صنعاء / سامي العمري : اقتحمت لعبة الكيك بوكسينج بقوة الساحة الرياضية اليمنية من خلال اول بطولة نظمها الاتحاد العام للملاكمة والكيك بوكسينج في يوليو الماضي , واجمع الفنيون والمراقبون على قوتها بالرغم من انها الاولى على مستوى اليمن وهذا مالم يحدث في بداية ألعاب كثيرة, سيما وهي لم تكسب بعد قاعدة واسعة بين الرياضيين. ويسمع الكثيرون عن لعبة الكيك بوكسينج الا انهم لايعرفون عنها شيء خصوصا وانها حديثة العهد في اليمن حيث دخلت رسميا العام الماضي عندما ضمت بقرار وزاري لاتحاد الملاكمة , وهي لعبة تشبه لعبة الملاكمة مع استخدام الركل بالرجل في مواضع محددة , وتقام منافساتها على نفس حلبات الملاكمة. ويستغرب البعض عندما يعلم ان اللعبة حققت انجازات عالمية باسم اليمن قبل ان يعترف بها محليا وهو مالم تحققه ألعاب أخرى لها تاريخ طويل محليا , حيث احرز علي داوود المركز الثاني والميدالية الفضية لبطولة العالم التي اقيمت في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1999م ليصبح وصيف بطل للعالم في وزن 60 كجم, كما احرز الكابتن عبد العزيز الوصاب المركز الثالث والميدالية البرونزية لوزن 68م في بطولة العالم عام 2002م بمرسيليا في فرنسا . وفي استطلاع سابق اجرته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) أجمع اللاعبون المشاركون في أول بطولة للكيك بوكسينج على ان الفضل في دخول وانتشار لعبة الكيك بوكسينج بين الاندية اليمنية في بعض محافظات الجمهورية الى عدد من محبي ورياضيي اللعبة, إلا انها مازالت تعاني الكثير في طريق ايجاد قاعدة كبيرة لها , ويعتبر البطل الدولي للعبة الكابتن علي داوود السوادي النائب الحالي لرئيس الاتحاد العام للملاكمة والكيك بوكسينج لشؤون الكيك بوكسينج مؤسس اللعبة في اليمن. وتعرف نائب رئيس الاتحاد داوود ممثل الاتحادات العالمية للعبة الـ(WPKA) و (WKA) و (WAKO) في اليمن على هذه اللعبة أثناء دارسته الجامعية في الجزائر فاعجب وتعلق بها ليصبح بطل الجزائر للكيك بوكسينج في وزن تحت 60 كجم لثلاثة اعوام متتالية 97 - 98 - 1999م عندما كان يلعب لنادي سنقوقة بالجزائر . ومنذ ذلك الحين يسعى نائب رئيس الاتحاد داوود جاهدا الى نشر اللعبة على المستوى المحلي حتى تم الاعتراف بها رسميا العام الماضي بقرار وزاري قضى بدمجها مع لعبة الملاكمة في اتحاد واحد تحت مسمى الاتحاد العام للملاكمة والكيك بوكسينج . وعن بداية دخول اللعبة وانتشارها يقول داوود الحاصل على لقب بطل النزال الاحترافي الدولي عام 2003م في البطولة التي نظمها الاتحاد الجزائري بمشاركة أبطال عالميين انه عمل على نشر اللعبة منذ اجازته الصيفية لليمن عام 1995م حيث درب في البداية بعض اللاعبين في الحديدة امثال الكابتن عادل احمد سعيد مدرب فريق الكيك بوكسينج بنادي هلال الحديدة حاليا والذي قام بدوره بنشر اللعبة من خلال تدريبه لبعض اللاعبين منهم مدرب اللعبة الحالي لنادي شباب الجيل خليل الاهدل الذي حل فرقه وصيفا لبطولة الصالح المفتوحة الاولى التي نظمها الاتحاد منتصف يوليو الماضي , وهي أول وآخر بطولة ينظمها الاتحاد حتى الان. وأضيف نائب رئيس اتحاد الكيك بوكسينج داوود في حديثه لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) انه درب عدداً من اللاعبين في صنعاء منذ استقراره بها عام 2004م حيث درب في نادي الوحدة