الشاعر الغنائي والشخصية الوطنية المناضلة علي حسن حيدرة في مرحلة الكفاح المسلح
أجرى اللقاء/ عبدالله عوض البيتيفي إطار احتفالات شعبنا اليمني بأعياد الثورة اليمنية والذكرى الـ 41 لعيد الاستقلال الوطني الـ 30 نوفمبر التقت الصحيفة الشاعر الغنائي والشخصية الوطنية المناضلة البارزة علي حسن حيدرة ليسلط الأضواء عن نضاله التاريخي أيام الستينات :[c1]- حدثنا عن دورك النضالي قبل وبعد 1967م؟[/c] - التحقت بالعمل السري ضمن حركة القوميين العرب في بداية الستينات وبالتحديد يوم الجمعة 11 نوفمبر 1961م وكان أول اجتماع في منزلي بقرية الدرجاج لأن كان لي مسكن منفصل عن الأسرة وكنت أنا ومجموعة مكونة من الأخوة عبدالله قديش والمرحوم حيدره سعيد اللحجي وصالح أحمد النينوه، ثم التحق بنا المناضل عبدالقادر سالم، وأحمد عطاش، والمرحوم سعيد ناصر سنان والمرحوم سعيد عبدالله جرادي وغيرهم وعندما كثر العدد تشكلت خلية أخرى ثم خلايا متفرقة وكان البعض لا يعرف عن الآخر إلا نادراً، لأن العمل كان سرياً جداً، وبعده ذلك إلى الجبهة القومية عند انطلاق الثورة في 14 أكتوبر من جبال ردفان كانت مهماتنا قبل الثورة وفي الاجتماعات.[c1]- ماهي المهام الذي كلفت بها أثناء نضالك التاريخي ؟[/c]
- في ذات ليلة عدت إلى مسكني كعادتي وإذا به يوجد صندوق خشبي عندي دون أن أْعلم بذلك وبعد فترة من التفكير إذا بصالح أحمد النينوه، وعبدالله قديش، وحيدره حسن دحه يدخلون على البيت ويسألوني أين كنت، ثم أخبروني بما في الصندوق وقررنا إدخاله البيت (المنزل) قبل فتحه ولم نستطع لأنه كبير، كبي أمام منزلي فاستغربت ذلك، لأنه لم يكن ثم قمنا بخلع الباب مع القوائم وعند فتحه وجدنا فيه بوازيك وألغام وقنابل يدوية ومتفجرات أخرى متنوعة وقد بقي عندي فترة ما يقارب أسبوع، جاء عبدالله قديش، وصالح أحمد النينوه وقالاتي سوف يأتي إليك بعد المغرب من كل ليلة صالح عبدالله أمعو سجي وقاما بإخراج السلاح إلى منطقة عابر فاخرجنا بعض الأسلحة على ظهورنا والبعض الآخر على جمل (داخل جواني فيها حشيش (شجر) الغرض من ذلك التدريب عليه دخلنا مدينة زنجبار أبين وأستولينا عليها وبعد ذلك انتهى كل شيء.- كونك أحد مؤسسي نادي شباب الدرجاج والرعيل الأول لكرة القدم كيف نشاهد هذا الصرح الرياضي العريق مع ذكرى التأسيس؟- تأسس نادي الدرجاج في عام 1957م عبر الحملة الثورية الواسعة لحركة القوميين العرب لتوعية الجماهير والاهتمام بالشباب على طريق أعدادهم لانخراط في العمل الشعبي ومن ثم الكفاح المسلح وكان أول مقر في السوق ثم منزل حسين أحمد وأخيراً انتقل إلى الوحدة الصحية بدعم من القيادة السياسية آنذاك ومشائخ ومثقفين نقدم مجموعة من شباب وأعيان وشخصيات اجتماعية وطلاب المدرسة الابتدائية في منطقة الدرجاج وزملائهم الدارسين في المدرسة المتوسطة زنجبار آنذاك بلغ 74 طالباً ومدرساً وشخصيات اجتماعية الشديد والمنحة في إقامة وتأسيس الصرح الرياضي الذي ظل شامخاً حتى يومنا هذا.