بارزاني يصف تقرير بيكر بـ "غير واقعي" وقائد أمريكي يحذر من استعجال تدريب القوات العراقية
بغداد/ وكالات: قال الجيش الأميركي في بيان إنه قتل عشرين ممن أسماهم إرهابيين ينتمون لتنظيم القاعدة في العراق بينهم امرأتان في قصف جوي استهدف مبنى قرب ناحية الإسحاقي شمال غرب بغداد. وأوضح البيان أن القوات الأميركية هاجمت المبنى بعد تعرضها لإطلاق نار. في حين صرح مدير ناحية الإسحاقي عامر علوان ، إن القصف أسفرعن مقتل 32 مدنيا معظمهم من الأطفال والنساء واستهدف منزلين. وتأتي هذه العملية بعد أقل من 24 ساعة على قيام القوات الأميركية بقتل 14 مسلحا في مدينة الرمادي بنيران الدبابات. وذكر مصدر طبي عراقي أن تسعة آخرين بينهم أطفال أصيبوا في الهجوم. واستخدمت القوات الأميركية قذائف المدافع الرئيسية للدبابات لنسف مبان قالت إن مسلحين كانوا يطلقون النار منها على قواتها. وفي الفلوجة غرب بغداد اقتحمت القوات الأميركية مستشفى الفلوجة العام بحجة البحث عن مسلحين عقب إصابة جنديين من قوات المارينز يوم أمس الاول. وقالت القوات الأميركية في بيان إن دورية راجلة للمارينز تعرضت لهجوم بأسلحة خفيفة خلال سيرها جنوب غرب الفلوجة. وأعلنت القوات الأميركية في بيان آخر أمس مقتل جندي أميركي بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريته غربي بغداد الخميس. ويضاف هذا القتيل إلى 11 جنديا أميركيا آخرين قتلوا الأربعاء, ليرتفع بذلك إلى 2912 عدد قتلى الجنود الأميركيين في العراق منذ غزوه عام 2003, حسب أرقام وزارة الدفاع الأميركية. في هذه الأثناء تبنت كتائب صلاح الدين الأيوبي الجناح العسكري للمقاومة الإسلامية في العراق في تسجيل مصور لم يتم التاكد منه إعطاب ما قالت إنها عربة همفي أميركية في مدينة المقدادية، ويظهر التسجيل آلية عسكرية تتعرض للتفجير. من جهتها أعلنت القوات البريطاينة جنوب العراق أن قوة قوامها أكثر من ألف جندي بريطاني ودانماركي دهمت فجر أمس ضواحي مدينة البصرة واعتقلت خمسة من قياديي مليشيات متهمين بتنفيذ هجمات ضد قوات التحالف, مشيرة إلى أن هذه العملية هي الأكبر في المنطقة منذ عام 3002م. وتحمل القوات البريطانية المعتقلين الخمسة مسؤولية إصدار أوامر بقتل واختطاف جنود أجانب. وتشهد البصرة -ثاني أكبر مدن العراق- اشتباكات متكررة بين القوات البريطانية والمليشيات الشيعية التي يقودعا مقتدى الصدر. وفي تطور آخر قررت اليابان تمديد مهمتها لتقديم الدعم اللوجستي الجوي إلى القوات المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق حتى يوليو المقبل. وكانت اليابان قد أرسلت حوالي ستمائة جندي من المشاة إلى جنوب العراق عام 2004 للمساهمة في جهود الإعمار. ثم أعادت طوكيو جميع جنود المشاة إلى الوطن أواخر يوليو الماضي, وأبقت حوالي مائتين من أفراد سلاح الجو في الكويت. على صعيد ذي صلة بالوضع العراقي، انتقد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق أمس الجمعة بشدة تقرير مجموعة الدراسات حول العراق التي حددت مجموعة توصيات للسياسة الأمريكية واصفا إياها