اقواس
قصتي اليوم أقصها ترجمة لمعنى هذه الحياة..أكسبتني تجربتي أن الدنيا لا تبقى على حال.الدنيا كالبحر العاتي تلطم أمواجه كل من يركبه عرفه أم لم يعرفه.الدنيا كالغابة يأكل القوي الضعيف.الدنيا سميت(دنيا)لدنوها وتفاهتها بالنسبة للآخرة.ليس هذا كل ما أعرفه عن الدنيا لكن قصتي ليست عن الدنيا أو صفاتها بل هي عن أشياء تحدث في هذه الحياة الفانية..حكايتي اليوم قد تكون مضحكة بعض الشيء لكنها واقعية وهي وصف لمشاعري..((رحيل قلم))قد نتساءل:ما دخل القلم في الرحيل؟الرحيل موضوع واسع لا يمكن حصره في شيء معني.ليكن(قلم)!!!!!القلم؟؟؟بدأت في وصفي كتابة مذكرتي كنت دائماً أحتفظ بقلم خاص لكتابة المذكرات...كم نال من عذاب حين كنت أكتب فأضرب به على الطاولة حتى يعمل..كتب ألماً وحزناً وحسرة..وعاش موقفي في كل حين..عاش دموعاً سكبت عليه وعلى صديقه الدفتر.دخل إلى أعماق ألبحر في نفسي دون أن أدري.عاش أيضاً أسعد اللحظات التي قضيتها في حياتي..عاش فرحاً وبهجة لا توصف عند كتابتي به .مرت سنين وهو يكافح ليعيش بين ثنايا ذلك الدفتر الذي حمل العديد من المشاعر المتضاربة المتلاطمة شروط خيالية لكنها جميلةهل اشتقت إلى لقاء غطائك الذي فارقته من زمن ورحت عنه أم ماذا؟؟أجبني وفي أثناء حواري مع ذلك الكتاب العظيم(قلمي)..نظرت إليه نظرة لوم..فإذا بي أفاجأ..لقد انتهى حبره..ألم تجد سوى هذا الوقت لكي تدرف آخر قطرات حبرك؟!أنا لم أفرغ بعد..مازال لدي الكثير الكثير مما لم اكتبه..لم تسترح نفسي بعد.لازالت بقايا يومي عالقة في ذهني تنتظر دورها حتى تكتب بواسطتك مذكراتي،لماذا؟؟هل أسأت إليك إلى هذه الدرجة؟؟ألم أعتنٍ بك؟؟ألم أحافظ دوماً على رونقك وزهوك؟..لقد كنت دائماً أفتخر بكتابتي..وكنت أذكرك..لقد كنت أذكرك عند نهاية كل شيء أكتبه..كنت أكتب..(خط بريشة)أو(بقلم)لقد ذكرتك..أم أن ذلك لا يكفي في نظرك؟؟لماذا تفنى؟؟..أعلم أن نهاية كل شيء الفناء والموت والرحيل..لكن ليس هذا وقته..تتمسك به تلك اليد التي أنهكت من كثرة الحركة..لكن يجب عليها الكتابة لتعبر عن ما يدورداخل نفس مالكتها وصاحبتها المسكينة فقد كتمت بما فيه الكفاية.وهذا هو الوقت المناسب للبوح بما حبسته داخل نفسها.هذا هو وقت تفريغ شحنات يوم أمسكت به..خططت على الورقة كل ما أعطتني نفسي. كتبت كل ما حولي كنت أظلمهم أحياناً وأحياناً أخرى كنت أعطيهم أكثر من حقهم.. فجأة وفي حقم كتابتي وتمثيل مشاعري في كلمات..توقف القلم عن الكتابة.أحمد ربي علي إنني لم أكن منفعلاً ذلك اليوم وإلا كنت ساكسره..أخذت أخاطبه:لمَ توقفت؟؟هل أحسست بالذنب لكثرة ما تكتب من ظلم للآخرين؟؟لكن..هذه مشاعري وهذا ما أحس به..هل تعبت من الكتابة لأنني أشغلك لبعض الوقت؟هل غضبت لأنني لم أكتب عنك؟؟؟يبدو ذلك..لكنني كتبت هذه القصة من أجلك..يجب أن تفرح لأنني أكتب هذه القصة بقلمك التؤأم..ولم أخنك..لقد حافظت على الأمانة..لكنك خلفت جرحاً غائراً في نفسي.ألم تكن تعلم أن أعزالناس قد أهداني إياك؟..إنه أخي أعطاني هدية،فرحت بها كثيراً لكن ليس لأنك قلم..ولا تقل إنني تافه..قد أعطيك حكمة..أحتفظ بها لا تنسها..(الهدية بمعناها وليست بقيمتها)فلو أهداني خيطاً..لا احتفظت به لأنه منه ومهما كان سيظل غالياً بالنسبة لي..لكن هذا لا يعني أنه ليس لك أي أهمية..بل أنت مهم..بالأمس كنت أعبر عن مشاعري بك.. اليوم تؤأمك يفعل..سأظل وفياً لك،عالماً بأن قدراتي خرجت بفضلك بعد الله الذي أعطاني الموهبة جاهزة..سأبقى ذاكراً هذا المعروف يا صديقي العزيز..حزنت جداً لفقدك..لكنت هذه هي الحياة..لا تحب أن تبقي الأحباب مع بعضهم مهما طال بهم الزمن..هذه قصة من نسيج الخيال..وتحدث في الواقع..لكن من سيهتم بقلم؟؟؟أردت أن ألفت النظر إلى الهدية،وإن انتهت فستبقى عظيمة المعاني،ودليلاً على المحبة،ورمزاً للوفاء وصدق المشاعر..