الشرطة البريطانية تبطل مفعول قنبلة في العاصمة لندن
لندن/ 14 أكتوبر/رويترز:قالت الشرطة البريطانية التي تحقق في العثور على سيارة ملغومة معبأة بالبنزين وقوارير الغاز والمسامير في لندن أمس الجمعة ان الحادث يحاكي "مشروع سيارات الغاز" وهي مؤامرة كبيرة للقاعدة أحبطت في 2004م.واعترف المتشدد الإسلامي ديرين باروت الذي سجن العام الماضي بأنه كان يخطط لتفجير قوارير غاز ومواد ناسفة معبأة في سيارات ليموزين او عربات كبيرة أخرى في ساحات انتظار سيارات تحت الأرض في هجمات منسقة عبر بريطانيا.وعثر على تفاصيل الخطة المعروفة باسم "مشروع سيارات الغاز" على كمبيوتر محمول أثناء تفتيش في باكستان وتعتقد الشرطة أنها أعدت لتقديمها لزعماء القاعدة كخطة لهجوم مقترح.وعبر بيتر كلارك رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في لندن عن موافقته على وجود بعض أوجه الشبه بين خطة باروت والسيارة الملغومة المملوءة بالغاز التي أبطل مفعولها أمس الجمعة.وقال كلارك في مؤتمر صحفي "في قضية باروت... شهدنا إشارة إلى عربات تملا بالغاز أو الوقود من اجل إحداث انفجار."ولذلك من الواضح إننا نعي ذلك لكن في هذه المرحلة من السابق لأوانه استخلاص أي نتائج."وحددت التفاصيل على الكمبيوتر بالضبط كيفية تنفيذ مثل هذا الهجوم وقدرت وقوع "مئات" من الخسائر البشرية. وقدرت تكلفة المشروع بحوالي 60 ألف جنيه إسترليني (120 ألف دولار).وتقول الخطة "حيث انه في كثير من العالم الغربي ليس من الممكن أو المجدي دائما الحصول على مكونات مدمرة حقيقية مثل المتفجرات العادية فقد اعتمد المشروع منذ البداية على وسيلة تدمير بدائية وبالتالي كان اختيار الغاز."وأضافت ان دراسة للغازات أجريت وان البروبان والاسيتلين والبيوتان والأكسجين كانوا الأكثر فعالية.وتشير الخطة أيضا إلى أن القوارير ستكون أكثر فعالية من الغاز المأخوذ من المصانع أو الصهاريج حيث يمكن الحصول عليها بسهولة وبصورة قانونية.وأشار المشروع أيضا إلى النيران كعامل مهم.وقال المشروع في إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة "ربما كان أفضل مثال لكيفية تدمير مبنى تماما بحريق هو مثال مركز التجارة العالمي."واعتبرت عبوات البنزين خيارا جيدا لذلك.وقالت الخطة "علاوة على ذلك يمكن ملء العبوات بمسامير معدنية حادة وغيرها من اجل تعظيم الضرر الناتج."ويمضي باروت وهو عضو كبير في القاعدة اعترف أيضا بالتأمر لمهاجمة بورصة نيويورك وغيرها من المنشآت المالية الأمريكية عقوبة السجن 30 عاما في سجن بريطاني.وكانت الشرطة البريطانية قد أبطلت مفعول قنبلة تركت في سيارة مهجورة في منطقة المسارح في لندن أمس الجمعة وبدأت شرطة مكافحة الإرهاب تحقيقا. ونقل ضابط شرطة عن شهود قولهم انه عثر على القنبلة في سيارة مرسيدس خضراء تقف خارج ملهى ليلي في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة. وقللت الشرطة من شأن تقارير إعلامية ذكرت ان القنبلة كانت ستحدث دمارا "هائلا". وقال الشهود ان السائق كان يقود السيارة بطريقة "مريبة" قبل ان يصدمها