أجبرتهم على مغادرة البلاد إلى أماكن أخرى
باتت ظاهرة التهديدات التي يتعرض لها الرياضيون والشخصيات الرياضية العراقية من ابرز المظاهر الخطيرة التي ألقت بظلالها القاتمة على الأسرة الرياضية وأرغمت عددا كبيرا على مغادرة البلاد بحثا عن الملاذ الأمن والاستقرار في دول الجوار وخصوصا العاصمة الأردنية عمان. وتأتي خطوة هؤلاء الرياضيون في إطار الابتعاد عن التأثيرات وحماية أرواحهم من تلك التهديدات التي تأتي عادة بواسطة رسائل الهاتف النقال او بواسطة المكالمات الهاتفية المجهولة وتنصب باتجاه الابتزاز المالي من جهة أو تصفية حسابات شخصية من جهة أخرى. وقال رئيس نادي الزوراء ونجم المنتخب العراقي السابق لكرة القدم احمد راضي "لابد إن يجد الرياضي طريقة لحماية نفسه والناي عن المخاطر المحدقة به وان مغادرة البلاد واحدة من الحلول التي يلجأ لها الرياضي العراقي ألان". وأضاف راضي الذي فضل البقاء في عمان إن "مثل هذه التهديدات من شانها إن تهدم عملية بناء الرياضة العراقية بعد الإحداث التي مرت بها البلاد عام 2003 لأنها ستفرغ الساحة الرياضية من المواهب والكفاءات القادرة على انتشال الرياضية من اثأر الدمار والحرب". ولم تقتصر التهديدات لاعبي كرة القدم والمدربين بل طالت رياضيين آخرين من باقي الألعاب. وذكر مدير المنتخبات العراقية للملاكمة ونائب رئيس الاتحاد العراقي للعبة سعيد عبدالحسين ان "التهديدات التي تلقيتها بطرق مختلفة دفعتني إلى المغادرة والمكوث ألان في العاصمة الأردنية، لان البقاء تحت طائلة التهديد يؤثر على معنويات الرياضيين ويعرض حياتهم الى الخطر". وأضاف عبد الحسين (65 عاما) "طلبت مني تلك التهديدات مغادرة الحلبات ووجدت من المناسب ان أغادر واحمي نفسي من خطر مجهول يبقى يترصد ني في إي لحظة". وعزا تلك الوسائل التهديدية إلى جوانب تتعلق بقضايا شخصية. يذكر إن المدير الفني للمنتخب العراقي لكرة القدم أكرم احمد سلمان اضطر الى الاستقرار في محافظة اربيل التابعة لإقليم كردستان العراق بعد سلسلة من رسائل التهديد طالبته بترك منصبه والتخلي عن المنتخب، ومثله فعل المدير الفني للمنتخب الاولمبي يحيى علوان الذي غادر مع أسرته إلى الأردن واقتصر حضوره الى محافظة دهوك التابعة أيضا للإقليم أثناء البرنامج التدريبي لمنتخبه. وقال مصدر في اللجنة الاولمبية العراقية رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرنس برس "هذه التهديدات التي دفعت بالرياضيين إلى مغادرة البلاد هي عملية منظمة تهدف إلى تهديم ما تم بناؤه خلال الفترة الماضية التي تلت إحداث عام 2003". وأضاف إن "اللجنة الاولمبية التي تعرض مسؤولوها إلى عملية اختطاف مؤخرا لايمكن ان تحمي الرياضيين في مثل هذه الوقائع". من جهته اعتبر رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد "إن الأوضاع الحياتية المرتبكة والتطورات الخطيرة التي اجتاحت الاسرة الرياضية العراقية هي التي دفعت الى هذه الهجرة القسرية للرياضيين العراقيين". ويقيم سعيد منذ حادثة اختطاف رئيس اللجنة الاولمبية العراقية احمد عبد الغفور السامرائي وبعض المسؤولين في اللجنة منتصف تموز/يوليو الماضي، في العاصمة الاردنية عمان. وكان احد مرافقيه تعرض الى حادثتي اختطاف الشهر الماضي فاخلي سبيله في الاولى فيما لا يزال مصيره مجهولا منذ الحادثة الثانية، كما تعرض منزل عائلة سعيد الى عملية سطو. وكان الامين العام للجنة الاولمبية العراقية سعد محسن الذي اختير لهذا المنصب بعد اختطاف الامين العام السابق عامر جبار اخر ضحايا مسلسل التهديد عندما قرر ترك منصبه الجديد بعد اقل من اسبوعين من تسلمه تلك المسؤولية.