الدوحة /قنا: نظمت المؤسسة العربية للديمقراطية يوم الأحد في فندق ميلينيوم ندوة حول أشكال التمييز ضد المرأة العربية على ضوء الاتفاقيات الدولية “المرأة العربية نموذجا”، وذلك في اطار الاحتفال العالمي بيوم المرأة، حضر الندوة عدد من المهتمين بالمرأة وحقوقها وأساتذة الجامعات والاعلاميين.وافتتح الندوة السيد محسن مرزوق الامين العام التنفيذي للمؤسسة العربية للديمقراطية، وأشار في كلمته الى ان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة هو مناسبة متحده تجمع نساء العالم، مضيفا ان المساواة والعدل من بين مظاهر الذات المتنوعة فهذا التنوع هو احد أطر الذات الانسانية، وان أي انتقاص منها يتنتقص الذات الانسانيه جمعاء أي ان انتقاص في حقوق المرأة هو انتقاص لحقوق الرجل.وبين ان هذه المناسبة هي للاطلاع على حقوق المرأة في المدن العربية بعيدا عن التجريح والخيال، وقال “ان المرأة كيان لا يستحق حبسها في المعايير الخصوصية في حين ان الدين الاسلامي لم يفرق في تلك الحقوق”.وأوضح مرزوق ان هناك العديد من النماذج المشرفه للمرأة المكافحة والقوية، وأن الاتفاقيات العالمية تفعل دورها في كل الميادين الثقافية والصحية والاجتماعية وغيرها، حيث ان التمييز يحد من تقدم المرأة لانها تتساوى مع الرجل في الحقوق.وأدارت الندوة الشيخة حصة بنت خليفة بن أحمد آل ثاني المقرر الخاص للامم المتحدة المعني بالاعاقة، وركزت في كلمتها على ان اهتمام العالم بهذه القضية يساعد في تقليل الفجوة والسيطرة عليها، الا انه يوجد الكثير من الوان التمييز التي ترتكب في حق المرأة في كل الميادين وان استمرار هذا النوع من التمييز يؤدي الى فرض بيئات سيئة على المرأة من كل النواحي.واوضحت ان اكبر تمييز هو التمييز الذي تتعرض له النساء المعاقات لانهن يعانين من الازدراء، وان اغلبهن يعشن في مجتمعات فقيرة، مبينة ان هناك جهودا كبيرة تسعى في رفع الوعي ولفت انتباه الحكومات لتحسين معاملة المرأة حتى لايفرض عليها العزلة التي تزيد من معاناتها.من جانب اخر أشارت السيدة نور المالكي مدير ادارة المرأة في المجلس الاعلى لشؤون الاسرة الى ان قضية المرأة هي قضية المرأة والرجل وان النهوض بها مسؤولية الكل.وركزت على ان اغلب حقوق المرأة تصادر باسم العيب وتنتهك حقوقها، مبينة ان التركيز على اهمية التمييز لان اغلب النساء في العالم من الفقراء والاميين وهن يتعرضن لانواع من العنف الجسدي والجنسي داخل وخارج المنزل وهم يستخدمونها كسلاح للطرف الاخر رغم ان المجتمع الدولي يولي اهمية للمرأة.وبينت خلال الندوة معنى المساواة وهي حالة التساوي بين المواطنين جميعا في المجتمع وان الاختلاف هو التمييز لان التمييز هو انتقاص لحقوق المرأة لان الغاء اي حق يعني تأثيرة على الحقوق الاخرى.وأشارت الى ان وجود اتفاقيات دولية ساعدت كثيرا في القضاء على التمييز حيث ان هناك دولا عربية اتجهت اتجاها ايجابيا في اسقاط اي حق ضد المرأة فالكويت سحبت تحفظها على حرمان المرأة من الحقوق السياسية لان الدولة سمحت لها بالمشاركة الفعلية في العملية السياسية.وبينت الاشكاليات التي تواجه المرأة منها تعرضها لمشاكل داخل أسرتها كمشاكل الزواج واجبار الفتاة عليه. وتعرض الفتاة للكثير من جرائم القتل والاعتداءات الاخرى.. ومنع حقها في اعطاء جنسيتها لابنائها.من جانب آخر قالت السيدة فريدة العبيدلي عضو اللجنة الدائمة للانتخابات ومدير عام المؤسسة العامة القطرية لحماية المرأة والطفل، خلال الندوة، ان المرأة تمثل نصف الكرة الارضية وتلد نصفها الاخر، مشيرة الى التحديات التي تواجهها منها تدني النظرة المجتمعية لها بسبب عدم الفهم للشرع الاسلامي لان العادات والتقاليد طغت على الاحكام الشرعية الصريحة وكذلك اعتبار المرأة الكائن الاضعف في الناحية الاقتصادية وغياب الرقابة على دستورية القوانين او عدم كفايتها او لحداثتها، حيث انه لاتزال هناك قوانين تكرس التمييز وعدم المساواة وان اغلب الدول تعاني منه.ولخصت فريدة العبيدلي ما جاء في الدستور القطري الذي ضمن الكثير من حقوق المرأة خصوصا في مجال العمل والسماح لها باعتلاء اعلى المناصب وصولا للوزارة.وتطرقت الى ان ماتحتاجه المرأة العربية هو قوة تنفيذ للقوانين وقبول هذه القوانين من الطرف الاخر والمجتمع والخروج من دائرة الضعف واستبدالها بان تثبت وجودها وقدرتها، وتحتاج الى نقلة نوعية في البرامج التعليمية وتضمينها لحقوق المرأة في المراحل الدراسية الاولى وحتى العليا، وتفعيل الحياة الديموقراطية ونشر الوعي الديموقراطي الاصيل.وأشارت الدكتورة الهام بدر الاعلامية القطرية ومدير الاعلام التوعوي في مركز التأهيل الاجتماعي الى تجربتها الشخصية كونها امرأة خاضت المجال الاعلامي وتزوجت من رجل غير قطري، مشددة على ان عقل الفرد هو الذي يحدد ويبين أهمية عدم التمييز.وختمت الندوة الشيخة حصة بتركيزها على اهمية الحملات التوعوية والانتباه والاهتمام بالاشخاص المهمشين كالمعاقين والمهجرين، والاهتمام بالفئات الدينية الاخرى وعدم التركيز على دين واحد حتى تتساوى كل الحقوق.الجدير بالذكر ان المؤسسة العربية للديمقراطية هي منظمة مدنية عربية دولية مستقلة للدعوة الى الديمقراطية كثقافة، وطريقة حياة وكنظام أمثل للحكم الصالح، ولدعم الهيئات والنشطاء العاملين في هذا المجال ماديا ومعنويا، من خلال تفعيل واستحداث كل القنوات السلمية الممكنة، وتعبئة كل الموارد البشرية والمالية المتاحة محليا وإقليميا ودوليا.وقد نشأت المؤسسة بمبادرة من دعاة الديمقراطية العرب، وبمباركة كريمة من دولة قطر، التي استضافت مؤتمرين لهم عامي 2004 و2007، ورحبت بأن تكون عاصمتها الدوحة، مقرا للمؤسسة، وتمثل صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند رئيس مجلس الامناء.
الشيخة حصة: الكثير من ألوان التمييز ترتكب بحق المرأة
أخبار متعلقة