اثمار هاشم لست أول من تناول ظاهرة التسول ولن أكون الاخيرة فالكتابة عن التسول ستستمر ما استمرت هذه الظاهرة، كما أننا لن نخوض في الحديث عن الدراسات والاحصائيات التي اجريت لمعرفة عدد المتسولين في اليمن لأن هذه الاحصائيات غالباً غير دقيقة، فالتسول ظاهرة موجودة، ويمكن حصر اسبابها في عاملين أساسيين الفقر والبطالة.على أنني في هذه التناولة ساطرق الموضوع من جانب آخر فقد اصبح الواحد منا لايكاد يسير خطوة حتى يجد متسولاً أو أكثر واذا ما تحركت مشاعر شخص ما تجاه متسول وليمد له يد المساعدة حتى يجد نفسه محاطاً باعداد كبيرة من المتسولين من كافة الاعمار ولايدري من أين أتوا، هل هبطوا عليه من السماء! أم أن الأرض أنبتتهم فجأة وهكذا يظل اولئك المتسولون يتجاذبون ذلك الشخص المسكين الذي اعطى زميلهم من كل جانب حتى يصبح في وضع لايحسد عليه من نظرات المارة ، فإن اخذ كل متسول حقه انفض الجمع من حوله اما اذا رفض ان يعطيهم فالويل كل الويل له فتلاحقه السباب والشتائم بكافة انواعها.وفي كل الاحوال فإن دافعي الشخصي وراء كتابة هذا المقال بعض الملاحظات الشخصية والمعلومات التي حصلت عليها من أناس ذوي ثقة عن هؤلاء المتسولين والذين على أساسها يمكن تقسيم المتسولين إلى ثلاثة مجاميع كالآتي :ـالمجموعة الأولى نجدها تتخصص بالعيادات الطبية الخاصة فإذا حدث واضطرتك الظروف للذهاب إلى واحدة من تلك العيادات كمريض أو مرافق فانك طوال الوقت الذي تنتظر فيه دورك للدخول للطبيب يمر عليك انواع شتى من المتسولين يردد كل واحد منهم عبارات معينة يحفظها عن ظهر قلب بل ان بعضهم يحمل بين ذراعيه طفلاً مدعياً مرضه ويظل يستجدي المرضى ويهز الطفل النائم الذي لايستيقظ فتدرك حينها ان ذلك الطفل اعطي مادة منومة وهكذا تتكرر هذه المشاهد في اكثر من عيادة طبية وتتكرر وجوه المتسولين.أما المجموعة الثانية فهم من المتقاعدين وقد يبدو هذا الكلام صادماً للكثيرين ولكنها الحقيقة فهناك بعض الموظفين المتقاعدين الذين يستلمون رواتبهم التقاعدية بانتظام فهل من المعقول ان يستغل رجال كبار في السن شيخوختهم لاستدرار عطف الآخرين فهل ملوا من الجلوس في بيوتهم ولم يجدوا سوى التسول مهنة اخرى لشغل اوقات فراغهم الطويلة ولكسب مزيد من المال لحظتها ماذا قد يتبقى لاولئك الذين لايستلمون معاشات تقاعدية الذين يسحقهم الفقر والبطالة؟!أما المجموعة الاخيرة من المتسولين التي انتشرت بشكل لافت للنظر في الآونة الاخيرة فهم بكل أسف من الفتيات اللاتي تراهن يقفن في زوايا معينة أو شوارع محددة وهن بكامل أناقتهن ويتوجهن للرجال فقط ولايقتصر طلبهن على الحصول على بعض النقود بل يمتد الأمر إلى طلب دعوة للعشاء وهنا الطامة الكبرى لأن لاولئك المتسولات لايجدن حرجاً في أن يتحرشن بالرجال أو العكس الأمر الذي قد يفضي إلى انتشار سلوكيات لا أخلاقية في المجتمع وهكذا نجد انفسنا بين حين وآخر امام مجاميع جديدة من المتسولين المشكلة الحقيقية تكمن في اننا لم نعد نستطيع التمييز بين الشخص المحتاج الذي لم يجد غير التسول وسيلة لسد خواء معدته وبين الاشخاص الذين يتخذون من التسول مهنة حقيقية للتكسب.فمتى تتحرك الجهات المعنية لوقف هذا السيل المتدفق من المتسولين الذين ينتشرون في كل مكان وتنتشر معهم ظواهر وسلوكيات قد لانستطيع ان نجد لها حلاً.؟!
التسول الظاهرة والحل
أخبار متعلقة