بصناديق قمامة خارج ملهى ليلي ويلوذ بالفرار. وشاهد حراس بالنادي الليلي تم استجوابهم ما بدا انه اسطوانات غاز داخل العربة واستدعوا الشرطة. وقالت شرطة العاصمة ان ضباط الشرطة أغلقوا المنطقة في حوالي الساعة الثانية صباحا (0100 بتوقيت جرينتش) وعثروا على ما يبدو إنها شحنة ناسفة. وقالت الشرطة "اكتشفوا ما يبدو أنها شحنة ناسفة محتملة . وتم تأمينها." وأضافت ان شرطة مكافحة الإرهاب تباشر التحقيق. وقال مصدر امني انه لا يمكن استبعاد ان تكون هناك صلة لذلك بتنظيم القاعدة. تم العثور على القنبلة بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الجديد جوردون براون حكومته الجديدة خلفا لتوني بلير الذي تنحى بعد ان أمضى عشر سنوات في السلطة. وهي تمثل أول تحد كبير لحكومة براون التي شكلت منذ ثلاثة أيام فقط ولاسيما لوزيرة الداخلية الجديدة جاكي سميث. وقال براون انه من المقرر ان ترأس سميث اجتماعا للجنة الطوارئ بالحكومة الجمعة. وقال براون للصحفيين "المهمة الأولى للحكومة هي أمن الشعب ومثلما قالت أجهزة الشرطة والأمن في مناسبات عديدة نحن نواجه تهديدا امنيا خطيرا ومستمرا لبلدنا." وأضاف "هذا الحادث يذكرنا بالحاجة إلى التحلي باليقظة في كل الأوقات وان يتحلى المواطنون باليقظة." وتم تشديد الأمن حول مباني البرلمان حيث قام أفراد الشرطة بتفتيش سائقي العربات التي تدخل مجمع المباني. جاء اكتشاف هذه القنبلة بعد نحو عامين من سلسلة تفجيرات انتحارية منسقة في شبكة مواصلات لندن قتل فيها 52 راكبا في أول هجمات انتحارية يشنها مهاجمون إسلاميون متشددون في غرب أوروبا. وقال مصدر امني انه لا يمكن استبعاد وجود علاقة بتنظيم القاعدة مشيرا الى ان الخطر من الإرهاب الإسلامي الدولي هو السبب الرئيسي في وضع مستوى التهديد الرسمي في بريطانيا عند ثاني أعلى درجة. وقال المصدر "القاعدة احتمال كبير لكن من السابق لأوانه ان ينسب لمصدر محدد" مضيفا انه سيكون "من الخطأ وقصر النظر" استبعاد خيارات محلية أيضا. وقال جهاز مكافحة التجسس (إم. آي 5) في العام الماضي انه يعتقد ان المتشددين الإسلاميين يتآمرون على شن 30 هجوما إرهابيا كبيرا على الأقل في بريطانيا وانه يتتبع نحو 1600 مشتبه بهم. وبقيت منطقة كبيرة في وسط لندن حول مكان الحادث في منطقة المسارح الشهيرة والمزدحمة عادة مغلقة عدة ساعات بعد العثور على القنبلة. وقال ضباط في مكان الحادث أنها قد تبقى مغلقة عدة ساعات قبل إعادة فتحها. وأظهرت لقطات تلفزيونية اسطوانة غاز بعد إخراجها من السيارة. وكانت الاسطوانة خضراء اللون وكتب عليها كلمة غاز وهي من النوع المتوفر في المتاجر في أنحاء البلاد. وقالت شبكة سكاي نيوز انه تم العثور على اسطوانتين في السيارة بالإضافة الى كمية كبيرة من المسامير. ولم يتمكن الموظفون من الصعود الى المباني التي بها مكاتبهم لبدء العمل وتابعوا عمل الشرطة. وشارع هايماركت الذي يقع بين ليستر سكوير وبيكاديللي سيركاس يزدحم عادة بسكان لندن وبالسياح الذين يفدون على الحانات والمسارح والمطاعم التي تنتشر في هذه المنطقة.