مع الأحداث
كانت دول العالم الثالث المصيدة لنفوذ المد الشيوعي أبان حقبة القرن العشرين الماضي .. وكان هذا النفوذ لم يأت من فراغ إليها رغم وجود شعوبها التي تريد أن تعيش وتأكل وتنام وبصحة وهي تنظر إلى المستقبل، تلك الدول بعضها كان تحت نير الاستعمار البريطاني أو الفرنسي وآخر بأنظمة ملكية تجمع ما بين السياسة الاستعمارية كوسيط وما بين عقلياتها المتحجرة في الاضطهاد والاستعباد وبأساليب عدة مصابة بداء الجهل والفقر والجوع والمرض.ولما وجدت تيارات سياسية خرجت من بطون تلك الشعوب أو بمعنى آخر ولدتها تلك الشعوب من مخاضها العسير منها الولادة المبكرة التي سنحت لها الفرص في الدراسة الخارجية والأخرى الولادة المتعسرة التي ظلت قابعة بين جدران أوطانها تبحث عن الحرية والاستقلال وتحت أية مسميات تذكر .. فكانت فترة الستينات والسبعينات وحتى الثمانينات بداية شرارة النفوذ الشيوعي منه والامبريالي .. بصراعات الحرب الباردة كما لم تسلم دول أوروبا الشرقية من عاصفة ثلج الحرب الباردة.فحلت في تلك البلدان وبواسطة النخب السياسية الأحزاب التي أرتأت وبشروط مجحفة من قبل ما كان يسمى بالمنظومة الاشتراكية التي كان يقودها الحزب الشيوعي السوفياتي تأسيس الاحزاب في تلك البلدان حتى ولو على دم شعوبها وهو ما حصل في المجر وتشيكسلوفاكيا وأثيوبيا والشطر الجنوبي سابقاً وبولندا 1981م .. المجر والتدخل السوفياتي في 1957م وبراغ في عام 1968م التدخل السوفياتي في كابول ابريل 1979م واثيوبيا في نفس العام هيمنة ماريام والشطر الجنوبي ما حدث في 26/ يونيو/1978م وأما 13 يناير 1986م فهي كانت نهاية الحزب نفسه بنفسه.مع تلك المستجدات صحت شعوب كانت مقهورة لتقول إن تلك النفوذ لم تستفد منها إلا مجاميع وشلل ونخب حزبية في الطاعة لتلك الأحزاب وعندما عصفت مستجدات التغيير البروستريكا مدشنة بداية التغيير في 1989م وحتى 1990م نهاية تلك الاحزاب التي تساقطت كأوراق الخريف وأوراق التوت .. وسلمت تلك الاحزاب نفسها بنفسها لقدر التغيير دون شروط مسبقة.ومن محاسن تلك التغييرات أن تجد سلطة الحزب الاشتراكي اليمني نفسها أمام تحديات الوحدة اليمنية التي تحققت في 22/مايو/1990م اسمى آيات ثمرات التغيير المستقرة سياسياً وسلمياً ودون إراقة الدماء أو الشتات كما حصل لبعض الأنظمة .. وهنا نستطيع القول إن الوحدة الألمانية من حيث أوجه الشبه السياسي والتاريخي قريبة بالرؤى والآفاق إلى الوحدة اليمنية .. مع وجود بعض المفارقات السياسية فالوحدة الألمانية أو بمعنى آخر شعب المانيا الشرقية سابقاً طرد أو بمعنى آخر أيضاً أسقط المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الأشتراكي الألماني الموحد وفر أمينه العام أوريش هونيكر إلى موسكو وصدر القضاء الألماني أمراً بالقبض عليه .. ثم نقل من السفارة الألمانية الذي كان أحد أقاربه سفيراً فيها ونقل لأسباب صحية إلى تشيلي حيث كانت أبنته تعيش فيها وتوفي هناك.هنا كانت الوحدة اليمنية قد نهجت طريق السماح لكل من أرتكب الأخطاء أبان فترة حزب ماركسي لينيني «الحزب الاشتراكي» بأوجه الشبه مع الحزب الاشتراكي الألماني الموحد وهو الحزب الاشتراكي اليمني .. وعلاوة على ما حصل منه في حرب صيف 1994م واعلان قيادته الحزبية التي دخلت الوحدة بوجهين وجه وحدوي ووجه انفصالي «الانفصال المشين».