صـباح الخـير
كل شعوب الارض تعيش اليوم ازمة حادة ولو بدرجات متفاوتة من بلد الى آخر، والكل يجتهد للبحث عن مخرج من عذابات البشر التي بدأت منذ ظهور الدول في فجر التاريخ واستمر حتى يومنا هذا، وفي هذا وحده يكمن جوهر الصراع الحقيقي المفضي الى سلام دائم بين شعوب الارض ومستغليهم في العصر الراهن بعيدا عن صراع الاديان والعقائد والايديولوجيات، التي جاءت العولمة لتبشر به بهدف قلب حقائق التاريخ وحقيقة الصراع.ولأن الثروات تصنعها الشعوب بدمها وعرقها فلابد ان تعود بالفائدة عليها، حيث يعيش الجميع حياة كريمة وعزيزة، وبدلا من الخصخصة التي جرى من خلالها تحويل الثروة العامة الى ثروة خاصة، ينبغي ان يبقى نضال الشعوب متوجها لاقامة شكل امثل من العدالة في توزيع الثروة الاجتماعية فذلك وحده كفيل بوضع حد للتناحر والمنازعات القائمة، وهذا الامر وحده كفيل بانهاء الفقر والبطالة، بين مختلف شعوب الارض، ومن شأنه ايضا ان يضع حدا لسباق التسلح وافتعال الحروب واعمال القرصنة والغزو مرة واحدة والى الابد.وهذه هي الحلقة المفقودة في سياق البحث عن جوهر وحقيقة عالمنا المعاصر ورسم صورة المستقبل المنشود للانسان على الارض وهذا بدوره لن يلغي التنافس والمغايرة والتمايز والابداع في نشاط الناس وفي تدافعهم لصناعة الافضل والاجمل لكل الناس، وستنتفي بالضرورة نزعات التعصب العرقي او المذهبي والقومي، بل وسيسقط الى الابد كل تناقض مفتعل وكل صراع وهمي لايمت الى الصراع الحقيقي بصلة.فالحاجات والمصالح والاهداف المشتركة هي التي ستوحد الشعوب والدول المستضعفة ضد جلاديها ومصاصي دمائها وحتى جيوش الدول المهيمنة المتحكمة بالعالم يمكن ان تنتقل الى جانب الشعوب في لحظات الحسم التاريخي، لانها هي الاخرى مشمولة بالظلم والطغيان، ومحرومة من كل حقوقها الانسانية.نحن نعرف ان ذلك قد لايتحقق على مدى زمني منظور وقصير، ولكنها ستتحقق حتما باعتبارها صيرورة طبيعية، وتتفق مع فطرة الانسان الحر بطبعه، والذي ينشد حياة آمنة ومطمئنة للجميع بعيدا عن السيطرة والهيمنة والطغيان على الآخر، وباعتبار العدل سمة اصيلة في حياة كل البشر، وكل نضالات البشر فيما مضى اوهي مقدمة لما سيأتي لاحقا، والتاريخ حلقات متصلة ومتتابعة، ولااحد يملك تعسف التاريخ الى مالانهاية، والعالمية او العولمة هي سلاح ذو حدين بين قوى الشر وقوى الخير وكذا وسائل الاتصالات والتكنولوجيا بوجه عام، يمكن ان تقرب زمن الانعتاق من الاستبداد والاستغلال في العالم.وعلى مدى وعي الشعوب بحقوقها وتنامي قدراتها واهليتها التاريخية، يكون موعد الخلاص اقرب، واللعب على ورقة الارهاب ايضا لن يؤجل الامر كثيرا وزمن الاستعمار ولى منذ زمن ولن ينجح الغزاة الجدد في تحقيق اهدافهم في ابتزاز الشعوب الاخرى.فلنبحث عن اكثر من حلقة مفقودة، وننقب عن الحقيقة المغيبة ، لنكون ما نريد.