يوم التأسيس والافتتاح دعت اللجنة المكلة وتأسيس وإشهار النادي، كل شاب وطلاب وشخصيات اجتماعية من خارج وداخل منطقة الدرجاج وقد تقاطر وهرع إلى موعد الاجتماع حشد كبير على مختلف مستوياتهم المهنية والفكرية العمر وفي هذا اليوم دشن الاحتفال بمناسبة التأسيس، فقد تدافع المواطنين لتسجيل أسمائهم بالإنتساب كأعضاء فيه وفي هذا الاجتماع.[c1]نداء لأحرار الجنوب[/c]اما القصيدة الثالثة الذي قالها الشاعر والمناضل علي محمد حسن بعد اندلاع الثورة واشتداد الكفاح المسلح - قصيدة بعنوان إلى حوار الجنوب يدعو فيها كل أهل الجنوب ويعاقب أولئك الذين لم ينخرطوا في صفوف الثورة قائلاً:[c1]أيها الأحرار في أرض الجنوبمالكم بالله دائم صامتيــــن أن هذا الصمت من شر العيوب أنه والله نصر الشامتيـــــــنليس هذا وقت صمت أو هروببل كفاح ضد قوم غاصبين في الجزائر نار صبوها صبوبواصبحو قادة فرنسا جاثمينكم معارك كم وقائع كم حروب زاد سته أشهر على السبع السنين حتى صار النصر بعد القصوب[/c]يقصد بها الشاعر على محمد حسن إلى التذكير بثورة الجزائر والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الجزائري حتى نال حقه في الحرية والاستقلال وهو بذلك يريد من الآخرين أن يتأسوا بمن سبقوهم في دفع الفدية وثمن الحرية.
أما المقطع الثالث من القصيدة قائلاً:[c1]أنظروا ردفان كم خاض الحروب كم خسائر كبدوها المعتديننجم لستعمار مائل للغروبويلهم يالويل من به ماسكينحانت التوبة لمن هو بايتوب شعبنا يصفح ويعفو التائبين[/c]
في تلك المقطع يتذكر بصمود، ردفان وعظمته مبشراً بقرب الانتصار محرزاً من يقف إلى صف الاستعمار لأن يوم الهزيمة آت والنصر قريب.- كما نعرف عنك أنك شاعر غنائي.. كيف تصف لنا ذلك ويا حبذا إذ تذكر لنا بعض مقاطع من قصائدك؟- نعم عندي محاولات شعرية كثيرة وطنية وعاطفية وقد غنى لي المرحوم الفنان محمد صالح العزاني ساعة ما نظرتك..ومن ظلم لابد يظلم وغيره.أما محاولاتي الشعرية في مرحلة الكفاح المسلح فهي قوم يا ابن الجنوب هذه القصيدة لحنها وغناها الفنان فضل محمد الكريدي مطلعها يقول:[c1]شد عزمك قوم يا أبن الجنوبقوم سيب الخوف منك والهروبإن ذا الاهمال من شر العيوبلا متى تصبر على حكم الدخيلإن أرضك يا أخي بك تستغيثشوف لستعمار في أرضك يعيثجاء تجاري اليوم قد أصبح وريثوانت صابر يا أخي عايش ذليل(القصيدة لم تكتمل كتابتها عفواً)[/c][c1]أما القصيدة الثانية: إليك يا ابن الجنوب[/c]وهذه القصيدة إلى جانب قصائده الأخرى موجهة للشعب لتحريضه على الانتفاضة والثورة على المستعمر معدداً مثالية سيا ساتة مستغرباً عن الصمت عن ذلك واصفاً اياه بالرافد ومعاتباً له على ذلك حيث يقول :إليك يا ابن الجنوب دي عشت صابرعلى هـــذه المآسي والمحنيروح العام يأتي العام ثانيوعقلك في رقاده ما ذهـــنترى الأحداث دائم في بلادككأنك ليس تعرف ضد مــــن ترى الإرهاب في كل الأماكنترى الحسرات يتلوها شجن.