بانها "غير واقعية" و "غير مناسبة". وأكد بارزاني في بيان "نحن لسنا ملزمين في كل الأحوال بما جاء في التقرير". وأضاف "على الرغم من شكرنا وتقديرنا للرئيس الأمريكي جورج بوش والإدارة لإسقاطهم النظام السابق والجهود التي بذلوها في بناء العراق الجديد، إلا أننا لانزال نعتقد أن مجموعة الدراسات حول العراق أوصت بأمور غير واقعية وغير مناسبة". واستهل البيان منتقدا معدي التقرير لعدم زيارتهم اقليم كردستان خلال تسعة أشهر من الابحاث والدراسات. وقال إن "التقرير يناقض ما ابلغنا اياه جيمس بيكر هاتفيا قبل أيام مؤكدا لنا أنه سيأخذ خصوصية اقليم كردستان في الاعتبار". واقترح تقرير بيكر تأجيل تطبيق المادة الدستورية رقم 140 الخاصة بتطبيع الأوضاع في كركوك والتي تنص على إجراء استفتاء لتقرير مصير المدينة الغنية بالنفط. وقال بارزاني "إن أي تأجيل لتطبيق هذه المادة سيؤدي إلى تبعات خطيرة ولن يوافق عليه سكان كردستان بكل حال من الأحوال". وانتقد "تركيز التقرير على وجوب دعم الحكومة المركزية واضعاف المناطق" قائلا "نعلنها بشكل واضح ان الالتزام بالفدرالية الواردة ضمن الدستور هي السبيل الوحيد للحفاظ على وحدة العراق". كما رفض أيضا دعوة التقرير إلى أن يتقاسم اقليم كردستان عوائد النفط المكتشف في الاقليم مع الحكومة المركزية. وانتقد كذلك منح دور أكبر لدول الجوار في شؤون العراق. إلى ذلك حذر قائد عسكري أمريكي من استعجال تدريب قوات الأمن العراقية وذلك بعد يوم من توصية مجموعة دراسة العراق باعطاء دفعة كبيرة لهذا المسعى في غضون العام القادم. واقترحت المجموعة المؤلفة من أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي زيادة عدد المدربين الأمريكيين الملحقين بالوحدات العراقية الي نطاق بين 10 آلاف الي 20 ألفا من 3 آلاف الي 4 آلاف حاليا وتحويل التركيز الأساسي للقوات الأمريكية من المهام القتالية الى التدريب. وقال الميجر جنرال كارتر هام قائد فرقة المشاة الاولى بالجيش الامريكي التي تعد مجموعات من الجنود الامريكيين لالحاقهم بالقوات العراقية انه يمكنه تعزيز عملياته بمزيد من الموارد لكن الوحدات العراقية ايضا في حاجة الى اكتساب الخبرة. وأبلغ هام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الامريكي "هذه الخبرة لا يمكن اكتسابها أحيانا الا بمرور الوقت." واضاف قائلا "أعتقد اننا جميعا مهتمون بان نتحرك بشكل اسرع لكن علينا أيضا ان نكون حذرين ألا نتعجل الأمر بوضع الوحدات في طريق الأذى قبل أن تكون جاهزة." وقال هام ان فشل وحدة عراقية سيئة الاعداد في المعركة سيكون له عواقب ليس فقط على اولئك الجنود. واضاف قائلا بعد جلسة الاستماع "ذلك يُقَوِض الثقة.. ليس فقط ثقة تلك الوحدة بل يقوض ثقة الحكومة والشعب في قواتهم الأمنية." وللجيش الامريكي حوالي 135 ألف جندي في العراق يكافحون عمليات قتل طائفية وهجمات للمسلحين وحوادث عنف أخرى. ويقول قادة عسكريون امريكيون انهم دربوا أكثر من 300 ألف من أفراد قوات الامن العراقية لكنهم غير قادرين على سحب جنودهم بسبب ارتفاع مستويات العنف.