على طريق إقامة مهرجانها السياحي السادس
استطلاع/ فؤاد احمد السميعي محافظة إب منذ العقود الغابرة ( اللواء الأخضر) حباها الخالق عز وجل طبيعة زراعية خلابة واخضرار بديع يكسوها معظم مواسم العام علاوة على تربتها الزراعية الخصبة التي لم تقتصر إنتاجها على الحبوب فقط بل والفواكه والخضروات بكل أنواعها حتى قال عنها الحكيم اليماني علي ولد زيد ( يا هارب من الموت ما من الموت ناجي ) ويا هارب من الجوع عليك بسحول بني ناجي .فكان لذلك التنوع والتعدد الزراعي النادر والمناخ المعتدل أثره البالغ في استقطاب معظم الحضارات اليمنية لتظل على مدى العصور الماضية الموطن الرئيس والأساس لعواصم الدول اليمنية الماضية كالدولة السبئية والدولة الحميرية والدولة الطاهرية والدولة الصليحية وغيرها والتي تؤكدها المعالم والآثار التاريخية الدالة على عراقة تلك الحضارات المنتشرة في معظم مناطق ومديريات المحافظة وسنحاول في الاستطلاع التالي تسليط الضوء على جزء منها.[c1]آثار جبل ( العود) الشهيرة[/c]خارطة الجبل - تقع آثار جبل العود في الجهة الشمالية الشرقية لمركز النادرة التي تتبعها إدارياً بحوالي 12 كم ففي أدنى الجبل توجد غرف صغيرة بنيت داخل كهف صغير مبنية من أحجار مربعة في الاتجاهات الثلاثة لذلك الكهف فا الجدارن المبنيين نحو عمق الكهف بطول متر ونصف لكل جدار وبارتفاع يصل إلى مترين ونصف ومسقوف بأحجار يصل طول الواحدة منها إلى ثلاثة أمتار أما الجدار الثالث الذي سد به واجهة الكهف فيتكون من أحجار مكعبة بإحكام تحيط بالحجر المستطيلة الكبرى البالغ طولها ( ارتفاعها) متر ونصف فيما عرضها إلى متر و 20 سم وتحتوي تلك الحجرة الكبرى التي وضعت بطريقة هندسية بديعة على كتابة بالخط المسند نقشت بعناية بالغة منذ آلاف السنين تحتوي حسب خبراء الآثار على خارطة عامة تدل على القصر الملكي ومرفقاته الواقع على قمة الجبل كما أن شكلها يختلف كلياً عن شكل الخرائط العصرية فهي تتكون من عشرات السطور المنقوشة المكتوبة بالخط المسند الذي ارجع المؤرخون تاريخه إلى مئات السنين .. كما تحتوي تلك الصخرة المنقوشة على تعليمات وتنبيهات هامة تلزم الصاعدين إلى القصر الملكي الواقع على قمة الجبل بالالتزام بها . غير أن الخبراء المؤرخين لم يستطيعوا تجميع معظم حروف ونقوش تلك الصخرة ليتم ترجمتها من اللغة الحميرية المكتوبة إلى اللغة العربية المتداولة حالياً بسبب الطمس الخد\ش الذي تعرضت له تلك الكتابة و المنقوشة عبر الزمن من قبل به=عض أبناء المنطقة وسواهم ممن يجهلون أهمية ذالك المخطوط الأثري .. كما أن الدولة ممثلة بالسلطة في المحافظة لم تنتبه إل أهمية ذلك المخطوط الأثري . سوى في مطلع تسعينات القرن الماضي عقب اكتشافها لظاهرة تفشي الحضر العشوائي في مختلف مواقع الجبل من قبل بعض المواطنين بحثاً عن الكنوز ما تسبب ذلك الحضر العشوائي إلى تدمير وتكسير وتشويه الآثار التي كانت تظهر كا التماثيل والأواني الحجرية والفخارية والبرنزية .. واكتفت السلطة أنداك بوضع شبك ( سور) يحيط بتلك الغرفة التي تحتوي على ذلك المخطوط الصخري وكذا تسوير المعالم والمباني والأحجار الأثرية الظاهرة الواقعة على قمة الجبل يمكن اختراقه من قبل أي شخص والدخول إليه مثلما دخلت إليه مع المرحوم / حاتم كيوان أحد أبناء المنطقة الذي قدم لي كافة التسهيلات للوصول إلى الموقع مشياً على الأقدام فرحمة الله عليه.