تونس / متابعات : اختارت الرسامة التونسية آمال زعيم التي أقصيت هذا العام من معرض اتحاد الفنانين التشكيليين بتونس احد ابرز الأحداث الثقافية في البلاد ان تعبر عن رفضها لظلم وقهر مستمرين يسيطران على الحياة في الأرض بمعرض يتضمن 55 لوحة ذات أشكال دائرية.ويستمر بالمركز الثقافي ابن رشيق بالعاصمة تونس معرض»تسابيح» للرسامة زعيم بعرض لوحات تحاول فيها الانعتاق من شرور وظلم الأرض الى عدالة وإنصاف السماء معتمدة في ذلك على الشكل الدائري في كل الرسوم.وقالت زعيم مفسرة لوحاتها «الشكل الدائري يجعل العين تتنقل بحرية في عوالم كونية أخرى والدائرة تحيل إلى انقلاب مستمر وهو ما اشعر اني بحاجة إليه».وطغت على اللوحات المعروضة ببهو المركز الثقافي الألوان الزاهية ولم يغب منها سوى اللون الأسود.لكن الرسامة تقول ان حضور الألوان الزاهية يشير الى تفاؤلها بعالم اقل سوادا وأكثر إنصافا مهما كان الأمر مجهولا.وتفسر زعيم التي سبق ان قدمت أكثر من 23 معرضا شخصيا و32 معرضا جماعيا سيطرة اللون الأصفر والبنفسجي على لوحاتها بأنهما يحيلان إلى الصفاء والروحانية والأمل والنجاح المنشود في السماء.فالألوان في الأرض بحسب رأيها قاتمة وداكنة بسبب تلوث الأفكار والمحيط.ومن بين اللوحات المثيرة للانتباه لوحة تتراكم فيها ألوان زاهية في فوضى خلاقة وتتوسطها صورة ميزان تعبيرا عن عدالة مفقودة في الأرض وأخرى منشودة في السماء.وخلف إقصاء زعيم هذا العام من معرض اتحاد الفنانين التشكيلين بتونس استياء عميقا في نفسها وقامت آنذاك بانجاز معرض مواز سمته «احتجاج».ورفضت مشاركة زعيم في معرض اتحاد الفنانين التشكيليين بدعوى عدم امتلاكها لدبلوم في الفنون التشكيلية وهو ما رأت فيه إقصاء غير مبرر معتبرة ان الفن موهبة وأكبر من ان ينحصر في مجرد دبلوم.واتهمت آنذاك منظمي المعرض بمحاباة المقربين منهم.وتروي الرسامة بحرقة «تعبت من الأرض..أحسست بذلك لما أقصيت من ذلك المعرض لكن اكبر قهر وتعب في حياتي كان حينما أحرقت عشرات اللوحات لي من قبل شخص قريب لي».وكشفت ان لوحاتها التي أحرقت في عام 2006 كانت حول إعصار تسو نامي وحول ما يجري في العراق من دمار ونهب واحتلال.وتقول زعيم «الفن سلاحي ووسيلة تعبيري لذلك صمت عن الظلم قبل انطق بفني عبر لوحاتي التي هي جزء من كياني».وتبرز اللوحات الدائرية المعروضة بوضوح توق الرسامة إلى الانعتاق من عالم مقيد إلى آخر مفتوح حيث تغيب الأشكال المغلقة وتتغير بخطوط مفتوحة ومتقطعة.