وفي الاجتماع تم انتخاب هيئة إدارية للنادي وتوزيع المهام بينهم وكانت النتيجة كالآتي:1 - المرحوم المناضل الشهيد حيدره سعيد سالم رئيساً.2 - المناضل صالح أحمد النينوه.3 - المرحوم المناضل الشهيد الشاعر محمد عبدالرحمن هشوش مسؤولاً ثقافياً.4 - المناضل عبدالله قديش مسؤولاً رياضياً.5 - المرحوم المناضل صالح أحمد سنان مسؤولاً للعمال .6 - المناضل الشاعر علي محمد حسن مسئولاً عن النشاط الداخلي.7 - المرحوم المناضل حيدره حسين أمبريص مسؤولاً عن النشاط الخارجي.[c1]بطاقة تعريف:[/c] الاسم الكامل : علي محمد حسن حيدره وراد ، من مواليد الدرجاج مديرية خنفر محافظة أبين تاريخ الميلاد 1935م، متزوج و أب لولدين، غسان علي محمد حسن ، وزاهر علي محمد حسن تلقى دراسته ثاني أبتدائي قديم ولم يكمل دراسته لظروف معيشية أثناء طفولته ولكن لم يعيش سعيداً كباقي الأطفال حيث توفى والده وهو في المهد ولم يترك لهم من حطام الدنيا أي شيء يعينه في طفولته وكفلته أمه وربته احسن تربية (حتى بلغ أشده! ثم أنتقل من مسقط رأسه الى منطقة اخرى (الحصن) بحثاً للعمل فعمل هناك معاونا ً صائغ فضة عندالمرحوم محمد أبوبكر المسلماني بأجر يومي قدره شلن واحد وهنا بدأت مرحلة جديدة من حياته حيث لا زال جو الدراسة يخطر على باله فعمل على تثقيف نفسه من خلال ما يوفره من مصروفه الشخصي لشراء بعض الكتب و المجلات والصحف وهذه كانت الوسيلة الوحيدة التي كان يتعلم منها المناضل علي حسن وكان عندما لم يجد ما يقرؤه كان يستمع إلى الراديو واكثر ما كان يتأثر بأغاني فريد الأطرش فعند بث أى أغنية من أغاني فريد الأطرش يقوم بتدوينها كتابة وكانت هي مدرسته الأولى في تعلم فن الشعر الغنائي حيث كان في البداية يكتب كلمات يقلدها من أغاني فريد الأطرش وهكذا استمر لاستماع الى الراديو وبدأ يكتب المحاولات الشعرية شغف المناضل علي محمد علي الأطلاع حتى ان تكون الوعي الثقافي وتطورت موهبته الشعرية .. وأصبح يدرك الأمور ويتحسسها بل ويتفاعل معها بحل هذا التفاعل على شعره فتراه يقف مع نكبه فلسطين في 1948م أصبح إطلال إنسان مازال يحمل قلب شاعر وذاكرة مناضل . له مؤلفات من الشعر جاهزة للطباعة.ربما يّصدر ديوان الشعر في وقتاً لاحق كان شاعرنا من أوائل المناضلين والثوار المنخرطين في صفوف الجبهة القومية بل و كانت تسند إليه الكثير من المهام سواء كان بنقل الرسائل و المعلومات من وإلى مركز القيادة في تعز او أستلام وتخزين الأسلحة وتوزيعها وتدريب المقاتلين عليها في جميع المناطق سواء كان منطقة الدرجاج و الحصن وباتيس ، وجعار لكن العمل بسرية تامة .