مع الأحداث
صعدة المدينة اليمنية يشوبها تمرد تغذيه جهات تعرف نفسها بنفسها .. وحتى لا تذهب الدبلوماسية اليمنية الهادئة برصانة المناخات أن تحدث تطورات .. وهي لها الحق في الشأن الداخلي والجمهورية اليمنية دولة إقليمية كبيرة في خارطة الوطن العربي والعالم - في متابعة شأنها الداخلي بوسائلها السليمة تارة والاستثنائية تارة أخرى .. كما (لمالطا) الحق أن تستعيد أو توقف أمثلة نعتت بحقها مثل (بعد خراب مالطا) ومأذنة ( في مالطا) ونسي العالم أنه تم تقسيم العالم في عام 1987م في مالطا المطلة على البحر الأبيض المتوسط وعلى متن بارجة حربية جمعت ميجائيل سر جفتش غوربا تشوف الرئيس السوفياتي السابق وجورج بوش الأب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في تقاسم العالم .. وفي (مالطا) ويومها ذاع صيت مالطا إعلامياً .. وذابت النعوت .. مايحدث في محافظة صعدة خاصة بعد أن ذهب الإجرام إلى ذروته في مسجد السدارة وضحاياه الأبرياء .. هذا العمل الإرهابي والإجرامي لقي الإدانة والشجب المحلي والرسمي والعربي والدولي .. وما قاله عبدالملك الحوثي وثبتته قناة الجزيرة يذكرنا بما قاله المذيع أحمد سعيد من إذاعة صوت العرب أبان ضرب إسرائيل للمطارات المصرية ، فقد قال المذيع من صوت العرب أن إسرائيل حفرت قبرها بنفسها وأن القوات المصرية في طريقها إلى تل أبيب.. وكانت أكذوبة ؟!! رغم مفارقاتها السياسية وتباينات الطرف الحوثي الذي نفي عبر محطة الجزيرة وبصوته .. والنفي تأكيد ..؟! مواقف حصلت في مدينة حماة في سورية في الثمانينات من القرن الماضي حين حصل تمرد من الإخوان المسلمين شبيه بماهو حاصل في محافظة صعدة إن صح التعبير .. عزلت سوريا محافظة حماة عن بقية القطر السوري الشقيق وتصرفت على طريقتها الخاصة. قمعت التمرد وخلصت من العباءة السوداء وأمنت سيادتها من نافذة أمنها القومي .. كما لمصر الشقيقة التي تعرضت لحريق القاهرة الشهير في الخمسينات لإفساد الثورة المصرية ومن قبل الإخوان المسلمين علنا ومن يومها لم يرتفع لهم صوت حتى اليوم .. ودونها أخرى وقعت في المسجد الحرام وفي شعائر عيد الأضحى المبارك في مكة المكرمة حاول مسلحون استفزاز الحرم في فترة الثمانيات من القرن الماضي وتعاملت السلطات السعودية دون رحمة ولا شفقة مع تلك العناصر .. وللدين حرماته كما للوطن سيادته .. هذا ما حدث وما يجب أن يحدث في محافظة صعدة الجزء الغالي من الوطن.وعن المحتجزين المثيرين للفتن ظهرت موضات جديدة.. طلاب تركوا الدراسة إلى الاعتصامات فهل سيعودون إلى الدراسة وهل سيلتحقون بالامتحانات النهائية للفصل الثاني من العام الدراسي الجامعي؟هم يطالبون بإخراج محتجزين بقضايا تمس الوطن وبمعنى آخر خيانة وطنية .. لقد واجه الوطن (شطره الجنوبي) مؤامرة دموية كبيرة لحقت به في 13 يناير 1986م فزج بالآلاف في السجون وهرب الآلاف إلى العاصمة صنعاء وحكم على أربعة بالإعدام رغم نداءات محلية وعربية وعالمية لم تستجب لها سلطة الحزب الاشتراكي اليمني آنذاك .. ولم يخرج حينها أي شخص من هؤلاء في مسيرة للاحتجاج والمطالبة بالإخراج أو وقف الإعدامات لأنه يدرك ويعرف مصيره المحتوم ، آخرون ذهبوا في الكتابة عبر الصحف الأهلية والحربية رغم أن أفكارهم البرجماتية تتوسد وتتودد في طلب المساعدة يداً من خزينة الوحدة وصوتاً وكلاماً مع الشيطان ومهما فعلوا في كتاباتهم وهي تمس بالوحدة اليمنية والوطن اليمني فإن رهانهم خاسر.. ويدركون أن طوارئ 13 يناير 1986م الدموية التي استمرت حتى أربعة أعوام كانت مفروضة من محافظات الضالع ومناطق ردفان ويافع وطور الباحة وهي المناطق التي تتمرد اليوم بمسيرات ومظاهرات انفصالية ضد الوحدة وكلام لايمت للمنطق والدستور بصلة . فالقانون فوق كل من يتطاول ولن ترهب الوطن أية عبارات رنانة في ظل - ما يسمى بالحراك وسياسية أحزاب المشترك، فالاشتراكي ارتمى في أحضان حزب الإصلاح بعد أن فقد نصرة الحزب الشيوعي السوفياتي ولهذا يفند خطابة المسيء للوحدة اليمنية ونعوته ومصطلحاته الغوغائية والغيابية بشماعة حزب الإصلاح ، فبعيداً عن السياسة نقول : اتركوا الطلاب للدراسة حتى لايفشلوا .. لأنه لا يوجد معهد للعلوم الاجتماعية ولا كلية للاشتراكية العلمية.. بل جامعات الوحدة اليمنية ،ووطن 22 مايو 1990م