نعمان الحكيم *لا حول ولا قوة إلا بالله .. ولننعِ حال التربية اليوم قبل التعليم ، فقد صارت الأمور في عولمة عوالم أخرى ، وصار أبناؤنا ، فلذات أكبادنا ضحية التجارب والأمزجة ، وكأننا في أيام (حمورابي ) يتم فرض كل ما هو قاس وصعب علينا ، لنظهر للعالم على أننا أمة ذات حكمة وأنى لنا من حكمة ؟ إلا تنفيذ أوامر حكومة تعكف على إكراهنا على أشياء لا يقرها عقل أو منطق أو سلوك تربوي مألوف . بالأمس قرأنا تصريحاً لأحد صناع القرار ، وأحد مهندسي المناهج والمسيرة التعليمية ، الأستاذ المجرب المحبوب ، وصاحب الرؤى المعقولة والمقبولة د. عبد العزيز بن حبتور ، نائب وزير التربية والتعليم ، والشهير ببصمات طيبة في جامعة عدن منذ تعيينه حتى غدا نائبا لوزير التربية قبل سنوات .. أقول قرأنا تصريحاً غريباً للأستاذ حبتور نشرته (14أكتوبر) يوم الأحد 10/ 2/ 2008م مفاده أنه تم إقرار إدخال اللغة الفرنسية على طلاب وطالبات الثانوية العامة من هذا العام أو العام القادم ، كمادة ثانية أي (كلغة حية) إلى جانب الإنكليزية ، وسيتم الامتحان فيها ، وذلك كما يقول : (حسب اتفاق قد تم بعد تجريب ذلك على عدد من المدارس في الجمهورية ، بما لا يخالف التوجهات التربوية وغيرها من الأمور التي تجعل تعلم هذه اللغة كلغة فقط ؛ لفهم كنهها ، والاستفادة منها كلغة مال وأعمال وجمال ... إلخ ) ؛ هكذا نحن دائما ، نفاجأ بما هو جديد ، حتى لو كان فيه ما يذيب الحديد ، ناهيكم عن تفتيت العظم الصحيح الذي يستند عليه الإنسان ، وتستقيم هيئته وتسير عليه حياته إلى مماته ..هكذا نحن في حال تجارب ، ربما تكون فوائدها أقل بقليل مما يُتوقع..وقد تكون انعكاساتها السلبية أكبر وأكثر ، وبذلك سوف يأتي زمن نقول فيه (يا ليت أنا لم نفعل ؛ ) .وهذه المادة (اللغة الفرنسية ) سوف تكون عبئاً ما بعده عبء بإضافتها إلى تركة مثقلة يعانيها أبناؤنا وبناتنا جراء اللغة الأولى في العالم (الإنكليزية ) مع قبولها وسهولة توصيلها للمتلقي ، حيث تشكل عبئاً على الكثير من الطلاب ، خاصة بعد إقرار تعليمها من الصف السابع الأساسي بدلاً عن الصف الخامس مع أن البعض اعتبر ذلك من الثوابت خطأً ، ولو كان تم الإمعان بهذا القرار عام 1990م لكانت حال الإنكليزية لدى أبنائنا وبناتنا أفضل بكثير مما هي عليه اليوم .. لكن الأمزجة ، والخنوع ، وغياب القرار التربوي الصائب جعل الأمر هكذا ، و(يا سفينة جُري الصنبوق ) ؛ وعلى كل حال .. كيف (يستقيم الظل والعود أعوج ؟ ) ، وكيف لنا أن نقبل بلغة أصعب بكثير من الإنكليزية ؟ ، والعربية ؟ وهل هناك مايبرر هذا ؟ أم فقط لنباهي ثم ننتكس ؟ ألم يكن من الأفضل أن يجعلها (اختيارية ) من دون رسوب ؟ لكي يستفيد من أراد ، ولكي يتركها الكاره أيضاً ؟ نحن مع توجه قيادتنا التربوية في التحديث . لكن ليس على حساب قد تكون نتائجه كارثية ، وقد يؤدي ذلك إلى تحطيم مستقبل أجيال بعد أجيال ، فلندع تلك ، اللغات لمعاهد متخصصة لمن أراد ، ونكتفي بالإنكليزية وحدها أو الفرنسية وحدها .ولا نقرنهما معا على طريقة (الضمد ) عند الفلاحين الذين نسميهم (الأبتال) .. ويا خوفنا لو أقرت ( الألمانية ) أيضاً ؛ فكروا بتعقل يا قيادتنا التربوية قبل صنع القرار ، عافاكم الله !