موسكو/وكالات:أعلن وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف خلال زيارته إلى مركز قيادة القوات الصاروخية الإستراتيجية الروسية أنه يجب الاستمرار في تجهيز قوات الصواريخ الإستراتيجية بمنظومات صاروخية جديدة. وتعرف وزير الدفاع الروسي الجديد على الأوضاع في القوات الصاروخية ومهامها واتجاهات تطورها في أعوام 2006-2010. وقدم قائد القوات الصاروخية الإستراتيجية الجنرال نيقولاي سولوفتسوف تقريرا حول نتائج نشاط القوات في العام الماضي إلى وزير الدفاع. وقال الجنرال سولوفتسوف إن القوات أجرت خمس عمليات لإطلاق الصواريخ خلال العام الماضي. وأشار إلى أن تلك الإطلاقات أكدت قدرة القوات الصاروخية الروسية على تنفيذ مهامها. وأضاف أن القوات الصاروخية الإستراتيجية الروسية تحافظ على جاهزيتها الفنية بدرجة لا تقل عن 97 - 98 بالمائة. من جهته أعلن الجنرال يوري سولوفيوف قائد قوات قيادة المهمات الخاصة أمام الصحفيين أن أول فوج مجهز بالصواريخ المضادة للجو من طراز "س ـ 400" سيوضع في حالة التأهب القتالي في ضواحي موسكو بحلول الأول من يونيو 2007. وأشار الجنرال إلى أنه "أنجزت إعادة تأهيل أفراد الفوج بشكل كامل. وبوسع أنظمة "س ـ 400" الصاروخية المضادة للجو تدمير كافة أصناف الأجهزة الطائرة من طائرات وطائرات بلا طيار والصواريخ المجنحة وكذلك التصدي للأهداف البالستية. ويعادل المدى الأقصى لهذه الصواريخ عند ضرب الأهداف الجوية المتحركة 400 كم من ناحية البعد و30 كم من ناحية الارتفاع. إلى ذلك أعلن الجنرال يوري سولوفيوف قائد قوات قيادة المهمات الخاصة إن بوسع نشر عناصر من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا توريط روسيا في سباق تسلح جديد لدى الإجابة عن أسئلة الصحفيين حول مدى خطورة نشر هذه العناصر في أوروبا بالنسبة لروسيا. وأضاف في غضون ذلك أن "نشر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا لن يؤثر بشكل ملموس على مكونات خطتنا الإستراتيجية". وأوضح الجنرال قائلا: "أنها لن تستطيع من وجهة نظري تدمير صواريخنا البالتسية العابرة للقارات". وأكد سولوفيوف في الوقت ذاته أن "السيء في هذا بالنسبة لروسيا هو أن أراضيها ستكون عرضة لرقابة خصومنا المحتملين بشكل دائم". وقال أن هذا الوضع سيتمخض عن ضرورة زيادة النفقات على التدريب القتالي الذي يرتبط بما في ذلك بعمل وسائل الإعاقة الألكترونية والطيران. من ناحيته أعلن الفريق ايغور خفوروف قائد الطيران البعيد المدى الروسي أنه بوسع طائرات الطيران البعيد المدى إسكات عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ التي تعتزم الولايات المتحدة نشرها في بولونيا وتشيكيا. وقال خفوروف أمام الصحفيين إن "هذه العناصر الموجودة تحت سطح الأرض من منظومة الدفاع المضاد للصواريخ ضعيفة جدا وهي منشآت غير محمية بصورة جيدة وبوسع كافة أصناف طائرات الطيران البعيد المدى سواء إسكاتها الكترونيا أو تدميرها فعليا". أما القائد العام السابق للقوات الجوية الروسية جنرال الجيش بيوتر دينيكين فأعلن بدوره أن نشر الموقع الثالث للمنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في أوروبا الشرقية "سيتيح للأمريكان توسيع الإمكانيات بشكل ملموس من وجهة نظر كشف الصواريخ الروسية في المرحلة البدائية من مسار تحليقها وتدميرها". وقال إنه "يجدر الآن توقع نشرهم صواريخهم التكتيكية العملياتية في بلدان معاهدة وارسو سابقا وحتى في البلطيق". وأعلن خفوروف أن حاملات الصواريخ الإستراتيجية ستنفذ خلال المناورات العسكرية في هذه السنة