( 14 أكتوبر ) تناقش قضايا "ثقافة حمل السلاح في اليمن"
صنعاء / متابعة / فريد محسن عليظاهرة حمل السلاح هي شريك في انتشار الجريمة لذلك تم إصدار قانون ينظم حمل السلاح لما له من ضرورة ملحة في عملية تنمية المجتمع بشكل مدني، وقد حققت الأجهزة الأمنية في هذه الخطوة نجاحات كبيرة والتي كان من نتائجها اختفاء المظاهر المسلحة من داخل الأمانة وبقية المدن الرئيسة كخطوة أولى ولأننا في الصحيفة نفتح ملف حمل السلاح في اليمن، فقد حبذنا أن الخوض في هذا الموضوع من زاوية أخرى.. وإزاء ذلك وجهنا عدداً من الأسئلة لمجموعة من المثقفين فحواها يتعلق بثقافة السلاح وارتباطها بالعادات والتقاليد وماذا تعني مظاهر حمل السلاح في حياة اليمنيين؟ وما مستقبل اليمن في ظل ثقافة السلاح؟ وغيرها وكانت الحصيلة كما يلي:[c1]من ثقافة إلى أداه للجريمة[/c]وكانت البداية مع الدكتور/ محمد الخامس المخلافي نائب رئيس الجامعة العربية الذي وصف ثقافة السلاح بأنها فعلا ارتبطت بعادات وتقاليد اليمنيين منذ القدم وكان حمل السلاح يشكل التباهي وكما يعتقد البعض بأنه مكمل للرجولة والشجاعة إلا إن الآية انقلبت وتحول السلاح إلى أداة للجريمة.وينتقد المخلافي من يدعون اليوم بان السلاح جزء من تكوين الشخصية وقال "الشخصية واكتمالها لا بقطعة السلاح الناري أو غيرة، الشخصية تكونها الثقافة والسلوك الحضاري عدا ذلك يعتبر جهلا وعودة إلى القرون الوسطى إن صح التعبير وأصبح السلاح مظهرا مقيتا وانتشاره وحمله أدى إلي ارتكاب الكثير من الجرائم وإقلاق لسكينة المواطنين فثقافة السلاح يجب إن تندثر واليمنيين معروفين بعاداتهم وتقاليدهم النبيلة وجهم للحياة ويجب التسلح بالعلم بدلا عن السلاح. [c1]لبناء الدولة اليمنية الحديثة[/c]في مقابل ذلك يستهجن الأستاذ/ عبد الله عمر الزبيدي، هذه المظاهر التي لا تمت بمدنية الحياة التي يسعى إليها الجميع وهي المجتمع المدني التي تترسخ شكلا ومضمونا في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية. وأضاف يقول بأن القرار الجديد لمنع السلاح خطوة نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة، وتطبيقه حتما سيوفر المزيد من الطمأنينة لرؤوس الأموال المستثمرين ، ونتمنى إن لا يفقد القرار قوته لان تطبيق القرار مطهر مدني يعكس مدى الوعي الذي وصل إلية مجتمعنا. [c1]نرنو إلى يمن مشرق[/c]أما الأستاذ صالح مطهر دشيله فيقول أن تطبيق قانون تنظيم حمل السلاح جاء نتيجة لعدة عوامل فرضت نفسها من أبرزها أن القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية دعت إلى الاستثمار في بلادنا وإلى تشجيع السياحة ودعمها، ووجود المظاهر المسلحة في الإحياء والطرقات داخل المدن وحتى خارجها عكس نوع من الاشمئزاز والخوف عند الزوار، ضف إلى ذلك أن قضايا القتل أسبابها الحقيقية تتمركز في حيازة السلاح ومشكلات كثيرة انعكست على واقع التنمية والحياة الاجتماعية عموما ومستقبل ثقافة السلاح على المدى البعيد واضح للعيان أي أن اليمن لن يسودها الاستقرار والنهوض بالتنمية مادامت هذه الثقافة هي السائدة، لذلك نحن نرنو إلى يمن مشرق خالي من الفوضى وانتشار الجريمة والمعرفة لمواكبة تطورات العصر.[c1]ثقافة السلاح شوهت الحياة المدنية[/c]ويخشى أكثر ما يخشاه الأستاذ عدنا ن علي العامري عندما تحدث عن ظهور الوساطات والاستثناءات في تطبيق قرار منع حمل السلاح الأمر الذي سوف يؤدي إلى تمييعه، فإذا فتح هذا الباب سينهي الأمر إلي الفشل ولن تتمكن الأجهزة المعنية من احتواء هذه المشكلة. ويضيف عدنان قائلا "أن غصة في الحلق نستشعرها عند ما نرى مثقفا يحمل على كتفيه سلاحا آليا أو مسدسا، والآمر من ذلك حضور السلاح في نسيج حياتنا اليومية، والأبشع أن مجتمعنا لا يجني من هذه الظاهرة سوى الويلات والرعب في كل مكان ويشير بان متطلبات العصر وخطوات التطور تفرض علينا مكافحة هذه الظاهرة بكل جدية والتخلص منها، لأنها عنوانين للتخلف والبشاعة ولو تابعنا جرائم القتل لوجدنا أنها شجارات بسيطة تتحول إلى قتال لغياب الوعي والهمجية والاحتكام إلى السلاح بدلا من القانون فالسلاح وثقافته شوهت حياتنا المدنية وجسدت رغبة الانتقام عند المتخاصمين دون إي مبرر ونستنكر ممارسة الثار خارج قباب القضاء والقضاء ظل الله في أرضة والسلاح يقف حجر عثرة أمام تنفيذ الكثير من الإحكام القضائية". [c1]لا تطور بثقافة السلاح[/c]ويختتم الحديث الأستاذ ماهر أنور بقوله إن ثقافة السلاح هي "ثقافة الغوغاء التي تسئ إلي الدولة اليمنية الحديثة، دولة النظام والقانون والأمن والأمان" وأردف قائلا "ظاهرة حمل الأسلحة والتجوال بها في الشوارع والأزقة داخل المدن وخارجها من المظاهر غير الحضارية، فهي ظاهرة تؤدي إلى نفور المستثمرين لخوفهم وشعورهم بعدم الطمأنينة لوضع أموالهم واستثمارها في مثل هذه المناخات غير الآمنة، والسلاح الناري وحملة لا يمت بأية صلة بثقافة المجتمع اليمني بعد أن تحول إلى أداة لارتكاب معظم الجرائم واحد الأسباب الرئيسة في ازدياد معدلاتها ويقف عائقا أمام مستقبل اليمن. ولا شك أن هناك تباين في ثقافة السلاح بين المناطق اليمنية فهناك عند البعض يوجد السلاح ولكن لا يحمل ولا يكون الحل عند الشجارات والصراعات لوجود الحكماء في التعامل مع هذه القضايا وأيضا ثقافة الغلبة تطغي على استخدام السلاح، وتوجد مناطق يمنية الصراعات فيها دائمة والسلاح هو الحكم ناهيك عن أن بعض المناطق تتحول إلي ساحة حروب، فالكرة اليوم في ملعب الأجهزة الآمنة لمتابعة القانون وترسيخه فالوطن بحاجة إلى بناء وتنمية فالعالم من حولنا يتطور ونحن مازلنا نحمل السلاح فإما نكون أو لا نكون .