رجح مراقبون نشوء تجمع جديد في المنطقة تنضم إليه إيران وتركيا
الرئيس السوري والملك عبدالله في جلسة مباحثات بدمشق
دمشق/ متابعات:أنهى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز زيارة رسمية استمرت يومين لدمشق، أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس السوري بشار الاسد تناولت عددا من القضايا الإقليمية، من بينها القضية الفلسطينية والملفان اللبناني والعراقي، إضافة إلى الوضع في اليمن، فيما رجح بعض المراقبين أن ينشأ تجمع جديد في المنطقة تنضم إليه إيران وتركيا. وقال تركي السديري، رئيس تحرير جريدة الرياض، في مقابلة مع العربية، إن الزيارة ستكون نقطة تحول في خارطة العالم العربي. وأضاف أن “التلاقي السوري السعودي هو بداية إستراتيجية عربية تغير الأوضاع المهترئة خاصة أن سوريا والسعودية دولتان قويتان قادرتان على إنجاز الكثير”. من جهتها، قالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري: إن العلاقات تسير في تطور ممتاز لخلق فضاء عربي، مشددة على أهمية التنسيق مع إيران وتركيا لخلق فضاء عربي إسلامي لمواجهة تحديات الأمة. ورأى المحلل السياسي السوري ثابت سالم أن الزيارة كانت أكثر من ناجحة “ويجب أن ننسى الخلافات ونبني على ما تم التوصل إليه”. وتابع “الكتل في العالم تتشكل بينما في المنطقة هنا لا نفعل اي شئ، وهناك سعي إلى تجمع سياسي واقتصادي يضاف إليه إيران وتركيا بروح إيجابية بحيث لا ينقض أحد على حقوق الآخر من أراض أو معتقد، ولا يجب أن ننظر إلى الأحلاف كموضوع سلبي”. وأما الدكتور محمد آل زلفة، عضو مجلس الشورى السابق، فقال لـ”العربية”: لم يتفاءل الشارع العربي كما تفاءل بهذه الزيارة، كما أن سوريا معقل القومية العربية تدرك حرص الملك عبدالله على وحدة الصف العربي”. وأعلن العاهل السعودي ونظيره السوري بشار الأسد عزمهما “إزالة جميع العوائق واستمرار التنسيق” بين بلديهما، وذلك أثناء اجتماعهما في دمشق، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وبدأ العاهل السعودي بعد ظهر الأربعاء الماضي أول زيارة له إلى سوريا بعد سنوات من الجفاء بين البلدين، ما يشكّل تقارباً من شأنه أن يضع حداً لنزاعات عدة في المنطقة. وأشار الزعيمان إلى “حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين وعلى جميع المستويات في القضايا والملفات التي تهم الشعبين الشقيقين، لاسيما أن ارتقاء العلاقات السورية السعودية سينعكس ايجاباً على مختلف القضايا التي تهمّ العرب جميعاً”، بحسب الوكالة. من جهة أخرى، دعا الجانبان “إلى ضرورة تضافر جميع الجهود العربية والإسلامية والدولية لرفع الحصار اللاإنساني المفروض على الفلسطينيين ووقف الاستيطان في الأراضي المحتلة ووضع حدٍ لتمادي قوات الاحتلال الإسرائيلي المستمر على حقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية، والتي كان آخرها محاولة اقتحام المسجد الأقصى”. وقد تناولت المحادثات بحسب (سانا) “علاقات الاخوة والروابط التاريخية التي تجمع سوريا والمملكة وسبل توطيد التعاون بينهما في جميع المجالات”. وأكد الزعيمان “حرصهما على دفع هذه العلاقات قدماً من خلال البناء على ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية وفتح آفاق جديدة للتعاون تخدم الشعبين الشقيقين ومصالح البلدين المشتركة، وتسهم في مواجهة التحديات التي تعترض سبل العرب جميعاً في بلدان عربية عدة خصوصاً في فلسطين المحتلة والقدس الشريف”. وكانت بثينة شعبان المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس السوري أعلنت في وقت سابق أن المحادثات التي أجراها الرئيس الاسد والعاهل السعودي “كانت إيجابية وبناءة وودية، والعلاقات السورية السعودية تسير في تطور ممتاز، وهناك نية قوية لخلق فضاء وجو عربي يحاول أن يستفيد من الطاقات العربية لرفع كلمة العرب على الساحة الاقليمية والدولية”. وأضافت أن هذا التنسيق “يُضاف إلى التنسيق الذي تقوم به سوريا مع الصديقتين تركيا وإيران لخلق فضاء إقليمي عربي اسلامي يستطيع أن يواجه التحديات الكبيرة التي تعترض الأمتين العربية والإسلامية”. وأوضحت أن “المحادثات الموسّعة شملت الوضع العربي الراهن الذي في حاجة إلى التضامن العربي ليقف في وجه التحديات وما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس والفلسطينيون من اعتداءات إسرائيلية”. وأشارت شعبان إلى أن “العاهل السعودي أكد أن العلاقات السورية السعودية لها تاريخ عريق وطويل ومتميز من التعاون والتنسيق”.