واشنطن / ديفيد مورجان :حذر تقرير للمخابرات الأمريكية أول أمس الثلاثاء من أن الولايات المتحدة تواجه تهديدا متناميا بهجوم للقاعدة التي ستتجه على الأرجح إلى استخدام شركاء تمرسوا على الحرب في العراق لتنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة. وجاء هذا التقرير الذي رفعت عنه السرية كجزء من تقييم سري للمخابرات قدم للرئيس بوش والكونجرس وقال إن ارتباط القاعدة بفرعها في العراق يساعد شبكة مقاتلي أسامة بن لادن على تجنيد أعضاء. وقال التقرير المؤلف من صفحتين وهو عبارة عن تقييم للتهديدات التي تواجهها الولايات المتحدة داخل أراضيها خلال الأعوام الثلاثة المقبلة بناء على مجموعة آراء من مختلف وكالات المخابرات "في تقديرنا ستسعى القاعدة غالبا إلى الضغط على حلقات الاتصال وقدرات القاعدة في العراق وهو أقوى فروعها وأبرزها." والوثيقة التي صدرت في وقت يواجه فيه البيت الأبيض ضغوطا متنامية في الكونجرس لسحب القوات الأمريكية من العراق تمثل المرة الأولى التي تحذر فيها 16 وكالة مخابرات بشكل علني من أن حرب العراق تمثل تهديدا على المدى القصير للولايات المتحدة. وقال البيت الأبيض إنه لاتوجد معلومات موثقة تشير إلى احتمال وقوع هجوم وشيك وإن حالة التأهب في البلاد ستظل على مستواها المرتفع. وقال مسؤولو مخابرات أيضا إنه لايوجد دليل على وجود خلايا عاملة للقاعدة داخل الولايات المتحدة. وقالت فرانسيس تاونسند مستشارة الأمن الداخلي للرئيس جورج بوش "لكن التحذير واضح والإدارة تأخذه على محمل الجد." ويقدر مسؤولو مخابرات إن تهديدات القاعدة زادت في السنوات الأخيرة وأن الشبكة التي كانت وراء هجمات الحادي عشر من سبتمبر استعادت قوتها وتحصنت في مواقع نائية بشمال غرب باكستان. وأتاح الملاذ الآمن لابن لادن والرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري القاعدة من استعادة بعض قدراتها القيادية التي فقدوها عندما طردهم التحالف الذي قادته الولايات المتحدة من أفغانستان في اواخر عام 2001. وقال التقرير إن القاعدة ما زالت تمثل "التهديد الإرهابي الأخطر" للولايات المتحدة فيما تواصل قيادتها التخطيط لمؤامرات ذات تأثير كبير. ويتوقع التقرير أن تكثف القاعدة جهودها لزرع أعضاء لها داخل الولايات المتحدة وقال إنه " نتيجة لذلك في تقديرنا فان الولايات المتحدة تواجه حالة تهديد متزايد." وكان المسؤولون الأمريكيون يعتبرون لفترة طويلة أن الحرب على العراق تمثل معسكر تدريب للمقاتلين الإسلاميين لكن مسؤولي المخابرات قالوا في وقت سابق إن التهديد لن يمتد على الأرجح إلى دول أخرى حتى يتوقف القتال ويعود المقاتلون الأجانب إلى ديارهم. وجادل الرئيس بوش ومسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية بأن الحرب على العراق تحمي الأمريكيين عن طريق منع المتشددين من الهجوم على الولايات المتحدة. وبدا أن تقرير الثلاثاء وضع البيت الأبيض في موقف دفاع بترديد تقرير سابق لمجلس الشيوخ بأن بوش تلقى تحذيرا في بداية عام 2003 من أن القاعدة قد تستغل الغزو الأمريكي للعراق. وقالت تاونسند عندما ضغط عليها الصحفيون في مؤتمر صحفي " إذن هل يتعين علينا أن نرحل هكذا وينبغي ألا نزعج أعداءنا في أي مكان في العالم لأنهم ربما يستخدمون هذا لأغراض دعائية .. لا اعتقد ذلك." وقالت "في كل مرة تنخز فيها عش الدبابير سيثبون عليك ويضغطون لردك."