كما أصيبت دول بعينها من نفوذها ومشهدها المتطرف والعقائدي فكانت حرب الخليج الأولى والتي استمرت 8 أعوام تكريس لهذه السياسة والنفوذ وبأثر رجعي كما كان لحرب الخليج الثالثة التي شنتها قوات التحالف على العراق وسقوط العراق في أبريل/2003م وما يشهده من ويلات حرب طائفية ودمار وتدخل في شؤونه هو تكريس آخر لهذا النفوذ المستشري كما لم تسلم منه دول ومنها الجمهورية اليمنية من بعض مضاعفات أو تدخلات بحكم أن اليمن اختارت النهج التعددي والسياسي لنظامها الديمقراطي في التعددية السياسية والحزبية .. وقد وجدت بعض الأحزاب والتنظيمات السياسية منفداً لها من هذه النافذة حتى ولو كان على حساب الوطن كما يحدث اليوم في صعدة من تمرد وأعمال تخريب وهو ما كشف قناع ورفض احزاب اللقاء المشترك تحديد موقفها من تمرد صعدة التي واصل صلفه لمدة أربعة أعوام وهي على الدوام محسومة عسكرياً لكن بوجود خلايا أحزاب كهذه في الوطن والعاصمة تكون مساعدة لزعزعة الأمن القومي واستقرار الوطن وبتفريخ خلايا جديدة لزعزعته بحكم معرفتها بجغرافية الوطن .. لغرض الازعاج ورد الاعتبار لسياسات عفا عنها الزمن وقتل الشعب وخلق حالة من الفوضى وهو مستحيل لهم أن يتحقق.فمثلاً مصر التي ظلت علاقاتها الدبلوماسية مقطوعة من الجمهورية الإيرانية الإسلامية منذ مقتل السادات في أكتوبر/1981م برصاص الاسلامبولي الرجل المتشدد .. وعندما أقدمت طهران في اطلاق اسمه على شوارع إيران .. اشترطت الأخيرة أي مصر عودة العلاقات المقطوعة والمتوترة باسقاط اسم الاسلامبولي من إحد شوارع طهران وهو ما فعلت إيران بعد 24 عاماً من القطيعة.نقول إن هذه السياسة الصاعدة والتي هي مهددة بتهديد وتلويح من قبل الويات المتحدة الأمريكية ومع المرشح الجديد للرئاسة الأمريكية الديمقراطية بارال أبوأما كرر هو الآخر تهديده لتلك سياسات لأن العالم بعد أحداث 11/ سبتمبر/2001م اصبح في حالة قصوى بعد إعلان واشنطن وقوات التحالف محاربة الإرهاب والمتشددين والتلويح بأقصى العقوبات فصغائر سياسية صاعدة كتلك تشكل مصدر ازعاج وقلق للسكينة العامة والسلم الاجتماعي لنوعية خطابها السياسي المتسرع والمتطرف والمتشدد وبعض أصحاب اللحى السوداء والعمائم.وللأسف أن تذهب بعض الأقلام الصحافية أكانت في الصحف الأهلية أو الحزبية أو بعض ما سمي بالكتاب المستقلين في تأويل مثل تلك مستجدات من وجهات نظر مدفوعة الثمن واستغلال ظروف تلك التطورات في محافظة صعدة لزعزعة القارئ بكتاباتها عن أحداث صعدة وهي تدرك يقيناً أنها مخطئة حتى نخاع ضميرها أن لن تقول كلمة الصدق .. والا تبتعد عن المجاملات الهاتفية وأخبار الصحة العامة وبالأحاديث المادية الأكثر منها وطنية وأن تلبس قميصاً بحجمها وهي التي جربت كل المراحل .. مراحل الطيف السياسي والحزبي في الوطن منذ إعادة وحدته في 22 مايو 1990م وما قبل ذلك فكانت مصابة بثمالة الخطاء الفادح من شمولية عقليتها وهي تدرك يقيناً وليس بحاجة إلى تفسيرات تذكر فأمور كهذه متروكة لشخصية وبعد الإنسان ومداد قلمه قبل أن يجف ويندم.