واندية رياضية خاصة, كما قام بارسال افضل لاعبيه الى بعض الاندية بالمحافظات في محاولة منه لنشر اللعبة من هؤلاء نصر العبدلي الذي اسس اللعبة في حجة عبر نادي نصر حجة والكابتن فهد الحيدري الذي درب نادي الشرطة الفائز ببطولة الكيك بوكسينج آنفة الذكر وكذا سند سالم جحاف تلميذ نائب رئيس الاتحاد داوود ومؤسس اللعبة في البيضاء . وعن مايقوم به الاتحاد حاليا لنشر اللعبة أفاد داوود ": انه يسعى كمؤسس للعبة والمسؤول الاول عنها في اليمن الى نشر وتوسيع قاعدتها عبر دورات تدريبية وتحكيمية ، وانه تم مراسلة مكاتب الشباب والرياضة بمحافظات ذمار وتعز واب لاعتماد مدربين للعبة يتولى الاتحاد تأهيلهم ". ولفت الى انه تعرف مؤخرا على مدرب مخضرم للعبة كان يعيش في بريطانيا ويقيم حاليا بعدن هو وجيه عبدالله محمد مدرب نادي شمسان حاليا ويعمل كمدرب وحكم , وتم الاتفاق معه على نشر اللعبة وتدريبها بأندية محافظة عدن كما تم التواصل مع صالح بانصر الذي أبدى استعدادا وتحمسا كبيرين لنشر وتدريب اللعبة بحضرموت وكلاهما شاركا في البطولة الماضية كمدرب وحكم. وأضاف داوود ان البطولة المحلية الاولى التي شارك فيها اكثر من 40 لاعبا يمثلون 6 أندية من 5 محافظات خاضوا 40 نزالا تمثل الانطلاقة الحقيقية والفاعلة للعبة حيث اظهرت نجاحا كبيرا لم يسبق له مثيل في بداية انتشار أي لعبة بشهادة الجماهير والمراقبين المتابعين. وحول عدم اقامة بطولات منتظمة للعبة أشار داوود الى ان السبب هو شحة الموارد والاعتمادات المالية للعبة بشكل خاص وللاتحاد عموما ، منوهاً الى وجود عجز في الحكام والمدربين , وبدا ذلك واضحا في البطولة الماضية حيث كان مدربو الفرق المشاركة هم أنفسهم من يحكمون مباريات البطولة. وأشاد نائب رئيس الاتحاد بالجهود التي تبذلها اللجنة الاولمبية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة في الاعتراف باللعبة ومساهمتهما في نشرها بالاضافة الى تسهيل مشاركاته الخارجية التي حقق فيها انجازا عالميا باسم اليمن . من جهته يعترف رئيس الاتحاد العام للملاكمة والكيك بوكسينج الدكتور حميد المطري بوجود قصور في نشر اللعبة بين الأندية من مختلف لمحافظات , مشيرا الى ان العائق الرئيسي لانتشار اللعبة هو الاعتمادات المالية، لافتا الى ان الاتحاد قدم خطة متكاملة الى وزارة الشباب والرياضة وفي حال اعتمادها ستشهد اللعبة ازدهارا كبير. قال المطري ان الخطة تقتضي بنزولاً ميدانياً لمدربين اكفاء الى بعض المحافظات للتدريب حتى يوجد المدرب البديل من نفس المحافظة الذي يقوم بدوره في تدريب ابناء محافظته بالاضافة الى اقامة دورات تدريبية وتحكيمية للعبة بالتعاون مع اللجنة الأولمبية الوطنية والادارة العامة للتدريب والتأهيل بوزارة الشباب والرياضة، مبديا استعداد الاتحاد لدعم جهود أي محافظة تتبنى نشر اللعبة. ويشير رئيس الاتحاد الى ان الخطة المقدمة تسير على خطى لعبة الملاكمة حيث تم توسيع انتشار الملاكمة من 5 محافظات الى 13 محافظة إلا ان الدعم المقدم للعبة مازال كما هو للمحافظات الخمس فقط بالرغم من تلقي اتحاده طلبات من اكثر من محافظة لاعتماد اللعبة . وأردف المطري قائلا "الدعم لا يغطي احتياجات اللعبة كالحلبة والادوات الرياضية المكلفة وتكاليف انشطتها".. متمنيا دعم الوزارة للعبتين في اطار الاتحاد الواحد لما لهاتين اللعبتين من شعبية وحماس كبيرين.