[c1]الطريق إلى آثار القصر الملكي [/c]وإلى جانب غرفة المخطوط الصخري تبدأ الطريق الوحيدة إلى موقع آثار القصر الملكي وكأنها في البوابة الرئيسية والوحيدة إلى القصر ومرفقاته وتقع باتجاه شروق الشمس ذلك ما يجعل الباحث يضع احتمال وجود علاقة بين آثار قصر جبل العود وعصر حكم ملكة سبأ ( بلقيس) التي ورد ذكرها في القران الكريم .. فيما بقية اتجاهات أدنى الجبل الموازية للمدخل الشرقي فتقع في أماكن شاهقة يصعب الوصول غليها أو المرور منها .وقد صمم ذلك الطريق الوحيد بما يتناسب وسعة المشاة والجمال والخيول والمواشي كما أنها مرصوفة بالأحجار وبعناية دقيقة وهذا ما تظهره بعض أجزاء تلك الطريق التي ما تزال تحتفظ بالأحجار المرصوصة والتي لم تتعرض بعد لعوامل الهدم والتخريب الطبيعية والبشرية .. كما تتكون الطريق من العديد من السلالم التي لم يتبق منها سوى آثارها .. وفي الطريق وحولها يلاحظ المارون عليها وجود أحجار مماء بمختلف الأحجام والأشكال المستطيلة ومنها الدائرية لشكل ومنها المقوسة ومنها المخروقة ومنها المحفورة . وهي متناثرة في كل الاتجاهات فيما يرجع أن الكثير منها قد طمرتها عوامل الطبيعة . وفي قمة الجبل توجد مساحة واسعة مستوية وبداخلها العديد من الآثار والمعالم التاريخية العريقة الدالة على عراقة تاريخ دولة سبأ اليمنية.[c1]قاعة الحكيم[/c]تلك المساحة الأثرية المهيمنة على قمة الجبل تتكون من صالات وإدارات وغرف ومجالس وممرات ومخازن وصطبلات وخيول فالصالة الكبرى التي يميزها الناظر إليها وللوهلة الأولى دار الحكم من خلال شكلها لدائري ولوجود كرسي العرش في ناحيتها والذي يشبه في شكله كرسي صوالين الحلاقة الحالية غير أن حجمه أكبر بكثير ومنحوت بطريقة فنية على صخرة واحدة أما قاعة ( الدارة) فتتكون من بلاط حجري مرصوص بدقة متناهية فمنها الأحجام الطويلة ومنها المتوسطة ومنها القصيرة .. غير أن جميعها رصت بطريقة هندسية بالغة الدقة والأحكام وأمام كرسي العرش وتحديداً من الميمنة وعن يساره توجد 6 كراسي من الأحجار المنحوتة أيضاً وعن يمينها وعن يسارها كرسيان أقل فخامة من كرسي العرش وأكثر فخامة من الستة الكراسي الآخرين والمرجح أن الكرسيان الأيمن لولي عهد الملك والأيسر للملكة زوجة الملك فيما الستة الكراسي الأخرى للوزراء والمقربين من الملك والدائرة الحكم ثلاث أبواب أكبرها مقابل كرسي العرش والثاني خلف كرسي العرش الخاص بدخول وخروج الملك وزوجته وحاشيته أما الباب الثالث فيؤدي ِإلى منصة مرتفعة عن مستوى أرضية القاعة بحوالي 75سم وفي حافة تلك المنصة باتجاه قاعة الحكم يوجد عدد من الفتحات العميقة المعتمدة على أحجار جدار المنصة المطلة على القاعة ما يدل على وجود أسياج حديدية كانت ثابتة فيلا تلك الفتحات بمعنى ِأن تلك المنصة هي منصة الاتهام لمن يراد محاكمتهم .إذن الحديد من أمامهم والباب والحرس من خلفهم .. وللعلم أن ارتفاع جدار قاعة الحكم عند زيارتنا لها قبل العام الماضي كان يبلغ متر ونصف مبنية كبقية غرف وقاعات ومرافق7 القصر بأحجار وصماء ومقصوصة بشكل دقيق أدق من قص أحجار المنشار الكهربائي الحديث.[c1]غرف الاستحمام [/c]يحتوي القصر على عدد من غرف الاستحمام بمختلف أنواعها وأشكالها غير أن جميعها تدعو الزائرين والمتأملين إلى التعجب والاستغراب من تلك العقول والأكف والزنود بما أبدعت قبل مئات السنين أم لم يكن آلاف السنين .