فيما إسرائيل تحدد مطالب في المسار الجديد للسلام مع سوريا
القدس المحتلة -دمشق/14اكتوبر/ رويترز : قالت سوريا إنها تلقت ضمانات من إسرائيل عبر تركيا بإعادة مرتفعات الجولان كاملة ورفضت الشروط التي وضعتها الدولة اليهودية للتوصل الى اتفاق سلام.وأعلنت إسرائيل وسوريا الأربعاء أنهما بدأتا محادثات غير مباشرة في تركيا هي الأولى من نوعها في ثمانية أعوام. لكن مسئولين اسرائيلين قالوا أمس الخميس إن دمشق يجب أن تنأى بنفسها عن إيران وتتوقف عن دعم النشطاء الفلسطينيين واللبنانيين.وقال محسن بلال وزير الإعلام السوري لقناة تلفزيون « الجزيرة » نحن استلمنا التزامات ورسائل من الحكومة الإسرائيلية ومن رئيس الحكومة الإسرائيلية يضمنون فيها عبر الأصدقاء الأتراك أنهم يعلمون ماذا يريده السوريون».وأضاف “انه يعلم تماما أن الجولان كاملا سوف يُعاد إلى السيادة السورية وان إسرائيل سوف تنسحب إلى خطوط الرابع من حزيران 1967.»وقالت الولايات المتحدة في أول رد فعلي علني على الاتصالات الإسرائيلية السورية أنها لا تعترض على المحادثات لكنها كررت انتقادها لما قالت انه “دعم الإرهاب” من جانب سوريا.وفي ترديد للتعليقات الأمريكية قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إن سوريا يجب أن تنأى بنفسها عن جماعات مثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تستضيف دمشق بعض قادتها وأيضا عن جماعة (حزب الله) اللبنانية.وقال بلال “عندما يقولون بمثل هذه المطالب هذه الشروط وموضوع السلام وعملية السلام لا تستدعي شروطا مُسبقة ... هذه الشروط سلفا مرفوضة واصطلاح التنازل المؤلم أيضا مرفوض لان السوريين يطلبون حقهم.»وقال بلال انه لا توجد تنازلات مؤلمة فيما يتعلق بإعادة إسرائيل للجولان التي هي أرض سورية. وقد حددت إسرائيل شروطا أمس الخميس لإبرام اتفاق سلام مع سوريا متفقة مع واشنطن في مطالبة دمشق بأن تنأى بنفسها عن إيران وأن تكف عن دعم النشطاء الفلسطينيين واللبنانيين.واستقبلت الولايات المتحدة بفتور إعلان إسرائيل وسوريا بشكل منسق يوم الأربعاء الماضي عن بدء محادثات غير مباشرة بينهما في تركيا في أول تأكيد عن إجراء مفاوضات بين الخصمين القديمين منذ ثمانية أعوام.ويقول كثير من المحللين إن العداء الأمريكي تجاه دمشق وحلفائها في إيران وحزب الله اللبناني يجعل من غير المُرَجح إبرام اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي جورج بوش منصبه في يناير.وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان في تلخيص للمناقشات التي جرت على مدى ثلاثة أيام في اسطنبول أن الجانبين عبرا عن الرضا لوجود “أرضية مشتركة”. وأضاف أن المحادثات بينهما في المستقبل ستجرى بشكل دوري في تركيا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت في القدس “يعرف السوريون ما نريد ونعرف ما يريد السوريون.»وكشف أولمرت عن المحادثات مع سوريا قبل يومين من مواجهة تحقيق آخر تجريه معه الشرطة بشأن اتهامات بالفساد.وتطالب سوريا باستعادة مرتفعات الجولان وهي هضبة تطل على دمشق من جانب وعلى بحيرة طبرية من جانب آخر احتلتها إسرائيل في حرب 1967.وندد وزير الإعلام السوري محسن بلال بوضع إسرائيل لأي شروط مسبقة.وقال بلال لقناة تلفزيون الجزيرة التلفزيونية “هذه الشروط سلفا مرفوضة واصطلاح التنازل المؤلم أيضا مرفوض لان السوريين يطلبون حقهم.»ولم يقل اولمرت علانية إن إسرائيل ستعيد كل الجولان. وكان اولمرت أمضى في الآونة الخيرة عطلة في مرتفعات الجولان.