[c1]«غارديان»: ضره أكثر من نفعه[/c]“تقهقر غير مشرف لكنه ضروري” هذا هو العنوان الذي اختارت صحيفة (غارديان) البريطانية لافتتاحيتها المخصصة لإعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير السحب التدريجي للقوات البريطانية من العراق.وقالت الصحيفة إن بلير وقف أمام مجلس العموم البريطاني ليعترف بالهزيمة, ويعلن أن البريطانيين بدؤوا طي خيامهم تمهيدا للخروج من العراق دون أن يحققوا مهمتهم التي احتلوا من أجلها العراق عام 2003, فهم الآن أبعد ما يكون عن إقامة ديمقراطية آمنة في هذا البلد.وأضافت أن بريطانيا تخطط لتقليص أعداد قواتها دون أن يكون هناك أي ضمان بأن الهيئات السياسية الضعيفة التي وضعت هناك, وقوات الأمن التي دربها البريطانيون ستكون قادرة على التعامل بشكل مرضي مع الضغوط الهائلة التي ستتعرض لها.لكن رغم كل هذا, ترى صحيفة (غارديان) البريطانية أن الانسحاب هو القرار الصحيح لأن القوات البريطانية أصبحت جزءا من المشكلة لا الحل, مشيرة إلى أن هذا القرار سيمكن البريطانيين من العودة إلى بلادهم, لكن العراقيين سيبقون وسيتولون كتابة الفصل التالي من تاريخهم بأنفسهم.غير أنها نبهت إلى أن تسليم المسؤولية للعراقيين لكتابة الفصل التالي من تاريخهم لا يعفي البريطانيين من المسؤولية عن الفصل الذي يتم تشطيبه الآن.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]«ذي إندبندنت»:اعتراف بالهزيمة[/c]“إنه اعتراف بالهزيمة”, بهذه العبارة بدأ (باتريك كاكبيرن) تعليقا له بصحيفة(ذي إندبندنت) البريطانية حول قرار بلير, فقال إن العراق تحول إلى إحدى ساحات القتال الأكثر دموية في العالم, حيث لم يعد أحد يحس بالأمان.لكن بلير أغمض عينيه عن هذه الحقيقة وأعلن أمس أن بريطانيا يمكنها الآن تقليص قواتها في العراق لأن جهاز الحكومة العراقية يزداد قوة.والحقيقة -يقول كاكبيرن- هي أن الحرب الأهلية تسوء يوما بعد آخر والمؤن الغذائية ناقصة في بعض أجزاء العراق وربع سكانه سيموتون جوعا لو لم تقدم لهم الحكومة مؤنا خاصة, وكثيرا من العراقيين يعانون بسبب شرب الماء الملوث في نهري دجلة والفرات.وانتقد كون بلير لم يعبر في أي جزء من خطابه المذكور عن أي أسف على تحويله العراق إلى مزبلة هجرها حتى الآن مليونا شخص وهجر بداخلها 1.5 مليون شخص.ونقل المراسل عن نادية المشهداني, وهي عراقية سنية وأم لأربعة أطفال أجبرت على ترك بيتها في حي الحرية واللجوء إلى غرفة صغيرة في إحدى المدارس، قولها إن “البريطانيين والأميركيين وعدونا بالحرية ونحن الآن عبيد لا حقوق لنا لا بيوت لنا لا حرية لنا لا ديمقراطية, ولا حتى القدرة على أن نبوح بكلمة واحدة”.واستنتج كاكبيرن من هذا أن العراق الذي وصفه بلير ربما هو بلد آخر غير الذي وصفت المشهداني كيف تحاول جاهدة البقاء على قيد الحياة فيه.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]«تايمز»الوقت المناسب للانسحاب[/c]تحت عنوان “متي يحين الوقت المناسب للانسحاب؟” كتب محرر الشؤون الدفاعية في صحيفة (تايمز) البريطانية مايكل إيفانس تحليلا قال فيه إن الانسحاب البريطاني التدريجي من العراق يأتي في وقت خاص جدا, فالوضع في البصرة أسوأ الآن مما كان عليه قبل ثلاث سنوات, ومتشددو الشيعة يتصارعون للهيمنة على الجنوب العراقي، والنفوذ الإيراني ماثل في كل مكان, فلا يمكن إذا أن يتصور المرء بسهولة أن تكون هذه الظروف مواتية لسحب القوات البريطانية من العراق.