قال فقط انه سيبحث طلبها وأكد ان إجراء انتخابات نزيهة هو المفتاح الوحيد للتقدم. وقال "سوف أبحث بالطبع ما قالته بينظير بوتو لكن نقطة الإجماع حتى الآن مع كل شركائنا الدوليين ... كانت تتركز على إجراء انتخابات حرة ونزيهة." وأضاف "في النهاية يجب ان يكون شعب باكستان هو الذي يقرر من يجب ان يتولى حكمه وليس أنا."