حوالي 10 عمليات إطلاق صواريخ مجنحة. وأكد أن كثافة تحليقات الطائرات الروسية في هذا العام عالية جدا حيث ستشارك في أبريل في التدريبات الإستراتيجية، وفي مناورات "المهمة السلمية ـ 2007" التي ستجرى صيف هذا العام في إطار منظمة شنغهاي للتعاون في ميدان تشيباركول في مقاطعة تشيلابينسك. وستشارك طائرات الطيران البعيد المدى بنشاط أيضا في المناورات التي ستقوم بها وحدات قوى ووسائل منظومة الدفاع الجوي الموحدة لرابطة الدول المستقلة في ميدان آشولوك في ضواحي أستراخان. وبالإضافة إلى ذلك ذكر خفوروف أن الطيران البعيد المدى سيتسلح هذا العام بحاملتي صواريخ إستراتيجيتين مطورتين من طراز "تو ـ 160". وأضاف أن حاملة الصواريخ "تو ـ 160" المطورة ستقوم في أواخر مارس ـ أوائل أبريل بتحليقات تجريبية تتخللها تدريبات على قصف مواقع وهمية. وأشار إلى أن روسيا تقوم أيضا بتصميم وتصنيع صواريخ جديدة، وبالتحديد صواريخ مجنحة. وأكد خفوروف أن روسيا تحافظ على تقدمها مثل بقية دول العالم في مجال تصنيع الصواريخ المجنحة من طراز "جو ـ أرض" و"جو ـ جو". وكان رئيس الأركان العامة لسلاح الجو الروسي بوريس تشيلسوف قد صرح في الثاني من هذا الشهر بأن منظومة الدفاع الجوي الروسية ستجهز بأنظمة صواريخ مضادة للجو جديدة من طراز "س-400". وقال تشيلسوف في حديث للصحفيين إن أنظمة "س-400" ستدخل حيز التأهب القتالي في منطقة مدينة الكتروستال، وسيصار إلى زيادة عددها مع مرور الوقت. وأكد أن وحدات الدفاع الجوي لمدينة موسكو ستجهز بمنظومات صواريخ "س-400" تليها جميع المناطق الروسية الأخرى. وبهذا الشكل ستجهز جميع أفواج سلاح الجو الروسي المسلحة بمنظومات صواريخ "س-300" المضادة للجو مع مرور الوقت بمنظومات جديدة من طراز "س-400". وتخطط روسيا لإدخال أول فوج من أنظمة "س-400" الصاروخية المضادة للجو الخفر القتالي في ضواحي موسكو في أواسط العام الجاري. ومن جانب آخر أعلن القائد العام للقوات الجوية الروسية الجنرال فلاديمير ميخايلوف أن النصب المحتمل لرادار أمريكي تابع لمنظومة الدفاع المضاد للصواريخ في القوقاز لن يؤثر على الإطلاق على قدرات روسيا الدفاعية. وعلق ميخايلوف بهذا التصريح على ما ذكره رئيس الوكالة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ هنري اوبيرينغ الذي استحسن فكرة نصب رادار من المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في مكان ما في القوقاز. فقال ميخايلوف: "لينصبوه. وهذا في نهاية الأمر مشكلتهم". وأضاف الجنرال أنه يتوفر لدى روسيا كل ما هو ضروري للرد بشكل مكافئ على هذه الأعمال. ويرى أن منظومات "س ـ 400" الروسية تضمن الأمن بما في ذلك من ناحية الدفاع الجوي الفضائي. وأوضح ميخايلوف أن مدى النظام الصاروخي المضاد للجو "س ـ 400" يزيد على 400 كم ويضمن حل مهمات الدفاع الجوي الفضائي. وكان الإدارة الأمريكية قد أعلنت في وقت سابق أن هيكل منظومة الدفاع المضاد للصواريخ قد لا تقتصر على نشر عناصرها في بولونيا وتشكيا. وذكر شون ماكورماك الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمام الصحفيين في واشنطن أن "نشر المنظومة المحتمل الآن في بولونيا وتشيكيا لا يعني أنه لا يمكن تغيير هيكلها عن طريق التعاون على اتجاهات أخرى وألا يتطور مع الزمن". يرى عدد من الخبراء العسكريين، ومن بينهم الجنرال محمود غارييف، رئيس أكاديمية العلوم العسكرية الروسية أن نشر عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع المضاد للصواريخ في بولندا وتشيكيا يرتبط بعملية توسيع الناتو ويستهدف روسيا.