لكنه تحدث عن “تنازلات مؤلمة” سيتعين على إسرائيل تقديمها في أي اتفاق مع سوريا يتعلق بالأرض مقابل السلام.وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني في تكرار لتصريحات أمريكية انه ينبغي لسوريا أن “تنأى بنفسها تماما” عن العلاقات “المثيرة للمشاكل” مع إيران.وأضافت للصحفيين أنه يتعين على سوريا أيضا أن تكف عن “دعم الإرهاب.. حزب الله و/حركة المقاومة الإسلامية/ حماس” وهما جماعتان تنالان الدعم أيضا من إيران.وقال ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الذي كان رئيسا للوزراء وشارك عام 2000 في محادثات مع سوريا استضافتها الولايات المتحدة والتي فشلت بسبب قضية مرتفعات الجولان ان على الجانبين تقديم “تنازلات مؤلمة».وفي أول رد فعل علني على المحادثات الاسرائيلية السورية قالت الولايات المتحدة انها “لا تعارض” اجراء محادثات لكنها كررت انتقادها لسوريا بسبب “ دعم الارهاب».وتعتبر الولايات المتحدة واسرائيل حماس منظمة ارهابية. وتعارض حماس التي سيطرت على قطاع غزة في يونيو حزيران الماضي محادثات السلام بين اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي تأمل واشنطن ان تسفر عن اتفاق بحلول نهاية العام.وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في تصريحات في الضفة الغربية المحتلة انه لا يشعر بالقلق من ان تسعى اسرائيل للسلام مع سوريا على حساب إحراز تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين التي تجرى بوساطة أمريكية.وقال فياض للصحفيين ان القلق سيبدأ في حالة عدم سير العملية السياسية بين الاسرائيليين والفلسطينيين بالسرعة الضرورية.وعبر عن أمله في تحرك مسارات أُخرى وعلى نحو جيد.وقال أولمرت ان مسار السلام الجديد مع سوريا سيكون طويلا ومعقدا.واظهر استطلاع تلفزيوني للرأي أن 70 في المئة من الاسرائيليين يعارضون اعادة الجولان كما ترى أغلبية أن اولمرت يستغل المحادثات لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية.وكتب الصحفي يوسي فيرتر في صحيفة هاارتس قائلا “الكل يعلم أن اولمرت يريد أن يختتم فترة حكمه بانجاز دبلوماسي لا اجرامي. والسؤال هو أيهما ستأتي أولا...لائحة الاتهام أم معاهدة سلام.»وقال ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي وزعيم حزب العمل وهو حزب يسار وسط ان السلام مع سوريا لا يمكن ان يتحقق الا من موقف قوة وثقة بالنفس.وقبل ثمانية أشهر قصفت مقاتلات اسرائيلية ما وصفه مسؤولون أمريكيون بمنشأة نووية من تصميم كوريا الشمالية في سوريا.وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم لرويترز ان اسرائيل كشفت أنها مستعدة لاعادة الجولان مضيفا أنه من دون هذا الالتزام فلا يمكن اجراء مفاوضات.وانهارت آخر محادثات سلام سورية اسرائيلية التي حضرها باراك في شبردزتاون بولاية وست فرجينيا الامريكية بسبب خلاف على السيطرة على شواطيء بحيرة طبرية التي تطل عليها المرتفعات والتي تحصل منها اسرائيل على جانب كبير من مياهها.ومن بين منتقدي اولمرت الكثيرين في الداخل هدد أنصار 18 ألف مستوطن يهودي في الجولان بضرب ائتلافه الحكومي الهش اذا حاول التخلي عن الجولان.وتساءل آخرون علنا ان كان الهدف من توقيت الاعلان هو تحويل الانتباه بعيدا عن مشاكل اولمرت مع الشرطة. وستستجوبه الشرطة مرة ثانية غدا الجمعة للاشتباه في تلقيه رشى من رجل أعمال أمريكي.وقال اولمرت انه سيستقيل اذا وجه له الاتهام رسميا.