لكن إيفانس استدرك قائلا إنه لا بد أن يأتي وقت يقر فيه المسؤولون العسكريون والمدنيون ما إذا كان استمرار وجود 7000 جندي بريطاني في الجنوب العراقي عاملا إيجابيا, يساعد في تحسين الوضع الأمني وحياة العراقيين أو ما إذا كان هؤلاء الجنود مجرد جزء من أسباب العنف المستمر هناك.ورأى جوناثان ستيل في صحيفة (غارديان) البريطانية أن قرار بلير المذكور راجع إلى التقدير المتدني له في استطلاعات الرأي لا إلى الظروف على الأرض في العراق.وقال ستيل إن الشروط التي كان بلير دائما يتحدث عن أنه لن يسحب قواته إلا إذا تحققت كشفها قراره أمس, فهي أولا نسبة تقديره حسب استطلاعات الرأي وهامش الحركة الذي يسمح له به الرئيس الأميركي جورج بوش.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]«فايننشال تايمز»: ردات الفعل[/c]وفي إطار الحديث عن ردات الفعل على قرار بلير قالت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية إن الإدارة الأميركية رحبت بالقرار, معتبرة أنه يظهر أن الأمور تجري بشكل جيد إلى حد ما في أجزاء من العراق.لكن الصحيفة أكدت أن الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي رأوا في خطوة بلير “رفضا مدويا” لقرار بوش زيادة قواته في العراق.ونقلت الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي إيدوارد كندي قوله “مهما حاول البيت الأبيض قلب الحقيقة, فإن المؤكد هو أن الحكومة البريطانية قررت من خلال هذه الخطوة النأي بنفسها عن بوش وبدأت سحب قواتها”.كما نقلت عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمركز الدراسات الدولية الإستراتيجية آنتوني كوردسمان قوله إن خطوة بلير تضعف صورة التحالف في العراق وتؤدي لمزيد من العزلة للولايات المتحدة.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]«يو أس إيه توداي»: المستفيد من الانسحاب[/c]نسبت صحيفة (يو أس إيه توداي) الأمريكية لمحللين قولهم إن خطة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بسحب قوات بلاده من الجنوب العراقي قد تمنح إيران مزيدا من النفوذ وتؤدي إلى حمام دم بين الفرق الشيعية المتصارعة في المنطقة.وقالت الصحيفة إن القتل الطائفي نادر نسبيا في المناطق المحاذية للبصرة, عازية ذلك في الأساس إلى كون الشيعة هم الطائفة المهيمنة في المنطقة.لكن حسب تقرير لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فإن انسحاب القوات البريطانية من العراق سيصحبه تزايد في العنف بين الفرقاء الشيعة, في ظل بدئهم المعركة, التي طالما أجلت, للهيمنة على المنطقة.وذكر التقرير أن سلطة الحكومة العراقية المركزية مقوضة في تلك المنطقة بسبب نشاطات الجماعات المسلحة المرتبطة بشكل وثيق بمؤسسات الجريمة المنظمة.وأضاف أن شوارع هذه المنطقة تشهد معارك منتظمة بين هذه المليشيات المسلحة على خلفية التهريب المربح للنفط.كما نقلت الصحيفة عن كنيث كاتزمان الخبير في الشؤون العراقية قوله إن انسحاب البريطانيين سيترك فراغا ستسارع المليشيات المدعومة من إيران إلى ملئه.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة