هشام شرابي
هشام شرابي أحد رموز ومعالم حركة التحرر السياسي والاجتماعي والحضاري في العالم العربي. فتح شرابي الباب لمفاهيم كثيرة ان تدخل السجال والنقاش: «النظام الأبوي، النقد الحضاري، تحرير المرأة (كقضية سياسية تعني المجتمع برمته) الحركات الاجتماعية، الذهنية واللغة، المثقفون العرب والغرب».ولد الدكتور هشام شرابي في يافا بفلسطين عام 1927 م .و نشأ وترعرع في عكا ودرس في مدارس الفرندس في رام الله بفلسطين . التحق بالجامعة الاميركية في بيروت وتخرج عام 1947 حاملاً إجازة في الفلسفة . وفي عام 1953 نال شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة شيكاغو بالولايات المتحدة وكانت أطروحته في « فلسفة العلاقات الثقافية في القرون الوسطى بين أوروبا اللاتينية والعالمين الاسلامي والبيزنطي « . التحق في السنة نفسها بجامعة جورج تاون بواشنطون وشغل فيها كرسي عمر المختار للحضارة العربية واستمر يعمل هناك حتى وفاته .حفلت حياة هشام شرابي بنشاط كبير على محاور عديدة ، بدءاً من انخراطه العقائدي وعمله في صفوف الحركة القومية الاجتماعية الى التزامه الشديد والمتواصل بقضية فلسطين . فكان من بين الاصوات المرتفعة بالدفاع عن هذه القضية في المحافل الدولية وفي الولايات المتحدة بنوع خاص وفي العالم العربي . أسس سنة 1977 مجلس ادارة صندوق فلسطين في واشنطن وترأسه ، وحرر فصلية الدراسات الفلسطينية ، وترأس المركز الفلسطيني للدراسات السياسية منذ تأسيسه عام 1990 .ذهب هشام شرابي في مشروعه الفكري عميقاً الى النواة في العائلة وفي النسيج الاجتماعي لأجل حل إشكالية التخلف وبحث عن مخرج معاصر لدوامة الأسئلة المكرورة. ووجد ان الأبوية لا تعمل في فراغ بل ضمن فضاء للسلطة يتشابك فيه الأب مع السلطة «الأصل». ومن هنا فإن أي سعي لتجاوز ذلك يبقى مشروطاً بتفكيك هذا الفضاء المتماسك. وحجر الأساس في تفكيك هذا البنيان وتفتيته من الداخل يبدأ بالمرأة وبالعائلة والحركات الاجتماعية ودور المثقف العضوي. ولكن ما هي شروط المواجهة؟1 - التحرر من التبعية - استقلال الذات.2 - تحديد الاشكاليات النابعة من واقعنا ومجتمعنا.كان أكثر ما استحوذ على شرابي هو تحقيق الحداثة في المجتمعات العربية والانتقال بها من ربقة الجمود التقليدي. ومعنى الحداثة لديه يتحقق في كلمتين: العقلنة والعلمنة. عقلنة الحضارة وعلمنة المجتمع. ولعل أهم ما ميز تجربة شرابي انه لبث متصلاً بروح النهضة، بالتنوير، بالتغيير. مفكر نهضوي حديث، ومثقف ملتزم بقضايا المجتمع. وباحث دائم عن عقلانية للفكر ومشروعية للقول قائمة على النقد والمعرفة.أصدر شرابي عدداً كبيراً من المؤلفات ، يدور أكثرها حول المجتمع العربي والثقافة العربية . بين هذه المؤلفات : النظام الابوي ( وهو نقد للنظام الابوي السائد في المجتمعات العربية ) ، المثقفون العرب والغرب ، الجمر والرماد ، أزمة المثقفين العرب ، النقد الحضاري للمجتمع العربي ، مقدمات لدراسة المجتمع العربي .مات هشام شرابي في بيروت بعد صراع طويل مع مرض عضال عم 2005 .