ذمار : عبد الكريم الصغير :الحديث عن سلبيات موضوع معين يتطلب إبراز الجوانب الإيجابية له ولكن حديثي هنا سوف يقتصر على بعض السلبيات عن لوائح الاختبارات الجديدة التي اعتمدتها وزارة التربية والتعليم ومكاتبها بالمحافظات في الآونة الأخيرة ، ولا حاجة لنا هنا للحديث عن إيجابياتها لأن ذلك سيتضح بشكل جلي وواضح من خلال الأهداف التي صيغت من أجلها وإلا لما اعتمدها القائمون على شؤون التربية والتعليم في بلادنا الحبيبة “اليمن “ وفي هذه المتناولة أردت أن أشارك بهذه الملاحظات التي عايشتها ورأيتها من خلال معايشتي واحتكاكي بالميدان التربوي والتعليمي بمحافظة ذمار ، آملا أن تجد طريقها إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم واللجنة العليا للاختبارات وفروعها بالمحافظات لما من شأنه تدارك الوضع وإيجاد الحلول المناسبة لها . إلغاء التفوق والمنافسة الشريفة – ركزت وزارة التربية والتعليم في خطتها التعليمية على التفوق ومشجعة عليه ، ووضعت له الحوافز المادية والمعنوية وشهادات التقدير ، وخير شاهد على ذلك ما تقوم به الوزارة ومكاتبها في بعض المحافظات كل عام من الاحتفاء بالطلاب والطالبات المتفوقين والمتفوقات وتكريمهم ، أما في الآونة الأخيرة وخصوصاً بعد اعتماد هذه اللائحة فقد انخفضت بشكل ملحوظ أعداد الطلبة المتفوقين وتكاد تختفي المنافسة الشريفة بينهم خاصة طلاب وطالبات الصفوف الدراسية المبكرة (من أول إلى سابع من التعليم الأساسي ) ؛ تلك الفئة التي يفترض علينا أن نغرس فيهم حب التفوق والمنافسة الشريفة وهم في تلك الأعمار التي تتشكل كيفما نريد ، ولن يتم ذلك إلا من خلال الحوافز المشجعة مثل الدرجات وعبارات الامتياز وابراز الأوائل على مستوى كل فصل دراسي ، والإشارة بالمتفوقين منهم ، وتقديم الجوائز لهم ، ولكن عندما يتسلم الطالب لا يفهمها أو لا يقتنع بها ، وحينما تدور في أذهان الكثير منهم اسئلة حائرة طالما طرحوها على معلميهم مثل هل أنا ناجح ؟ هل حققت المركز الأول ؟ أشتي أعرف كم ترتيبي بالفصل ؟ وهل حصلت على درجات الامتياز ؟ وما إلى ذلك من الأسئلة المحيرة . مع اشارتي إلى طرح مثل هذه التساؤلات والاستفسارات دليل واضح على وجود المنافسة الشريفة الكامنة بالفطرة في نفوس أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات بالمدارس وحري بنا أن نوقظ هذه الفطرة لا أن نخمدها في مهدها تماماً كما ينبغي علينا أن نؤمن بوجود فوارق في القدرات الشخصية بين طالب وأخر ، فهنالك من يستوعب بسرعة ويتعلم بسرعة ، وهناك من هو بطيء ، وهناك الطالب الذكي والمتوسط .. وهذه سنة الله تعالى في خلقه ، لذا أرى أنه من الضروري إعادة النظر في مثل هذه الإشعارات الورقية الخالية من مقومات الحوافز والتشجيع .
ولحل هذه المسألة اقترح على وزارة التربية والتعليم وفروعها بالمحافظات أن تضع مقاييس بالدرجات أمام رقم المهارة التي حققها الطالب في هذه المادة ، أو تلك فعلى سبيل المثال رقم (1) يعنى أن الطالب أتقن جميع المهارات في مادة ما ، يوضع أمامها الدرجة (50) ورقم (2) يعنى أن الطالب أتقن معظم المهارات المطلوبة فيكتب أمامها الدرجة (45) أو حسبما تعينه وزارة التربية والتعليم واللجنة العليا للاختبارات في هذا المجال وهكذا مع الرقمين (3)(4) ، وفي هذه الحالة سيصبح لدينا مثلا عشرون طالباً تساوت درجاتهم وحققوا مركزاً واحداً وهو أمر طيب ، لأن الهدف من وضع مثل هذه الدرجات التي حققها الطالب والكلمة التي طالما بحث عنها وهي (امتياز) إن مثل هذا الأجراء في اعتقادي الشخصي لا يتنافي مع الهدف الصحيح للتعليم والرغبة حتى وإن كان شيخاً هرماً .