الحمام البخاري - غرفة الحمام البخاري تتكون من حوضين الأول حوض أرضي يقدر ارتفاعه 1.3متر وطول متر ونصف وعرض متر ونصف يشبه شكله وتصميمه الأحواض والخزانات الخراسانية الحديثة غير أن أرضيته و جدرانه من الأحجار المقصوصة المتطابقة تطابقاً دقيقاً أما الحوض الآخر فيقع على أرضية الحمام على ارتفاع يصل 1.20متر عرض 1.20 متر والعجيب أنه يتكون من قاعدة واحدة سمكية تحيط بتلك القاعدة من الاتجاهات جدار سميك ملتحم بها ويتوسط الجدار أخدود مثلث الشكل وفي ذلك المثلث غرست الألواح الصخرية ذات القواعد المثلثة والجوانب لضمان تطابقها تطابقاً دقيقاً يمكنها من الحفاظ على الماء وكما يوجد في طرف قاعدة الحوض ثقب صغير لتفريغ الماء ارتفاع قاعدة الحوض بواسطة الأعمدة الأربعة بمقدار نصف متر يمكن من إدراج أعواد الحطب وإشعال النار لتسخين الماء في الحوض وفي طرف غرفة الحمام يوجد سرير أو قاعدة التدليك وزهو عبارة عن حجر مستطيلة ملساء يحملها حجران قائمان .الحمامات العادية : أما بالنسبة للحمامات العادية فهي حسب ما تظهر في الغرف المتناثرة على المساحة الأثرية فهي أكثر من حمام أو حمامين وهي عبارة عن أحجار ملساء ملتحة إلى أرضي تلك الغرف ولكل حجر منها ثقبان الأول ثقب واسع ومنخفض والثاني ثقب ضيق ومرتفع وإلى جوارهما يوجد حوضان للاستحمام ولكنهما يختلفان كل الاختلاف عن أحواض الحمام البخاري فأحد الحوضين كبير خاص بالكبار والبالغين والثاني صغير جداً ومخصص للأطفال كما أن الحوضين يتكونان كل حوض من حجر فالكبير حجر كبيرة والصغير حجر صغيرة ، غير أن كليهما ملحمين بأحجار بلاط الغرف المتواجدة فيها وبالتالي فكليهما قابل للتحريك والانتقال من مكان لآخر في حال وجود الرجال الأشداء القادرين على حملها والطريف أن الحوض الأكبر يشبه إلى حد كبير أحوض الاستحمام الإفريقية المعاصرة المسماة حالياً بنين المصنوعة أما من مادة الصين أو من مادة الفيبرجلاس غير أن أحواض أثار جبل العود محفورة ومنحوتة بعناية بالغة الدقة على الأحجار الصماء.[c1]كنز العود[/c]وهكذا الحال بالنسبة لبقية الغرف والقاعات المختلفة والممرات التي ما تزال تحتفظ ببقاياها وأساساتها رغم عبث العوامل الطبيعية والبشرية بكل جزء منها وفي أحد إطرافها المساحة الأثرية توجد حجرة أضحت مجزئة او مكسرة ما تزال تحتفظ ببعض كتابتها الأثرية الحميرية المنقوشة عليها نقشاً تلك الكتابة التي يقول أبناء المنطقة أن خبراء الآثار بالتنسيق مع الخبراء اللغة الحميرية قاموا منذ أكثر من عشر سنوات بترجمة مخطوطات إلى نحو التالي “ كنز العود في دي السواد تحت ذي تحت فوق ذي فوق تحت الشبثه فوق الشته.[c1]ساحة الإعدام[/c]وإلى جوار موقع الحجرة المخطوطة توجد\ ساحة الإعدام وهي عبارة عن ساحة واسعة أرضيتها مرصوصة بالأحجار المربعة المستوية تتوسطها ثلاث أحجار كبيرة وقائمة وكل حجرة منها على فتحة دائرية تتبع للدخول الرؤوس البشرية لتمكين السياف من فصلها عن الأجسام وعلى جدار الساحة توجد العشرات من الخروق على الأحجار الضخمة التي بني جدار الساحة بها والتي تدل دلالة واضحة على أنها وجدت بذلك الشكل بهدف استخدامها لربط وعقل الخيول والجمال التي كانت تستخدم للركوب والسفر والتنقل والحروب ، والأكثر غرابة كيف ومتى ومن أين جلبت تلك الأحجار بمختلف أنواعها وأشكالها وأحجامها إلى قمة الجبل ويزيد ارتفاعها من مستوى الوادي على الألف متر.